صفحة الكاتب : علي علي

مازرعناه في صناديق الاقتراع نجنيه اليوم
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد انقشاع نظام البعث الحاكم، أتت "الكعكة" أكلها، وطابت نكهتها وصارت بمتناول الأيادي، بعدما كانت حكرا على يد رأس النظام وحده، وهبّ الى أرض العراق آكلو الكعكة من كل فج عميق، وظهر -فجأة- من ينادي بالوطن من كل حدب وصوب، وهم تحت مسميات عدة. فمنهم المعارض، ومنهم المطارَد، ومنهم السجين السياسي، ومنهم المنفي، ومنهم المحكوم بالاعدام. كما أن كثيرا منهم جاء بقالب سياسي أو بلبابس ديني، فيما هو في حقيقة الأمر كان في دولة غير بلده يمتهن مهنة حرة، كالتجارة او الطب او التدريس، اوكان باحثا علميا في مجال ما، او لم يكن يمتهن شيئا غير اللجوء. وقطعا لاينكر ان هناك من بينهم من كانوا يتبوأون مراكز عليا في مؤسسات البلد، في زمن النظام السابق، ومن كانوا يشغلون مناصب مرموقة، ووظائف حساسة، لكن لايمكن القول انهم كانوا في مواقع قيادية.. فالقيادة كانت بيد شخص واحد، ولايمكن لكائن في أعلى المناصب والمراكز، التدخل حينها في أي قرار من لدن القائد الضرورة، سواء أصائبا كان القرار أم خاطئا!.
ومع ذا لم تكن الساحة العراقية تخلو من الشرفاء والخيرين الوطنيين، لافيما مضى من السنين ولا في التي نعيشها اليوم، إذ مامن شك أن كثيرين قد رفدوا البلد بما ملكوا وما اقتدروا عليه من مال وجهد وعلم ووقت، وكذلك نفوس عزيزة، بذلوها في جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، ولم يألوا جهدا في العطاء والتضحية على تقلب أوضاعه بين خير وشرور. ولو استثنيا الشخصيات الصادقة والصدوقة، صاحبة الماضي العريق والمشرف في النضال ضد الدكتاتور، والذين قدم بعضهم حياته ثمنا استرخصه لأجل مبادئ وطنية سامية، او الذين نفذوا بجلدهم من بطش الحاكم وفتكه، وعادوا الى أرض الوطن بعد سقوطه لخدمة العراق والعراقيين، وكذلك الشرفاء الذين لم تثلم وطنيتهم إغراءات المناصب والجاه والمال، أقول لو استثنينا هؤلاء فان الساحة السياسية أصبحت عقب السقوط أشبه بحلبة مصارعة، شهدت اقتتالا شرسا ومستميتا على جملة مكاسب، لم تكن واحدة منها تمت الى مسميات الوطنية بصلة، فكانت تسمية الكعكة أدق التسميات، واقتسامها كان أصدق وصف لسياسيي تلك السنين -وهذي السنين أيضا- بل أن أغلبهم كشف بعد تسنمه مهام أعماله، عن أوراقه الحقيقية ورسالته التي كلفه بها أسياده، للعب بها على طاولات مجالس الدولة الثلاث، ولاسيما طاولة المجلس التشريعي، الذي أثبت عدد كبير من النواب فيه، انهم يمثلون أجندات وجهات ينصاعون لأمرها، ولا يمثلون الناخبين الذين تحدوا الظروف الأمنية الصعبة التي رافقت العمليتين الانتخابيتين الماضيتين، لكي يصوتوا لمن ظنوا فيه الظن الحسن. أما العملية الانتخابية الثالثة..! فالحديث عن سلبياتها يجب أن يكون بلهجة شديدة، ذلك أن المرء لايلدغ من جحر مرتين، فكيف بنا وقد لدغنا للمرة الثالثة من العقارب المبيتة ذاتها!.
   نعم..! الحديث عن الدورة الثالثة يجب أن يأخذ وتيرة أخرى تختلف عن سابقتيها، بل يجب أن يستحيل الكلام الى أفعال كي يكون مجديا, فالأخطاء في الدورتين السابقتين قد عُلمت أسبابها ومسبباتها، وبطبيعة الحال فإن حلولها أيضا باتت في قبضة اليد، لكن حظ العراقيين لم يسعفهم بمن يعمل بحق من أجلهم، او على أقل تقدير يعمل بمقتضيات واجباته والتزاماته المهنية والأخلاقية والوطنية والإنسانية، لذا فقد تصاهرت الأخطاء السابقة وتناسلت، فكان الوليد المشوه هو العملية الانتخابية الثالثة، وهانحن نجني مرارة ثمار مازرعناه في صناديق الاقتراع، رغم مرور أكثر من عام على خطئنا في سوء اختيارنا.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/14



كتابة تعليق لموضوع : مازرعناه في صناديق الاقتراع نجنيه اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/14 .

