صفحة الكاتب : علي الزاغيني

متى تختفي اصوات الرصاص
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان  ما يجري على الساحة العراقية من إحداث لها تأثير كبير على المواطن العراقي  سواء كان  في شمال العراق او جنوبه وهذا التأثير ان لم يكن مادي فهو بالتأكيد معنوي ويؤثر سلبا على نفسية  وسلوكيات أفراد المجتمع بكل فئاته العمرية وبكل أطيافه ويؤسس لأبواب ستكون مشرعة من الانحراف والشذوذ والجريمة المنظمة أو الانفعالية وضروب أخرى من العنف الفكري والجسدي وسيلوث ألوان الحياة الناصعة البياض بفطرة المواطنة والتعايش السلمي والمحبة التي فطر الله الناس عليها  .

بحقيقة الأمر ان  السنين  التي مضت  منذ سقوط النظام السابق  وما سبقها  من أحداث مأساوية  تعاقبت على العراق من حروب دامت طويلا  خلفت الكثير من الضحايا  وأزمات  وحصار اقتصادي خلق جو  يساعد على تقبل العنف  والتعايش معه رغما عنهم  بسبب الخوف الذي غرسه النظام السابق في نفوس العراقيين نتيجة سياسة البطش والإرهاب  التي استخدمها من اجل بناء دكتاتوريته الحمقاء التي أرهقت كاهل المواطن العراقي وزعزعت اقتصاد العراق  وكبلته بديون   مالية  , وهذا كله ادى  خلق نوع من التذمر مما ادى بالكثير من الكفاءات  في مختلف المجالات بالهجرة   للبحث عن ملاذ امن , وبحقيقة الامر قوافل المهاجرين لم تتوقف بعد سقوط النظام السابق ولكنها ازدادت بشكل ملحوظ  وكبير بسبب اعمال العنف  الطائفي التي  اسس لها المحتل .

فثقافة العنف و الحزن او التقبل لفكرة او مذهب او دين او حزب  واحد , كل ذلك سيكون مردود غير محبذ  وله تأثير سلبي  , وما يحدث اليوم في العراق بات واضحا ويحمل بطياته  عنف مستتر وظاهر ونظرية الفكر المفروض او الحزب الواحد على حساب التعدد الفكري  وتنوع  الثقافات بدون  قيود  , ولا يمكن ان نتجاهل   تاريخنا الذي خلد حضارات وادي الرافدين العريقة في عمق الارض والزمن وثمة  أمر  اخر  ان الاستبداد والتعسف والارهاب  وتقيد الحريات و اعتقال الديمقراطية على اساس فئوي بحت سيكون اشد وبالا وفتكا بالأجيال القادمة  التي تتوارث كل تفاصيل  ما يجري  من احداث وضعت في قوالب ضيقة عشوائية لا تنتمي للفكر الحر المستنير الذي سيرسم للعراق افاق الوحدة والتقدم والمعرفة والسلام الدائم بمناهج متقدمة سلسة الفهم والهضم لجميع الاطياف التي أسست على مر العصور حضارتنا وثقافتنا وفلسفتنا وخلفت من الفكر المادي والروحي  الذي  اغنى متاحف أوربا والعالم ,  وما يدرس في  جامعات أمريكا واسيا واوربا   يشهد بان حضارتنا  اذهلت العالم  بسر بقائها وتنوع إبداعها في زمن الظلمات بالنسبة لعالم  لا حضارة له  يبحث عن ارث ولو مصطنع الدراما ,  تلك هي المشكلة التي يعمل العالم على وضع العراق في بودقة  فكرية ضيقة تحرق بعضه ببعض,  فهي تعمل على ارسال تنظيمات ارهابية  ومرة اخرى  تعمل على  اشاعة  الفتنة الطائفية بين ابناء شعبه لتقتل أبنائنا وتستحي نسائنا وفي ذلك بلائم عظيم  0 وان اكبر الفقر الجهل واكبر الغنى العقل هكذا تحدث (( الإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام))  وهذا ما يجب ان نعمل عليه من اجل ان نرتقي بالعلم ونبدد جدار الظلام  الذي يعمل الاعداء على بناءه لأجيالنا . 

 علينا ان نزرع المحبة كما نزرع الورد في حدائقنا ونزين بها جدران بيوتنا  , تلك هي المشكلة التي على الجميع ان يساهم في  وضع الحلول لها  كيف نبني  اجيالا   قادرة  على ان تصنع السلام  وتغرس وردة بيضاء بدلا من ان تشتري رصاصة للقتل  والدمار ,   وكيف يضع لبنة من طين طيب الأعراق ليبني ما خربته الحروب  من اجل مستقبل زاهر يضحك كالفجر في عيون أطفالنا التي تعبت من التعري والتهجير  في عالم غريب يقتل الأطفال ويسمي الحرب حضارة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/18



كتابة تعليق لموضوع : متى تختفي اصوات الرصاص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net