صفحة الكاتب : محمد زكي ابراهيم

حلم الأغلبية
محمد زكي ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إذا ما تحقق حلم العراقيين بتشكيل أغلبية برلمانية واضحة في انتخابات عام 2018، ونجحوا في نبذ التوافقية، ونظام توزيع الحصص. فإن عصراً جديداً سيبدأ حينئذ، حاملاً معه الكثير من الأمل والقوة والنجاح.

 إن محاولات من هذا النوع تبدو مشجعة للغاية حتى الآن. وتقوم على تفاهمات بين قوى فاعلة ومؤثرة في المجتمع العراقي. وهي إذا أحرزت الفوز فليس هناك ما يمنع من التطلع لواقع جديد مختلف إلى حد ما، عما ألفناه في هذه السنين.

 ولعل أول ما ستمتد إليه يد هذه الأغلبية هو الدستور. وأهم ما ستفعله إعادة النظر في فقراته التي كتبت في ذروة الحماس للديمقراطية، وهي الفقرات التي برهنت على قصر نظر شديد، ارتكبته المعارضة السابقة وهي تضع أقدامها في دهاليز السلطة لأول مرة.

 فبعد عام 1991 بدأ العراقيون العودة إلى مجتمع ما قبل الدولة، وغدوا أكثر قرباً إلى القبلية منهم في أي وقت مضى. وتكللت بالضياع جهود سبعين عاماً من الحكم الوطني. حتى بات الأمن معقوداً على هامات شيوخ العشائر، لا على أكتاف ضباط الشرطة.

 وكان من الواجب على خبراء الدستور مراعاة هذه الحقيقة، وهم يستعيرون هذا البند أو ذاك من الدستور الأمريكي أو البريطاني. فيعهدون إلى هذه العشائر بانتخاب مجلس محافظة، أو أعضاء برلمان، والدفاع عن الأرض. وهم يعلمون أن وطنهم الحقيقي هو العشيرة، وولاءهم الأيديولوجي لرجال الدين.

 وبسبب ذلك حوى الدستور الكثير من الهفوات، وعلى رأسها إقرار النظام الفيدرالي، الذي كانت تعمل به المحافظات الثلاث الخارجة عن سلطة الدولة. وقد جر هذا الصنيع الويلات على العراق، وكاد أن يمزقه شر ممزق. ومازال يشكل خطراً محتملاً على وحدته.

 ومن واجب حكومة الأغلبية التي تمثل مجموعات عربية وكردية أن تعمل على تشذيب هذا النظام تمهيداً لإلغائه. وتقر صراحة بعدم جواز إقامة أي فيدرالية جديدة، في البلاد. لأن هذا البند ليس سوى قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار في أي وقت.

 ومن شأن حكومة تحظى بالأغلبية النيابية أن تنهي الحلقات الزائدة التي أتت بها قوى ما بعد 2003، وتقوم بتخفيض أعداد الوزراء والبرلمانيين والوكلاء ونواب الرئاسات الثلاث. وتقوم بشطب الوزارات الفائضة عن الحاجة مثل حقوق الإنسان والمرأة والهجرة والمهجرين. وتضع حداً لوجود هيئات انتفت الحاجة إليها بسبب تقادم العهد وتغير الظروف، مثل مؤسسات الشهداء والسجناء السياسيين والمسائلة والعدالة وغير ذلك كثير.

 إن مثل هذه الخطوات التي أصبحت بحكم الضرورة الآن، هي القادرة على إعادة النظام وإعمار المدن وبناء المصانع وتشجيع وسائل الإنتاج وكف أيدي اللصوص والخارجين عن القانون من العبث بمقدرات الناس.

إن أربعة أعوام لن تكون كافية لتحقيق كل هذه الأحلام، ولكنها ستكون مقدمة للتغيير المنشود، وخطوة رائدة لكف الأذى عن العراقيين وتحسين صورة السياسيين، بعد ما أسودت كثيراً في أعين المواطنين!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد زكي ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/03



كتابة تعليق لموضوع : حلم الأغلبية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net