صفحة الكاتب : مهدي المولى

التيار المدني الديمقراطي وكيفية تطوره
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أي نظرة موضوعية عقلانية للوضع العراقي تقول لك لا يوجد تيار  مدني ديمقراطي لا يوجد تجمع يساري واضح وله تأثير في الحركة السياسية في العراق  واذا سمعنا بعض الدعوات  الخطابات انها دعوات وخطابات فردية ليس الا
كما ان النظرة الموضوعية العقلانية توضح لنا وتقول ان  التغيير والتبديل الذي حدث في العراق بعد 2003 فرصة ملائمة ومناسبة لتحرك التيار المدني الديمقراطي   ليجمع نفسه ويوحد شمله ويحدد موقفه ويطرح برنامجه الواقعي وبالتالي يمكنه من شغل موقع مؤثر في مسيرة الشعب في بناء العراق الحر الديمقراطي التعددي فليس امامه من وسيلة الا التمسك بهذه الفرصة كل التمسك بأظافره واسنانه ومهما كانت التضحيات  لان ضياع هذه الفرصة لا يمكن تعويضها والويل له اذا ضيع هذه الفرصة    بل الويل للشعب والوطن اذا ضاعت الفرصة
للاسف ان التيار المدني الديمقراطي   اخطأ أخطاء  فاضحة سابقا وللاسف الشديد لا يزال  مستمر على تلك الاخطاء والسلبيات الآن واذا كانت تلك الأخطاء والسلبيات قد اضعفته فأستمراره في تلك الاخطاء والسلبيات يعني نهايته  وتلاشيه  لهذا يتطلب من التيار  المدني الديمقراطي ان ينطلق من معانات من واقع  من مستوى الشعب اي ينزلوا اليه فالشعب لا يصعد اليهم  اي يذهبوا اليه ويعيشوا معه فالشعب لا يأتي اليهم
لهذا على التيار المدني الديمقراطي  ان يتخذ الاجراءات التالية
اولا  وحدة التيار المدني الديمقراطية    بحيث يشمل كل العراقيين بكل الوانهم واطيافهم واعراقهم ومن كل المحافظات العراقية من الشمال الى الجنوب وكل من يريد بناء عراق ديمقراطي حر مستقل  اي ان يكون تيار يضم كل انصار الديمقراطية عربا وكردا  وتركمان وايزيدين وشبك سنة وشيعة مسلمون ومسيح وصابئة وغيرهم لا هذا خاص بالشيعة وهذا خاص بالكرد وهذا خاص بالسنة كما هو حاصل الان
ثانيا الانفتاح على الجميع على كل القوى السياسية المجموعات الاسلامية  والقومية التي تؤمن بالديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية واحترامها وكسبها لجانبه في مواجهة المجموعات والقوى المتطرفة  والمتشددة دينية قومية عشائرية اعداء الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية واعتقد ما حدث في تونس مثال رائع يجب الاقتداء به حيث كان تقارب القوى المدنية الديمقراطية والقوى الاسلامية وتعاونها  ضد التطرف الديني والعشائري مما ساعدها على نجاح الديمقراطية  وعزل القوى المتطرفة الارهابية
ثالثا هدف التيار المدني الديمقراطي   الاول ومهمته الاساسية وخاصة في هذه الفترة هو ترسيخ ودعم الديمقراطية ويجب ان  يكون قربه او بعده من الاحزاب والقوى  السياسية والدينية من خلال قربها وبعدها من الدستور من الديمقراطية والتعددية من خلال احترامها وتمسكها بالدستور والمؤسسات الدستورية والديمقراطية  هذا هو معيارها في حكمها على القوى السياسية المختلفة وهذا هو سبب قربها او بعدها من تلك القوى
رابعا الانطلاق من واقع المجتمع من مستوى الشعب  ومن ثم البدء في اصلاح ذلك الواقع ورفع ذلك المستوى تدريجيا بدون الاصطدام معه يعني تجنب الاصطدام مهما كان نوع الاصطدام فاي اصطدام في هذه الفترة ليس في صالح التيار الديمقراطي بل يؤدي الى الاضرار به ان لم ينهيه
خامسا وضع خطة واضحة وبرنامج عام تتفق عليه كل المجموعات التي هدفها دعم وترسيخ الديمقراطية وبناء عراق ديمقراطي تعددي وعلى الجميع التحرك  وفق تلك الخطة وذلك البرنامج يجب ان يكون الهدف من التحرك في هذه الفترة  بالدرجة الاولى هو أنشاء قوة  ديمقراطية تسعى لبناء عراق ديمقراطي في مواجهة قوة غير ديمقراطية تسعى لفرض الرأي الواحد   لا على اساس قوة  غير دينية في مواجهة قوة دينية  قوة علمانية في مواجهة قوة اسلامية  فهذا التقسيم يجب رفضه رفضا قاطعا حتى لو حاولت القوى المتطرفة من الجهتين فرضه والتعامل به
سادسا  احترام المرجعية الدينية واعلان التمسك بوجهات نظرها  والألتزام بما تقدمه من نصائح وارشادات وتعليمات لما تملكه المرجعية الدينية العليا من تأثير وتأييد شعبي واسع كما انها اثبتت ان هدفها خدمة كل العراقيين بكل اطيافهم واعراقهم وافكارهم وارائهم  وانها لا تستهدف الا اقامة العدل وازالة الظلم سواء من خلال دعوتها الى انشاء دستور والتصويت عليه او من خلال دعوة العراقيين نساءا ورجال  الى اختيار من يمثله في تشكيل البرلمان والمؤسسات الدستورية والحكومة بحرية وبقناعة ذاتية بدون خوف او مجاملة ومن خلال الفتوى الربانية التي دعت العراقيين جميعا للدفاع عن الارض والعرض  لمواجهة داعش الارهابية والزمر الصدامية ومن خلال دعوتها لكشف و  محاربة الفساد والفاسدين ومعاقبتهم
فكل  هذه الفتاوى والدعوات تصب في مصلحة التيار المدني الديمقراطي  لهذا على التيار المدني الديمقراطي ان يكون  اول من يحمل هذه الفتاوى وهذه الدعوات  والتحرك لتطبيقها عمليا وفعليا وكشف حقيقة من يحملها متاجرة  ورياء    وانه ضدها ويسئ لها عملا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/20



كتابة تعليق لموضوع : التيار المدني الديمقراطي وكيفية تطوره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net