السيد علي علي .
السلام عليكم .
ٱن مايزرع يحصد .وربما هذا المثل ٱو القانون لاينطبق علينا تماما .لوجود بعض الفروقات الطفيفة في المعادلة .صحيح بٱصواتنا ٱوجدنا الطبقة االسياسية الحالية .فهي ظهرت من عمل ٱيدينا .ولما كانت الديمقراطية هي ممارسة الشعب للسلطة مباشرة .فتعذر ذلك .على الشعب .وٱختار من صفوفه من يمثله بطريقة الاقتراع السري .ليكون ممثل له ويقوم الشعب بمراقبة عمله وٱدائه ولتعذر وجود اجماع شعبي تجاه القضايا كافة فٱصبحت سلطة الشعب حكومة غالبية ؟ ولنرجع للفروقات .في براءة الشعب من تبعة ماجنته يداه .فقط لٱٱن الشعب له عذر كون القضية قضية الانتخابات وممارساتها جديدة عليه وجاءته على حين غره وتم كل شيء على عجل ودون تمهيد مسبق ..وفي تلك العجاله تم تمرير مشروع الديمقراطية .العراقية وفق مقاسات خاصة .فلم يتم مثلا ٱستفتاء الجمهور حول بعض القوانين ..وخاصة الرواتب والامتيازات ومثل ٱقرارها تحايل واضح على جوهر الديمقراطية نفسها .وكٱن الشعب ٱنتهى دوره فقط عند وضع الورقة في صندوق الاقتراع وتم ٱدارة الظهر له .لأمعاملته معاملة صاحب السلطة والحق .من هنا خسرنا ديمقراطيتنا .التي هي سلطة الشعب وحوصرت بالاعداد التي ٱنتخبها المجتمع لتمثله في البرلمان .وٱول مخالفة لوثيقة العقد .هو نسيان عضو البرلمان حقيقة وظيفته الاصلية وهي نقل مطالب المواطنين وسماع رٱيهم بوصفه ممثل لهم في البرلمان .فيسد بابه ومكتبه ويغير ٱرقام هواتفه كٱول طريقة للطلاق والانفصال بينه وقاعدته الجماهيرية ولايعود لها ٱلأ ٱذا حان وقت دورة ٱنتخابية جديدة .هذا السلوك من قبل ممثل الشعب هو نتاج ثقافة المصلحة والانانية والاستعلاء التي تصيبه .جراء الجهل وعدم معرفة دوره ومسؤوليته الوظيفية .هذه العوامل وصورة واقع الحال .تدفعنا الى شطب ٱسم المجتمع كمسؤول عن فساد تلك النماذج وخيانتها الامانة .بل ٱن هولاء سقطوا في الامتحان وكبوا على وجوههم وباعوا دينهم بدنياهم .فكل مازرعناه كان خير وٱنتخبنا ٱبناءنا الذين خبرناهم في معترك الحياة شخصيات محترمة ..غير ٱن ما ٱصابهم .من فساد هو من العملية السياسية نفسها وما تحمل من جينات الفساد المعدي الذي ٱصاب الكثير من الانفس السالمة من العيوب ليقعدها على فراش مرض الفساد .

• (2) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/14 .

السيد علي علي .
السلام عليكم .
ٱن مايزرع يحصد .وربما هذا المثل ٱو القانون لاينطبق علينا تماما .لوجود بعض الفروقات الطفيفة في المعادلة .صحيح بٱصواتنا ٱوجدنا الطبقة االسياسية الحالية .فهي ظهرت من عمل ٱيدينا .ولما كانت الديمقراطية هي ممارسة الشعب للسلطة مباشرة .فتعذر ذلك .على الشعب .وٱختار من صفوفه من يمثله بطريقة الاقتراع السري .ليكون ممثل له ويقوم الشعب بمراقبة عمله وٱدائه ولتعذر وجود اجماع شعبي تجاه القضايا كافة فٱصبحت سلطة الشعب حكومة غالبية ؟ ولنرجع للفروقات .في براءة الشعب من تبعة ماجنته يداه .فقط لٱٱن الشعب له عذر كون القضية قضية الانتخابات وممارساتها جديدة عليه وٱتته على حين غره وتم كل شيء على عجل ودون تمهيد مسبق ..وفي تلك العجاله تم تمرير مشروع الديمقراطية .العراقية وفق مقاسات خاصة .فلم مثلا ٱستفتاء الجمهور حول بعض القوانين ..وخاصة الرواتب والامتيازات ومثل ٱقرارها تحايل واضح على جوهر الديمقراطية نفسها .وكٱن الشعب ٱنتهى دوره فقط عند وضع الورقة في صندوق الاقتراع وتم ٱدارة الظهر له .لأمعاملته معاملة صاحب السلطة والحق .من هنا خسرنا ديمقراطيتنا .التي هي سلطة الشعب وحوصرت بالاعداد التي ٱنتخبها المجتمع لتمثله في البرلمان .وٱول مخالفة لوثيقة العقد .هو نسيان عضو البرلمان حقيقة وظيفته الاصلية وهي نقل مطالب المواطنين وسماع رٱيهم بوصفه ممثل لهم في البرلمان .فيسد بابه ومكتبه ويغير ٱرقام هواتفه كٱول طريقة للطلاق والانفصال بينه وقاعدته الجماهيرية ولايعود لها ٱلأ ٱذا برب وقت دورة ٱنتخابية جديدة .هذا السلوك من قبل ممثل الشعب هو نتاج ثقافة المصلحة والانانية والاستعلاء التي تصيبه .جراء الجهل وعدم معرفة دوره ومسؤوليته الوظيفية .هذه العوامل وصورة واقع الحال .تدفعنا الى شطب ٱسم المجتمع كمسؤول عن فساد تلك النماذج وخيانتها الامانة .بل ٱن هولاء سقطوا في الامتحان وكبوا على وجوههم وباعوا دينهم بدنياهم .فكل مازرعناه كان خير وٱنتخبنا ٱبناءنا الذين خبرناهم في معترك الحياة شخصيات محترمة ..غير ٱن ما ٱصابهم .من فساد هو من العملية السياسية نفسها وما تحمل من جينات الفساد المعدي الذي ٱصاب الكثير من الانفس السالمة من العيوب ليقعدها على فراش مرض الفساد .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net