صفحة الكاتب : عمار العامري

الفساد إرهاب أخطر من النازية والشوفينية
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عُد الإرهاب أكثر خطورة من النازية والفاشية، التي تجسدت بشكل دول وجيوش واضحة؛ يمكن محاربتها فكرياً وعسكرياً، ويأتي الفساد بخطورة الإرهاب أن لم يفوقه الخطورة.
الإرهاب والفساد كشبح أكثر دهاء ومخاتلة يصعب تشخيصه، ويتحرك بأمكنة لا يمكن إعاقته؛ بتخفيه وتنكره برداء الوطن ومطالب الشعب؟!
ثمة عوامل عديدة تجمع بين الفساد والإرهاب؛ يجعل من الحقائق تشير الى الترابط بين هاتين الآفتين، وأن كانت النازية والفاشية من جهات خارجية؛ فأنهما من دفع خارجي وبأيادي داخلية، وأولهما يجذب الشباب بالخطاب المكثف وإستغلال التكنلوجيا، وتسطيح الفكر ومقاربة المنطقية؛ بتحريف نصوص مقدسة، وعلى سياق مشابهة وأدوات مختلفة وبإدعاء تمثيل جماهير وبكاء على قضاياهم، تسرق الأموال من تحت الأقدام بمناغمة ما يحيط شعبهم، وتهويل الواقع وفرض القبول كأفضل الشرّين؟!
يعتقد أحياناً ان سبب الفساد ناتج من دوافع الفقر، ومثلما تنطبق على الإرهاب كالكبت الجنسي والجهل والظلم، والعزلة وفقدان سمات في جوهر الشخص وتربيته، والبحث عن تعويض النواقص بالإنتقام، ولكن الواقع تجد مَنْ تأثر بكلاهما من الأثرياء وأصحاب السلطة وأذكياء وناجحين، وفي الطبقات الأخيرة آنفة الذكر أشد خطورة وشراسة، ويصبح إرهابيون وفاسدون تكنوقراط؟!
صار الفساد يشكل أفراد ومجاميع؛ بدوافع شتى متفقة أو متناقضة، وتوجهات نفسية وإجتماعية وسياسية وفكرية وإقتصادية، وثمة جامع بوجود نزعة العدوانية والأنانية، ومشتركات تجمعهم الى هدف واحد؛ تتهم الفقراء بضلالة التفكير، ومثلما يفعل الإرهابيون؛ فأنهم يبيحون إنتهاك الأموال ويسلبون الأرواح حياتها بنهب مقومات العيش، ويدفعون الفقراء للإنحراف، حتى يصلون الى قتل من يخالفهم، وإعتقادهم كما الإرهاب أنهم أبيض وغيرهم أسود؛ يستحق القتل والتسقيط والتنكيل، وأن لم يك موتاً سريعاً حتما سيأتي بالتدريج.
إن الفاسدين والإرهابين؛ لا ينتمون الى جنس البشر السوي، وليس لديهم مرجعية فكرية تتبنى مناهجهم، لكنهم يتحركون لأسباب تجمعهم كالديدان على الفريسة، وأن أختلفت وسائلهم أو تصارعوا؛ تبقى نفس المسوغات تحركهم، ويتفقون على أن يكون غيرهم مشاريع ضحايا وإستهزاء، وهم من يقرر مصيره؟!
الفساد سلوك ناجم من ثقافة سياسية، وإجتماعية وفكرية إنتهازية إرهابية.
تحتاج مواجهة الفساد الى ثقافة التسلح بالحقوق الفردية والجماعية، والخروج من منطق تقمص الدكتاتورية والنازية والشوفينية والإرهابية، والعودة الى منطق الديموقراطية ودورة الحياة الطبيعية، وأنها سلسلة حلقات إنسانية لا تكتمل بأدران وتضخم بعضاً على المجموع، وبالنتيجة إدراك واقعية اليوم الذي تلتف صغارها على مخانق كبارها، وتولد قوة إنفعالية، عند شعور الصغار أن ضغط الكبار بدأ يشعرها بالإختناق؛ يكشف على أن الفساد يوازي الإرهاب؛ بالتأثير على معتنقيه، وتشابه النتائج وأن أختلفت الأدوات.
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/30



كتابة تعليق لموضوع : الفساد إرهاب أخطر من النازية والشوفينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net