صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

دربكة عراقية
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتظاهر العراقيون، ويطالبون بحقوق شرعت لهم في دستور لايطبق إلا عليهم، لكنه لايطبق لهم فلايحصلون منه سوى على الوعود، وتوجيهات بالخروج للتصويت عليه ودعمه لكنه يؤسس لدولة لاترى النور، ويستمر السياسيون الذين صاغوه وصوتوا عليه في برلمانهم الخاص بنيل المكاسب وتحصيل المنافع، وبمرور الوقت يتحمل الشعب المزيد من المعاناة والمتاعب ويبدأ بفقدان حقوقه رويدا، فلاماء ولاكهرباء ولو بالحد الأدنى وهو أمر يثير الإستغراب والعجب! فمن غير المعقول ولا المقبول أن تكون للعراق مليارات من الدولارات تنفق يوميا في الهواء ويدعي القائمون على قطاعات النفط والكهرباء والخدمات العامة إنهم ينفقونها على الإستثمار فيها، بينما تذهب الى العدم، ولايشعر المواطن المسكين بوجود أثر لها.
 
الواضح تماما إن المليارات العراقية تسرق، فمنذ 2003 لم يستطع القائمون على العملية السياسية برغم تشكيل حكومات عدة، وبرغم التصويت على الدستور والقيام بعمليات إنتخابية محلية وبرلمانية عدة إلا إن شكلا حقيقيا للدولة لم يظهر للأسف حتى اللحظة، ويتخبط السياسيون والقوى الحاكمة في قرارات غير ذات جدوى لم تحقق المطلوب، وتثبت الوقائع أن إنفصالا تاما حصل بين السياسيين والشعب، فلم يفعل هولاء شيئا للناس سوى إنهم ظهروا بصورة المستثمر الذي يبحث عن المكاسب ولاينشغل بغيره، بينما هو موظف في خدمة الناس وهذا هو الإنحراف بعينه الذي جعل منا عرضة للتهميش والتضييع والتمييع، وإلا مامعنى أن لايحصل مواطن عراقي على شربة ماء وساعات من الكهرباء في ظروف جوية مخيفة لايتحملها ذوو القدرة، فكيف بالمرضى والنساء والأطفال ومنهم النازحون الذين مات منهم العديد بفعل إرتفاع الحرارة؟
 
ويشير مواطنون إلى إنهم راجعوا ثلاجات الموتى في بغداد لإستلام موتى لهم فوجدوا إن الكهرباء منقطعة، بينما الجثث مكدسة! وتعاني محافظات عراقية عدة من إنقطاع كامل للمياه والكهرباء، ولاتصلها الخدمات، بينما يعمل في العراق عدد من المسؤولين يفوق ماموجود في بلدان عدة، ويتقاضون مرتبات خيالية، ولايقدمون شيئا سوى أن يضمنوا الحصول على مكاسب خاصة يفتقد المواطن العادي الى النزر اليسير منها، ولهذا يتظاهر الناس ويعبرون عن حزن عميق ويأس وشعور بالإرهاق والإحباط من سياسيين لم يعودوا يمثلونهم ولايرتبطون بهم على الإطلاق، ويذهب معظمهم الى المنتجعات والبلدان القصية هم وأسرهم ليستمتعوا بأجواء لطيفة دون وعي بمعاناة ومأساة الناس.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/04



كتابة تعليق لموضوع : دربكة عراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net