لِهذِهِ الأَسبَابِ فانَّ [المُحاصَصَةُ] إِرْهَابٌ
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
١/ انَّ المُحاصصة هي السّبب الاوَّل والأَهمّ الذي يقف وراء الفساد المالي والاداري، وانّها سبب التستّر عليه، فضلاً عن شرعنتهِ.
٢/ إِنّها السّبب المباشر الذي شلّ مؤسسات الدّولة، وأصابها بالترهُّل والتضخّم الذي أَنهكَ خزينتها.
٣/ وهي السّبب وراء تسريب الكثير من الخُطط الامنيّة للارهابيّين حتى قبل وصولِها الى القيادات المعنيّة لتنفيذها!.
٤/ فضلاً عن انَّ المُحاصصة هي السّبب في خسارة الدّولة للكثير من الطّاقات والكفاءات والخبرات الوطنيَّة، على اعتبار انَّ معيار المُحاصصة الوحيد هو الولاء للزّعيم او الحزب والكتلة وليس للوطن!.
٥/ كما أَنّها السّبب المباشر لاسقاط المسؤولية بالضَّربة القاضية، ولذلك ضاعت المسؤولية في البلاد على الرّغم من كلِّ الذي تشهده البلاد منذ التغيير وسقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن!.
٦/ كما انَّ المُحاصصة هي التي تقف اليوم عائِقاً أَمام ايِّ تغييرٍ او تعديلٍ دستوريٍّ، على الرّغم من انّ الجميع يتحدّث عن أَهميّة مثل هذا الإجراء بعد تجربةٍ دامت أَكثر من عقدٍ من الزَّمن.
٧/ وهي كذلك السّبب المُباشر للتدخّلات الأجنبيَّة في شؤون العراق الدّاخلية، وعلى حدِّ وصفِ إِحدى المرجعيّات الدّينيّة في النَّجف الأشرف بهذا الصَّدد تقول [إِنَّ مَن يُرِيدُ أَن يتفاوض مع العراق فعليهِ أَن يتفاوض مع ثلاث عواصم هي [طهران وأَنقرة والرّياض] طبعاً بنِسَبٍ متفاوتة! وهذا ما تُكرِّسهُ كذلك [التّسوية العار] عندما يطلب عرّابوها من [الأردن] مثلاً بذل الجهد عند المكوّن السنّي لتحديد هويّة قيادتهم التي سيتفاوض معها زعماء [المكوّن الشّيعي]!.
٨/ فضلاً عن أَنّها السّبب المُباشر في تضخُّم مؤسَّسات الدّولة وزيادة المناصب السياديّة والتعيينات غير المُثمرة، والتي أَنهكت ميزانية الدّولة، وعلى مختلف المستويات.
تخيَّل مثلاً انَّ هناك الى الآن اكثر من (٧٠) سفيراً تمَّ التصويت على تعيينهم في مجلس النوّاب بسلَّةٍ واحدةٍ لتحقّق التّوازن [الدّيني والمذهبي والاثني والحزبي والكتلوي والعشائري و... و...] ينتظرون مباشرة عملهِم في سفارةٍ ما في العالم! ففي ايِّ بلدٍ يتمُّ تعيين السُّفراء بالكيَلو؟! وفي ايِّ بلدٍ يتمّ التصديق على تعيينِ سفيرٍ قبل ان تُحدِّد السّفارة التي سيباشر بها عملهُ الديبلوماسي؟! أي سفير بِلا سفارة؟! الا في العراق وهذا سببهُ المُحاصصة، لانَّ تمرير تعيين ايَّ سفيرٍ في البرلمان لا يُمكن قبل ان تضمن كلّ القِوى السّياسية والمكوّنات الأُخرى حصَّتها من التعيينات!.
والأخطر من هذا، فلقد حوّلت المُحاصصة الوزارت والجامعات الى مُلكٍ خاصٍّ لحزب الوزير أَو رئيس الجامعة! ولقد سمِعتُ خلال سفرتي الأَخيرة للعراق من زعيم كتلة يُبرِّرُ اصرارهُ على تغيير وزيرٍ من وزرائهِ بالقول؛
اولاً؛ لقد اشترطنا عليهِ ان يُعيِّن لنا (١٠٠) عنصر من [الحزب] اذا تمَّ استيزارهُ! ولم يلتزم! وثانياً؛ لقد كان الحديث عن مشروع الاصلاح الوزاري، فرصةً بالنِّسبة لنا لتغييرهِ من جانب، ولركوب موجة الاصلاح حتى لا نظهر وكأنَّنا ضدَّ مشروع الاصلاح الوزاري! من جانبٍ آخر!.
ولكلِّ ذلك ينبغي ان لا تستمر المُحاصصة بعد الانتخابات النيابيّة القادمة، ولا يتحقّق ذلك الا بتغيير قانون الانتخابات لتحقيق مبدأ [صوتٌ واحِدٌ لمواطنٍ واحدٍ] بتقسيم البلاد الى عددٍ من الدَّوائر الانتخابيّة يساوي عدد مقاعد البرلمان بالاضافة الى كوتة الأقليات!.
فضلاً عن تغيير قانون الأَحزاب بما يضمن أَن تكون المواطنة هي المعيار الوحيد للانتماء الحزبي، دون أَيِّ معيارٍ آخر.
والآن، وبعد كلّ هذا، الا تعتقدونَ معي بأَنَّ المُحاصصةَ إرهابٌ [سياسيٌّ] هيَّأَ الارضيّة للارهابيّين لتتمدّد فُقاعتهم في عهد [القائد الضّرورة] لتحتلّ نصف العراق فتستنزف الدّم والعِرض والأرض والتُّراث وكلَّ شَيْءٍ؟!.
١١ كانون الثاني ٢٠١٧
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat