الضوضاء والضجة أذا عمت المكان ، يصبح للسكوت حضور خاص، فلسكوت أصوات أخرى، ولكنها خالدة أنها أصوات من لم يغادرونا ابدأ أنهم ألانبياء، وألاولياء، فهذه ألاصوات هي المنقذ لنا من تلاطم أمواج الفتنه، وضبابية ألرؤيا، التي تحيط بنا.
صدق أمير الكلام حين قال "يأتي على الناس زمان تكون العافيه فيه عشرة أجزاء: تسعه منها في أعتزال الناس وواحد في الصمت" اذ يخطئ من يظن ان السكوت من ذهب، بل قد يكون ثمنه جنة عرضها السماء واﻻرض، فلا عاصم أكبر من الصمت من الوقوع بالزلل والخطأ.
ان التزام الصمت له اسبابه، منها الغضب، وهو قمة الانفعال كما عبر عنه علماء النفس، أذ أن اكثر اللحظات إثارة للانفعال في حياتنا، هي اللحظات التي يبلغ من أنفعالنا الذروة، إذ لا نجد ما نقوله فيها من كلمات، حينها نختار أن نصمت لان حديثا لن يغير شيئا.
أما الصمت ألناطق فهو الصمت الذي تضعنا به مواقف ألحياه، اذ نختار ان نصمت فيها، لكي لا نداهن ولا نكذب
هنا يكون الصمت، صراخ من نوع اخر أكثر عمقآ وتاثير،
عندما يتطلع طفل رضيع لبسمة الغد، يتحدث الصمت،
عندما يفرش لنا الربيع الذكريات الجميلة، يتحدث الصمت، عندما تستجدي قصص الطفولة، يتحدث الصمت، عندما ندمع لوداع حبيب يتحدث الصمت.
ولكن كيف نتقن ثقافه ألصمت في مجتمع تتعالى فيه األاصوات ؟
وكأن الغلبة لصاحب النبرة الاعلى، وأصحاب المجادلات الفارغة التي لا طائل من ورائها، في موجة من الثقافة السائدة، ان لم تكن توافقني الرأي فأنت اذن عدوي حتما.
جو يفرض الصمت على الافواه المفكرة، أن كوني لا اشبه القطيع لا يبرر لك أعدامي، ولابد من الاشارة الى الصامت الانتهازي الذي يلزم الصمت والسكوت حتى نهاية المعركة فيعلن انضمامة للاغلبية.
وقالوا قديما، ان اول العلم الصمت والثاني حسن الاستماع، والثالث حفظ والرابع العمل به،والخامس نشره"
عندما نختارالصمت لايعني بالضروره سذاجتنا، او اننا لا نعي مايدور حولنا.
بل في ذلك أرضاء لرغباتنا في استكشاف الاخر، الصمت في اغوار شخصيته لأدراك خفاياها.
حين يكون الزمان ليس زماننا والاشياء من حولنا لم تعد تشبهنا حين نشعر بأن كلماتنا لاتصل لنا، وان مدن احلامنا ماعادن تتسع هنا يكون الصمت أجمل هدية نقدمها لأنفسنا لأحترام ذاتنا، كي نختصر بها مسافات الألم والأحباط والفشل.
فالصامت هنا ليس ضعيف كما قد يفهم البعض، بل انه اختار الصمت طواعيه لأنه لم يجد من يتكلم لغته، اذ يصبح الكلام طاقة مهدورة في مكان يسوده الهرج والمرج، هو الصمت الموجب.
اما الصمت السالب هو الصمت عن الحق، قال امير المؤمنين "لا تتركوا الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم"
ما نعيشه الان مصداق لقول الامام، فحين سكت الناس عن حقوقهم، تمادى الباطل في ظلمه وطغيانه، حينها استشرى الفساد في مختلف مفاصل الحياه وخيم الظلام على مشهد الواقع بصورة مخيفة.
ولن نرى بصيص الأمل الأعندما يتحدث الصمت ويخرج من قوقعه سكوته، ويقرر ان يقف ويقول ها أنا ذأ، عندها يكون للكلام معنى وصدى على ارض الواقع،
فأذا لم يكن للكلام أذان صاغية فأنه يصبح مجرد أصوات تذهب أدراج الريح.
ان للصمت ذبذبات فوق مستوى السمع، فهو فن إن أتقنته اصبحت مبدعآ في كلامك.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat