صفحة الكاتب : واثق الجابري

سؤال الى جمهور المُتخاصِمين..؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عملياً لا يمكن إلغاء الآخر في واقع الديموقراطيات، كما لا  يمكن أن تُستغل فسحتها للتسقيط، أو إستخدامها كورقة إنتخابية مبكرة، وما إنتهاج الديموقراطية؛ إلاً وسيلة لتحقيق الأمن والسلم والتقارب من العدالة الإجتماعية، والمحافظة على حقوق الآخر وإحترام الرأي المخالف.
 كل فعل سياسي أو رد عليه؛ لابد أن يُراعي التحديات الكُبرى، ولا تحدٍ أسوء من إرهاب داعش والأزمة الإقتصادية.
عمدت كثير من القوى  على تحشيد الجماهير والإعلام؛ لأجل التسقيط والإستهداف وإلغاء الآخر، وأن كلف خسران العملية السياسية، أو التمزق أمام أجندات إجتمعت على تدمير العراق والإطاحة بالتجربة الديمقراطية؛ نافية بذلك سمات الدولة الحديثة، والرأي والرأي الآخر، والتعددية وتعدد وجهات نظر ومعارضة، وحرية تظاهر وإجتماع.
 كثير من الممارسات تفعلها بعض القوى بصفة المُتحدي والصوت الأعلى وإستغلال الجماهير، والصولات المنتظمة على بعضها؛ في بلد يخوض صولته الأخيرة على الإرهاب، وهناك مسؤولية وطنية وأخلاقية؛ تدعو الى نبذ الخلافات والترفع عن المصلحة الشخصية والحزبية، والتبصر على أن الراهن أخطر ما يهدده؛ تفرق أيادي من المفترض أن تجتمع لضرب عدو واحد.
هل سمعتم أن معظم الساسة ووسائل إعلامهم يتحدثون عن تعميم الفساد، ويقولون كلهم فاسدون وكلهم فاشلون؛ مستثنياً بذلك نفسه، وكلمة "أنا" لم تعد حكراً ومعظم يقول "أنا أنا" وصور القيادات تملأ الشوارع، فيعترضون على غيرهم ويقبلون لأنفسهم، ولا ينتبهون على أن التسقيط والتشهير والإعتداء على الآخر؛ من أشد مصائب العراق وما يُزيد التوغل فيها؛ إلاّ الإنزلاق في منحدر تضيع الوطن والإتهام بسوء النوايا، ونفس الحقوق التي يعطيها بعضهم لنفسه يستكثرها ويمنعها ويحرمها على غيره.
إن الترويج للأخطاء ورمي الحجارة  من بين بيوت الزجاج؛ فمن المؤكد ستأتي بنتيجة أن لم تكن مماثلة فهي أسوأ، ومَنْ علم المجتمع على تناول الألفاظ النابية؛ هم مجموعة ساسة إنحدروا الى درك التسافل الوطني، وإستخدام وسائل مشينة ومواقع وهمية وصور فاضحة للرد على الآخر، وما تلك القناني وتقاذف الأحذية داخل البرلمان، وسماجة الخطاب التلفزيوني لبعض الساسة؛ إلاّ خير معلم يتعتقده البعض حسناً، وأن تلفظ كفراً.
 ممارسة التسقيط؛ معارك شخصية زج الشارع في رحاها، وما تُخرج؛ يصلح أن يكون طعام يتقاسمه المتخاصمون؛ في وقت لاحق بعيد عن أنظار المسحوقين.
 التظاهر والإعتراض على العمل السياسي مكفولة بالدستور؛ كما كفل حرية الإجتماعات وإقامة التجمعات الجماهيرية، وكل فعل يحدث لتعكير المعركة المصيرية عمل مشين يصب بمصلحة الأعداء، ولا وقت للشارع العراق بالإنشغال بخطابات وتجمعات أن لم تصب بتحشيد الرأي العام بإتجاه المعركة، ولا رد فعل أو إعتراض يثير أزمات؛ إلاّ وأوقف الجهود التي تسعى لجمع القاعدة السياسية والشعبية، وأن كان هناك تنافس فلابد ان يحفظ كرامة عموم المجتمع ويرفع الوعي لإنتاج الأفضل، وأما شعارات بالروح بالدم، أو أنا والكل يذهب للجحيم، وتهديدات بقتل وصولات وسحل، فهي خارج أطر التبادل السلمي للسلطة، وتمهيد للقوة والتآمر والعنف والكيد، والعراق في معركة مصيرية تحتاج توحيد الجهود، وما يُفعل غير ذلك؛ نسأل به جمهور المُتخاصِمين؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/17



كتابة تعليق لموضوع : سؤال الى جمهور المُتخاصِمين..؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net