وأخيرا وضعت الحرب أوزارها، وإحتاجت نجوى قاسم التي تقدم بها العمر، وبانت تجاعيد وجهها وصدرها وجيدها الفضي، إحتاجت نجوى الى جهد جهيد وضحكات كثيرة لتخفي الإحراج الذي شعرت به بعد تكليفها بإستيعاب الصدمات والهزات الإرتدادية التي سببها قرار وقف عاصفة الحزم ضد الشعب اليمني، وكان عليها أن تستضيف معلقين سياسيين يظهرون القوة الجوية السعودية بوصفها الأولى في العالم بعد أن قتلت وجرحت ثلاثة آلاف طفل وإمراة وشيخ من أبناء الشعب اليمني ترضية لرجل إسمه هادي لايجيد النطق بكلمة واحدة، ولايعرف الفرق بين عدن والرياض، وبحجة وقف التمدد الحوثي في بقية مناطق البلاد، وكان كلما إشتد القصف كلما حقق الحوثيون المزيد من الإنتصارات، وأظهروا براعة في سياسة ضبط النفس، ولم يقدموا المزيد من المبررات لإستمرار الحرب، ولم يستهدفوا السفن المارة في البحر الأحمر، ولم يظهروا العداء للدول المنضوية في التحالف حتى قبل أن يعلنوا الإنسحاب منه كتركيا ومصر وتركيا، ووضعوا الرياض في دائرة الحرج الذي أدى الى قرار الوقف الفوري للحرب.
مبررات الرياض التي قدمتها لحلفائها وأنصارهاعديدة لتوجيه الضربات الجوية للحوثيين وقبلوا بها، لكنها لم تجد مبررات مقنعة لأنصارها وحلفائها حين أعلنت إنهاء عملياتها بدون نتائج ذات قيمة، وظهر الحوثيون منتصرين ومعهم حلفاؤهم في المنطقة العربية والإقليم المجاور. المتابع لتطورات الأحداث قبيل بدء الحرب وأثنائها كان يتوقع المزيد من الإثارة مع وجود لاعبين غير تقليدين وأفكار تتطور وتتصاعد لتغيير المسار على صعيد الصراع في المنطقة، ولم تكن إيران راضية عن الحرب وحذرت السعودية من فخ نصب لها، وربما كانت مؤشرات ذلك جلية حين إنسحبت دول حليفة للرياض من التحالف وبسرعة غريبة مع تغيير للمواقف لافت خاصة من تركيا.
المرشد الإيراني علي خامنائي قال بالحرف الواحد، إن انف السعودية سيمرغ في التراب، وبعد أيام قال حسن نصر الله مبتسما، إن الحرب ستنتهي بإنتصار للحوثيين وهزيمة للرياض، وقبل ساعات من إعلان وقف القصف الجوي تحدث عبد الملك الحوثي بنبرة واثقة، بينما كانت قواته تتقدم في الإتجاهات كافة وتحرز الإنتصارات، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير.
ليس بمقدور المرشد الإيراني أن يهين عمامته بتصريحات متعلقة بتطورات مثيرة في المنطقة، وهو يدرك حجم المواجهة التي تتوقف عليها مصالح الدولة الإيرانية ومستقبلها ومستقبل شركائها وحلفائها، ولهذا فقد كان صريحا وواثقا وهاهي تصريحات المرشد الأعلى تتأكد على الأرض.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat