الحقيقة الغائبة بمرارة حاضرة
بوقفة رؤوف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بوقفة رؤوف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد برمج العقل المسلم منذ بداية تشكله على أن هناك حربا على الاسلام ومحاولات حثيثة حاقدة للقضاء على المسلمين لكن الحقيقة الغائبة بمرارة حاضرة والتي نحاول هنا أن نعرضها مدللين عليها هي أنه لا توجد حرب على الاسلام ولا يوجد ابادة للمسلمين سواء من طرف اليهود أو الصليبين , لأن نسبة قتلى المسلمين الكبيرة كانت دوما على يد المسلمين عبر تاريخ الاسلام يؤكد ذلك ما يجري من قتل وتدمير لليمن وسوريا والعراق , لكن لا يعني ذلك أنه لا توجد حرب شرسة شعواء فهذا يتنافى مع العقل والحقائق التي يؤكدها الواقع والأحداث
توجد حرب على الله بتدمير الانسانية بتحويل الانسان الى مجرد مسخ مادي , كائن دون كينونة , خريطة العالم السرية مقسمة بين حزب الله وحزب الشيطان , حزب الشيطان برنامجه الفساد وسفك الدم والعدوان والبغي والظلم
أما حزب الله فبرنامجه تكريم الانسان وتحقيق العدل , لا يوجد عداء بين يهودي ومسلم ومسيحي , هذا عداء وهم محاولة لأجل تشتيت الانتباه عن الصراع الحقيقي غير المعلن , كما أنه لا يوجد عداء بين سني وشيعي , هذا افتراء , مجرد مسرحية كلما اقتربت البشرية من كشف حقيقة الصراع الحضاري القائم بين الحضارة الرسالية والحضارة المادية يتم فبركة صراعات من عداء وهمي كقنبلة دخانية أو ستار لتعتيم رؤية الحقيقة , الصراع الوحيد الذي يحاول حزب الشيطان إخفاؤه عنا هو الصراع بين الحضارة الرسالية والحضارة المادية , الصراع بين الموحدين الذين يؤمنون بالإنسان وبين عبدة المادة المؤمنين بأن الانسان ليس مكرم وأنه ليس أهل لخلافة الله في الأرض , سلاحهم الاعلام العالمي الذي يسمم العقول ويفسخ القيم ويهدم النظم وقد انتقلوا للمرحلة الثانية , فالمرحلة الاولى وهي التهيئة النفسية والمرحلة الثانية هي خلخلة منطقة القوة وهي المنطقة العربية المسلمة لما يدركونه من معرفة القران الكريم بخططهم وقوته في احباط مؤامرتهم والقضاء عليهم , لذلك هم لم يسمحوا بقيام حركة اسلامية تنطلق من القرآن وتعود اليه همها فقط هو الانسان , لذلك انطلقت منذ زمن بعيد سلسلة اخماد صوت كل عالم رباني , كل ولي صالح , كل مجدد يكشف حقيقة الصراع وما يخفيه من مكائد سواء بتسفيه أو التضييق عليه أو تكفيره ورميه بالزندقة والكفر والمجون والجنون أو حتى السحر والشعوذة والردة
نعم توجد حركة سرية عالمية تتحرك لأجل هدف واحد أوحد فقط وهي أن تبرهن بشكل عملي بأن القدير كان مخطئ في قراره بجعل الانسان خليفته في الأرض وأن الشيطان كان على حق لما رفض السجود والإذعان لقرار القدير وذلك بالقضاء على انسانية الانسان وجعل البشرية مجرد مسوخ تقدس الشيطان وتفعل ما يغضب القدير
الاسلام في بدايته كان يشكل الخطر الأكبر على هذه الحركة لكنها سرعان ما احتوته وحيدته م جعلته يصب في مصب الحضارة المادية وأصبح الاسلام اليوم سلاح من أسلحتها وذراع تضرب به اتباع الحضارة الرسالية من فتاوى تكفيرية فتحول الاسلام الرسالي الحضاري المحمدي الانساني الى اسلام مادي يفسد ويسفك الدم باسم الله ويستعبد الانسانية وهو قد بعث لأجل تحريرها ,فأصبح المسلم يقتل أخاه ويسبي أخته وتحول الاسلام الخاتم الى نسخ مشوهة متناحرة فإسلام السنة غير اسلام الشيعة غير اسلام الصوفية غير اسلام السلفية
الحرب الأخيرة لن تكون بين دين ودين فكل الأديان مرسلة من عند الله على الانسان , الحرب الاخيرة تكون بين حزب الله بمختلف طوائفه ونِحله وبين حزب الشيطان , بين الحضارة الرسالية والحضارة المادية
ان الحضارة المادية اليوم قد سيطرت ولونت العالم بالصبغة المادية فأصبحت العلمانية مادية والإسلام مادي والثقافة العالمية مادية والاقتصاد العالمي مادي والإلحاد مادي والعلمانية مادية ,اصبح الكل مجند لخدمة الحضارة المادية
لا يخلو عصر من مجدد يجدد لنا رسالية الاسلام وإنسانيته ووظيفته هي نفسها وظيفة الأنبياء التبليغ الحضاري الرسالي لإنسانية الانسان لأجل تكريمه وتحريره والوقوف ضد الظلم والفساد وسفك الدماء
لكن العمل الذي ينتظرنا اليوم ليس بسهل ولا هين فهو ليس مجرد التبليغ لأننا نشهد قرب نهاية الزمن , اليوم يجب أن نعد العدة ,أن نستعد لتشكيل نواة حواريو الحضارة الرسالية , الذين سينتشرون ليعيدوا احياء الحضارة الرسالية التي ستقف في وجه الحضارة المادية وتنتصر من أجل الانسان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat