صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

دور المؤسسات التعليمية في تنمية شخصيّة الفرد .. الوظيفة :: والمُعطيات
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أنّ لكل مؤسسة تعليمية خلفية فكرية ومنهجية تنطلق منها في تربية وتنمية الأفراد المنتمين لها وبما أنه نحن نعيش تحت خيمة الأسلام العزيز فلابد من أن تكون

الإنطلاقة التأسيسية والقيمية والتنموية في تربية وتوعية الأفراد إنطلاقة إسلامية اصيلة معتدلة وعقلانية مقبولة لدى الجميع .

ويمكن الوقوف بإختصارواعٍ على أبرز وأهم وظائف المؤسسة التعليمية بشكل عام في تعاطيها مع الأفراد وبكافة المستويات العلمية::ومنها مايلي::

/1/ تعزيزمفهوم الإنتماء الإجتماعي والأخلاقي والفكري لدى الأفراد بصورة فعليّة إبتداءٍ من الإنتماء إلى الأسرة فالمجتمع عامة فالوطن فالدين وهو حاضنة الإنتماءات كافة وراعيها قيميا. ....... وهذا المفهوم الذي تنادي به اليوم منظمات التربية والتعليم العالمية وخاصة (منظمة اليونسكو) التي تأسست في عام 1945/م .
هو عينه ما أسس له الأسلام العزيز تربويا وتعليميا فقد قال الله تعالى مُفصِحاً عن هذا المفهوم

(( يا أيها الناسُ إنّا خلقناكمُ من ذكرٍ وإنثى وجعلناكمُ شُعوبا وقبائلَ لتعارفوا إنّ أكرمكم عند أللهِ أتقاكم إنّ اللهَ عليمُ خبير))/13/ الحجرات.

فلاحظوا أحبتي كيف يجعل الله تعالى الشعورالإنساني بوحدة أصل الخَلق وضرورة الإنتماء إلى الحاضنة الإجتماعية السليمة وحقيقة التنوع البشري والإجتماعي منطلقات واقعية في هذه الحياة يكون معيارها التقوى في التفاضل والتعامل المُتبادل
وهذا المفهوم التربوي القيّم نحن بأمس الحاجة لغرسه في نفوس الأفراد حتى نبني جيلاً واعيا وحضاريا ناضجا في سلوكياته .

/2/ تربية الأفراد على مبدأ حفظ الذات الإنسانية وتكريمها وإستقلاليتها وتقوية هذا الشعورالنفسي عندهم وإشعارهم بحقيقة شخصياتهم الوجودية وتجنب وسائل الأهانة اللفظية والفعلية لأنها تولّد الشعور بالأحتقار والنقص وبالتالي تخلِق ظاهرة العنف الفكري والسلوكي عند الفرد الذي يواجه بهذه الوسائل الغير تربوية وهذا ما نص عليه القرآن الكريم في تأسيساته القيمية

بقوله تعالى ((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا))/70/الإسراء.

هذا في مجال تكريم وتفضيل الأفراد بمامنحم الله تعالى من قيمة الكرامة الإنسانية وحرمتها وهذه القيمة يجب أن تؤخَذ بعين الإعتبار في تنمية شخصية الفرد إنسانيا لأنه متى ما شعر بقيمة ذاته أحس وأدرك بقيمة الأخرين وكرامتهم البشرية وتجنب العنف تجاههم .
وأيضا يجب أن نهتم بمكمّل الشخصية الإنسانية لدى الأفراد وهو تجنب إهانتهم لفظيا وسلوكيا وهذه الآلية هي الأخرى إتفقت عليها الشرايع السماوية والمذاهب التربوية الوضعية ونحن نفتخرقيميا بسبقنا للجميع في ذلك فهذا القرآن الكريم يُعلن عن لائحة حقوق الإنسان الصالحة والرائعة

بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى أن يكُنّ خيراً منهُنّ ولاتلمِزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فإولئك هم الظالمون))/11/ الحجرات.

/3/ العمل على تركيز القيم الإخلاقية والإجتماعية السليمة في ذهنيّة وشخصية الأفراد كآليّة تعليمية وتربوية تضمن لنا الإستقرار النفسي لدى الأفراد ذاتهم فضلاعن تحقيقها الإستقرار في مؤسساتهم الأسرية والمجتمعية عامة.
وذلك يتحقق من خلال منهج تعليمي متزن في طرحه للفضائل الإنسانية والدينية كسبيل لتثقيف الأفراد فكريا وأخلاقيا .

/4/ توعية الأفراد بضرورة التعاطي في حياتهم مع الآخرين بمنهج العقلانية و الشرعية المعتدلة والأبتعاد عن السلوكيات الإنفعالية وهذا الوعي يتأتى من إشعارهم بأنّ العقلانية والأعتدال هي السبيل الوحيد لحل الإشكاليات أيّا كانت .

/5/ تربية الأفراد على ممارسة التفكير السليم والحكيم عمليا ونظريا لأنّ التفكير هو شرط أساسي في السيطرة على سلوكيات الفرد والمجتمع
فلذا قال الرسول الأكرم محمد /ص/
((
إذاهممتَ بأمرٍ فتدبر عاقبته )) /بحار ألأنوار/ المجلسي/ ج71/ص339:

وقال الإمام جعفر الصادق/ع/ (( تفكر ساعة خير من عبادة سنة )) وقراء بعد هذا الحديث قوله تعالى ((إنما يتذكر أولوا الألباب))/مستدرك الوسائل/الميرزا النوري/ج11/ص183.

وتتجلى ممارسة التفكير هذه في صورة مراجعة الفرد لذاته بشكل دائم وإخضاع سلوكياته

للتقييم المعياري السليم أو تقييم المؤسسة التعليمية له بشكل دوري ضبطاً لسلوكياته

وترشيدا لها من تنبيهه على ضرورة المطالعة والقراءة والأنتخاب الواعي للفكر والثقافة بما ينسجم وخلفياته الدينية والأخلاقية ورصد الظواهر المرفوضة ومعالجتها كي لايتأثر بها حياتيا .
وأخيرا يمكن القول إنّ تفعيل هذه الوظائف أعلاه عمليا يجعلنا في حال تعليمي وتربوي للإفراد بصورة أفضل مما لو تُرك الإمر عفويا من دون منهج مدروس ومقبول علميا وسرعان ما تثمُر معطياته التريوية والتعليمية إذا ما إلتزمنا بها واقعا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته::


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/17



كتابة تعليق لموضوع : دور المؤسسات التعليمية في تنمية شخصيّة الفرد .. الوظيفة :: والمُعطيات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net