المنظومة السننية (حزب الله وحزب الشيطان )
بوقفة رؤوف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتكون المنظومة السننية من مبدأين متناقضين متكاملين لا يمكن ان يقوم الاعمار في الارض ولا يحصل التمكين في غيابهما معا أو في غياب أحدهما , هذين المبدأين هما مبدأ الخير والشر
وهذين المبدأين مزود كل واحد منا بمبدأ الاختيار بينهما :"وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)" سورة البلد
صحيح ان هناك تدافع بين الخير والشر سواء في ميدان النفس ,أو في ميدان المجتمع وقد كان التعبير القرآني عنهما في ميدان المجتمع بمصطلح حزب الله وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ المائدة لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ المجادلة (22) - (56) - وحزب الشيطان اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ المجادلة (19) - إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ فاطر (6) -
وبالتالي فالمشكلة ليست في الشر بل المشكلة في تحزب الشر , والاسلام لم يأت ليحارب الشر أو ليقض عليه لأن الشر جزء من المنظومة السننية ولولا الشر لما عرف الخير ولولا الشر لما كان هناك فتنة واختبار وامتحان للبشر ولما اصبح هناك معنى لحرية الاختيار
وبالتالي يمكن ان نطلق على حزب الشيطان مصطلح الحضارة المادية وعلى حزب الله الحضارة الرسالية ليكون تدافع حضاري بينهما
واليوم نقولها بكل أسف وحسرة أن الحضارة المادية او حسب التعبير القرآني حزب الشيطان , منظم , مهيكل , محدد الرسالة والأهداف والإستراتيجية , يسير بخطة ومنهجية عموديا وأفقيا مسيطر على جميع المناطق والدول والمنظمات والجمعيات والمؤسسات ومخترق ما تبقى من دول وتنظيمات ...
بينما حزب الله او الحضارة الرسالية , فقدْ فقدَ صفة التنظيم والهيكلة منذ زمن , عبارة عن أشخاص أو مجموعات فرادى متفرقة فيما يظهر للعيان , لكن الحقيقة التي نميل اليها , ان حزب الله او الحضارة الرسالية موجودة كتنظيم وهيكلة وان كان يعمل في الخفاء بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها من حزب الشيطان , خصوصا أن الحضارة المادية تقوم بتصفية كل عنصر ترى فيه تهديد لمصالحها وكيانها مثل سلسلة الاغتيالات التي بدأت بالخلفاء الراشدين ومن سلك دربهم في الرشاد والاصلاح
نستطيع القول اليوم أن حزب الشيطان تمثله الماسونية كتنظيم متغلغل في العالم بأسره يناضل من أجل التمكين للحضارة المادية التي تقوم على الفساد وسفك الدم وهناك تنظيم آخر نجهل اسمه وتركيبته وعناصره يمثل حزب الله ( الحقيقي طبعا بعيدا عن التسميات السياسية والاقليمية) يسعى لأجل التمكين للحضارة الرسالية القائمة على تكريم البشرية واعادة الانسانية المفقودة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بوقفة رؤوف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat