التحرير والتغيير وصراع الإرادات
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التحرير والتغيير متلازمان ، حتى امتازت العلاقة بينهما بالتداخل والتشابك ، اذ لا يمكن الأخذ بهذا وترك ذاك ،او بالعكس ، كون التحرير يحدد ويرتبط بالوجود ، فبه يرتبط وجودنا وعدمه ، واما التغيير فيرتبط به تقرير مصيرنا ، وكل هذا من حيث المبدأ ، كون المبدأ يختلف اختلافاً جذرياً عما يطبق على ارض الواقع
انقسم المحللون الى فريقين ، الاول يقدم التغيير على التحرير ، ويرفض ان يؤجل تغييره المزعوم الى ما بعد تحرير الفلوجة ، ويرفض الاعتراف بأمكانية التأثير الكبيرة والخطيرة في نفس الوقت التي يتسبب بها التغيير في ظل الرؤية الحالية على عملية التحرير ، والأمن المجتمعي ، وأمن الدولة بصورة عامة
اما الفريق الثاني فيذهب الى اولوية التحرير على ما سواه ، الوجود مقدم على تقرير المصير ، فمن يفقد وجوده او يهدد وجوده ، لن يمثل تقرير مصيره رقماً كبيراً على لائحة اهتماماته
الاصلاح الحكومي من حيث المبدأ ، لا يتعارض مع ما سواه ، ان كان متفق عليه من جميع الأطراف ، او اغلبها على الأقل ، مع وجود رؤية اصلاحية موحدة ، وواضحة المعالم والخطوات ، بل بالعكس ستكون داعمة لأي جهد قتالي داخلي او خارجي ، فالمقاتل سيكون مطمئناً على سلامة عائلته ، وسلامة بلاده ، بينما نرى العكس في الواقع العراقي ، اذ لا يوجد رؤية موحدة متفق عليها للإصلاح والتغيير ، وانما نرى كل جهة لديها رؤية ومشروع وخطوات ، تنسجم مع رؤيتها وطروحاتها
ثقافة الاختلاف غير مترسخة ، وكل الاختلافات بين ليلة وضحاها انقلبت الى خلافات ، وصراعات وتحديات واعتداءات في بعض الأحيان ، وبتنا نشهد حرباً باردة تخوضها الأطراف المتصارعة ، حتى تم تأجيل عمليات التحرير عدة مرات بسبب الأجواء المضطربة ، التي أضحت مرافقاً ملازماً للمطالبة بالتغيير ، وبات اي خطأ في عملية التغيير يؤدي الى ارباك العمليات العسكرية
التمسك والتعصب لرأي قد يتسبب بصدامات المغيرين ، وهذا طبيعي في الأنظمة الديمقراطية ، بينما بالنسبة لنا فهو كارثة ، ولا يستبعد ان ذلك لا ينفذ بأجندات خارجية ، كون اغلب المغيرين ذوو اجنحة عسكرية ، تقود عمليات التحرير ، واذا ما تصادمت فسنفقد التحرير والتغيير في نفس الوقت ، وسنكون كما يقول المثل الشعبي ( لا حضت برجيلها ، ولا خذت سيد علي ) ، بل ان سيد علي قد يقتل رجيلها ويسلمها لداعش سبية ! .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat