صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

نكتة التنمية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكلام عن التنمية في بلداننا يثير السخرية , وكأنه بناء فوق رمال أو على أسس من الشمع التي تحاوطها النيران!!
فأين البنى التحتية العربية والمنطلقات والركائز القادرة على صناعة الدولة التي يمكن التفكير بتنميتها , وتحقيق سعادة المواطن فيها؟
ما يجري في بلداننا ما هو إلا تخريب وتدمير وإفناء للهوية والذات العربية  , فثروات الأمة وعلى مدى أكثر من نصف قرن , ولا تزال تُستعمل للدمار الفكري والعقائدي والتربية السلبية والتعليم الضال المنحرف , ولشراء الأسلحة والأعتدة الكفيلة بقتل العرب وترويعهم.
ولن تجد مشروعا إستثماريا متناميا في بلداننا أسهمت به عائدات النفط , وفي أوج ريْعه , تم تسخير البلايين تلو البلايين للتدمير والتخريب والقتل الفظيع , وتشكيل الفئات والحركات والأحزاب المتطرفة الساعية لمحق الوجود العربي والإسلامي , وإلغاء معنى الوطن والمواطنة , والإمعان بالإفساد والفساد.
فكيف نتحدث عن التنمية ومناهجنا السياسية عدوانية وإنتحارية , لأن قتل العربي للعربي إنتحار , وتدمير البلدان العربية بقدرات عربية إنتحار وعار.
العراق تدمّر بأموال النفط وكذلك سوربا وليبيا واليمن والدول الأخرى , التي على قائمة الإهلاك المُبرمج والتدمير المنظم , والذي يجري وفقا لتقديرات محسوبة بدقة متناهية.
ودول الخليج على شفا منزلق , وما يجري في اليمن لن ينتهي إلا بنضوب مخزونها الستراتيجي من الأموال , فكل حرب في المنطقة مرسوم لها أن تستمر لسنوات , والذين لم يتعلموا من الحرب العراقية الإيرانية , يمارسون ذات الخطيئة ويكررون الإنزلاق إلى متاهات المهلكة , التي تورط بها العراق وإنساق العرب خلفه ومعه وضده لإذكاء العدوانية والخراب والضياع والخسران.
فكيف تتحقق تنمية والعقل عدواني , والحروب مستعرة وذات أعمار تقدر بعقود , فما عادت هناك حروب عربية عربية تقاس بالأيام , والحروب كما هو معروف ضد التنمية , لأنها تحطم النفوس والعقول وتستنفر قدرات الشرور الكامنة في البشر وتحفز على تبديد الثروات والطاقات.
فهل سيتغير التفكير ونتعلم كيفيات بناء الأسس الحضارية لثورة تنموية ذات قيمة معاصرة؟!
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/27



كتابة تعليق لموضوع : نكتة التنمية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net