صفحة الكاتب : نزار حيدر

لِقَناةِ (الفَيحاءِ) الفَضائِيَّةِ؛ المرجعيَّةُ؛ لترسيخِ الهويّةِ الوطنيّةِ
نزار حيدر

  مُلخّص الحديث، على الهواءِ مباشرة، اليوم مع الزّميل الاستاذ فلاح الفضلي للنّشرة الإخباريّة الرئيسيّة في قناة (الفيحاء) الفضائيّة.
   انّ التوجيهات الهامّة التي أدلت بها اليوم المرجعية الدينية العليا من على منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة، أكّدت مرّة أُخرى على كل ما من شأنه ترسيخ الهويّة الوطنيّة التي يحاول بعض الغافلين او المتغافلين، لا فرق، تجاوزها بشكل أو بآخر.
   لقد اثبتت المرجعيّة مرّة أخرى انها تُراقب عن كثب تفاصيل العملية السياسية وكذلك جبهات الحرب على الارهاب، وأنّها لا تغفل كلّ شاردةٍ وواردة، فهي أمينةٌ في تحديد الخطأ او التجاوز ودقيقةٌ في النّقد الذي لا تكتفي به كلما شخّصتهُ وانما تقدّم الحلّ من خلال توجيهات ومقترحات دقيقة وعمليّة.
   كما انّها حريصةٌ كلّ الحرص على ان تساهمَ في تقديم رؤية للقضايا الوطنية الكبرى، فهي لا تكتفي بالنقد فقط.
   ولو انّ القادة والسياسيّين والمسؤولين التزموا بهذه التوجيهات في كلّ مرّة لوفّرنا الكثير من المعاناة التي يعيشها العراقيون، كما نكونُ قد وفّرنا الكثير من الجهدِ والوقتِ والتّضحياتِ والاثاراتِ التي لا تخدم البلاد بأيّ شكلٍ من الأشكال، خاصّة وأنّنا اليوم نمرُّ بمرحلةٍ أمنيّةٍ خطيرةٍ وبحربٍ مصيريّةٍ ترسم تاريخاً جديداً وواقعا جديداً، فليس من المصلحة ابداً التّغافلَ عن توجيهاتِ المرجعيّة التي اثبتت انّها الحلِّ الناجع للكثير من المشاكل من جانب، وانها ترسم الرؤية المستقبلية الصائبة، من جانبٍ آخر.
   انّ على كلِّ المسؤولين اليوم ان يتعلّموا درساً من أسلافهم الذين ظلّوا يتغافلون عن توجيهات المرجعيّة، حتى ورّطوا البلاد في أزماتٍ عديدةٍ، أمنيّةٍ وماليّةٍ وسياسيّةٍ وكلّ شيء، انتهت بهم الى السقوط المدوّي غَيْرَ مأسوفٍ عليهم.
   نتمنّى على المسؤولين، كلٌّ من موقعهِ، ان ينتبهَ الى ما تقوله المرجعية ليتّخذَهُ مسارَ عملٍ في مؤسّسته، وزارةً كانت او غير ذلك، واذا رأى او ظنّ احدهم ان التّوجيهات الخاصة بمجال عمله لا يمكن الأخذ بها، لسبب او لآخر، فانّ عليه ان يقدّم أعذاره المنطقية وحُججه الواقعية، وليست الوهميّة، الى الراي العام العراقي ليعرف الشارع ما اذا كان صادقاً بالفعل فيما يقول؟ ام انّه يتحجّج ليتهرّب من المسؤولية؟.
   كما ينبغي على المواطنين ان يُتابعوا توجيهات المرجعية كذلك، ففيها الكثير مما يخصّهم، ليساهموا جميعاً في خدمةِ البلدِ بأفضلِ الطُّرقِ وأحسنِها.
   وللاسف الشّديد؛ فانّ المرجعية تضطرّ أحياناً الى تكرار توجيهاتها وتنبيهاتها اكثر من مرّةٍ في القضية الواحدة، بسبب تجاهل المعنيّين وتغافُلهم، الامر الذي يكلّفنا المزيد من المعاناة والتضحيات، لماذا؟ مَن يتحمّل مسؤوليّة التّسويف وعدم الاكتراث؟ من يتحمّل مسؤولية الاثار السلبية لهذا الإغفال او التغافل؟ خاصة وان بعضهُ قاد البلاد الى ما نراه اليوم من أزمات أمنيّة وماليّة خطيرة؟.
   لقد وجّهت المرجعية غير ذي مرّة بشأن الالتزام برفع العلم العراقي فقط في ساحات الحرب على الارهاب، لتكريس الهويّة الوطنيّة وعدم إعطاء المبرر للمتصيّدين بالماء العكر من الذين يتربّصُ بِنَا الدّوائر، فلماذا لا يلتزم البعض بهذا التوجيه الاستراتيجي المهم؟ هل يريدون المزايدة بالدّين والمذهب والانتماء، على المرجعيةّ الدّينية العليا؟ ام انّهم يتصوّرون انفسهم أشد حرصاً من المرجعية على الرايات المقدسة وهويّاتها؟.
   انّها مُتاجرةٌ رخيصةٌ ومزايدةٌ تافهةٌ كلّفتنا الكثير، للاسف الشديد، بسبب تغليب العواطف على العقل والمصالح الحزبيّة والفئوية على الصّالح العام، وتغليب الانتماءات الضيّقة على الانتماء الوطني.
   واقولُ بصراحةٍ؛ فانّ غَيْرَ الانتماء الوطني والهويّة الوطنيّة لا يمكن ان تجمعَ شملَ العراقيين ابداً، لانّ ايّ انتماءٍ آخر اليوم، وفي ظلّ هذه الظروف الأمنية الخطيرة، يَضيقُ بِنَا كعراقيين، لأنّنا شعبٌ متنوّع المكونات ومتعدّد الخلفيات، بل وفي كلّ شيء، فليس هناك ما هو أوسع من خيمة الوطن والانتماء الوطني يمكن ان يحتضنَنا كعراقيّين، ولذلك فليس هناك ايّ داعٍ للمزايدات الدينية والمذهبيّة ابداً.
   اتمنّى ان يفهمَ العراقيون جميعاً ماذا ارادت المرجعية اليوم تحقيقَه بموضوعِ الّلافتات والصّور والرّايات والشّعارات، وتركيزها على رفع العلم العراقي فقط دون غيره من الرّايات، في طول جبهات الحرب على الارهاب والمناطق المحرّرة، فنحن في بداية المشوار وانّ أمامنا طريقٌ طويلٌ يجب ان نطويه معاً، كعراقيين، فالانتماءات الدينية والمذهبيّة والإثنية والمناطقية والعشائرية والفئوية والحزبية الضيقة لا تخدمنا اليوم ابداً، من دون ان يعني هذا التنازل عن كلّ هذه الانتماءات، فلا يزايدُ علينا أحدٌ، انّما المقصود هو ان الانتماء الوطني يستوعب كل هذه الانتماءات ويحتضِنها، لنحقّق بذلك الانسجام الوطني المطلوب والتّعايش والتّعاون لنعبُر هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ العراق الجديد بسلامٍ وبأقلّ الخسائر والتضحيات.
   ولا ننسى هنا كثرة الأطراف الإقليمية والدولية التي تريد ان تصادر انتصاراتنا بشعاراتٍ تافهة وباثارات طائفية وعاطفية ضيّقة، فلماذا ننجرّ لمصائدها ونبتلعَ الطّعم المسموم من خلال إِضعافِ الانتماء الوطني وإِلغاء الهويّة الوطنيّة في بعض الأحيان؟ لماذا نقع في مصائدهم فندلي بتصريحات لا تخدمنا، وكأنّنا نلغي انتماءنا الوطني لصالح انتماءات اخرى؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/21



كتابة تعليق لموضوع : لِقَناةِ (الفَيحاءِ) الفَضائِيَّةِ؛ المرجعيَّةُ؛ لترسيخِ الهويّةِ الوطنيّةِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net