صفحة الكاتب : دلال محمود

هل الحكّام العرب أصنامٌ؟ أم الشعوب العربية هي الأصنام؟
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الصنم : هو ما ينحته الأنسان من خشب ويصاغ من الفضة والنحاس ، . وقيل عن الصنم : هو ما كان له جسم أو صورة ، وما لم يكن كذلك بمعنى ماعُمِل من الطين فهو وثن . 
وكلمة صنم لا ترد في القرآن إلا على صيغة الجمع ، وفى خمس آيات فقط [الأعراف : 138 ، إبراهيم : 35 ، الأنعام : 74 ، الشعراء : 71 ، الأنبياء : 57].مما يدل على أن عبادة الأصنام كانت مستشرية في ما قبل الإسلام .
 
ويقال أن عمرو بن لحى هو أول من نصب الأصنام في مكة ، حين أتى بصنم يقال له : هبل من هيت من أرض الجزيرة ، فنصبه على بئر في بطن الكعبة وأمر الناس بعبادته ، وجاء في كتاب الأصنام أن أول من نصبه هو خزيمة بن مدركة .... بن مضر.
 
تُرى مالذي أوحى,للأنسان كي يصنع أصناماً بيديه ثم يبدأ بعبادتها والتضرع إليها؟
 
هل هو الضعف الكامن في النفس البشرية والذي يساعدنا في أن نخلق جبابرة ليست من الذهب او الفضة , بل من البشر حالهم حالنا, يتنفسون ويأكلون ويشربون نصنعهم نحن نشجعهم على كل الأمور التي تُذلنا وترفعهم, نمجدهم ,ومن ثم ننبذهم شر نُبذٍ,نمَثِّلُ بجثثهم أسوأ تمثيل في أقرب فرصة تُسنحُ لنا, حتى يُخيلُ للآخرين أنهم جاؤوا بالقوة  إلينا  ولسنا نحن الذين  أنتخبناهم ووليناهم علينا   , نجعلهم يملكون  قوة رهيبة , وكأنها قوة إلهية  نساعدهم كي   يجثموا  فوق صدورنا وبقدرة قادر  تتحول تلك القوة التي يملكونها الى سراب ووهم وبمساعدة قوى الشر والظلام المتمثلة بالدول العظمى وعلى رأسهم الولايات اللعينة الأميركية.
ياللأسف حين نكتشف أننا أناس لانستحق العيش فحين يفرض حاكم أو رئيس ما نفسه على الشعب فأن هذا الشعب يتخذ الصمت ملاذاَ له ويظل يبرر مواقفه تلك على أنها قضاء وقدر محتوم  ومختوم بختم أبدي.
حين تناقش البعض يجيبك بأن (الظالم سالم, والمؤمن مُبتلى) يالبأسنا الغريب!!!
وربما يقنعون  أنفسهم على ان مايحدث هو أختبار من الأله وكأنهم يقولون ان الله  تعالى لايعلم ماسيحدث لنا أستغفر الله العظيم, رغم اليقين المؤكد ان الله ربنا يعلم الغيب ويعلم مافي القلوب ياترى أين نُصنِّف أنفسنا وفي أية مرتبة؟ فهل نحن شعوب تؤمن بالدين الحنيف؟ أم أنَّّنا نعبد رجال الدين الدجلة فقط؟ هل نحن إتكاليّون وننتظر من الدول القوية  أن تحررنا  من حكامنا الظالمين لنرزخ تحت براثن احتلالها وأستغلالها  فتبدأ مرحلة جديدة  من الأحتلال الخارجي  الذي لايشبع من نهب الخيرات وأنتهاك الحرمات  تحت ,مسميات الحرية والديمقراطية التي خدعوا بها البسطاء والجاهلين:
 
الا يحقُّ لأوطاننا ان تنبذنا شرَّ نبذ, وان تركلنا تحت ترابها العطر لأننا لسنا جديرين كي نملك الأوطان؟ تباً لنا ......
كم أكرهكِ يانفسي ككرهي لنساء الأرض قاطبةًََ,حين أرى القطة ذاك الحيوان الصغير , وهي تتوحش وتنبش أضفارها في جسدي , عندما أحاول ان انتزع منها صغارها , أستحلفكم بكل غالي عليكم ان تتمعنوا في كلماتي , فهي لمجرد ان تشعر أنني انتزع منها صغارها تتحول الى متوحشة   فهل لكم ان تتخايلوا ماذا ستفعل تلك القطة لو أني حاولت أن أقتل صغارها أمام نظرها ؟
 
آهٍ علينا معشر الأنسان, حين  نفرُّ هاربين  من الأوطان ونحن نرى فلذات اكبادنا تطحنهم أيادي الغدر والعدوان , لانفكر الا بأرواحنا  , نكون اسرع من البرق حين الفرار , ونترك البلاد في يد الأصنام التي صنعناها نحن بأيادينا  الذليلة ,  الا وهم الحكام الاشرار هنيئاً لنا بصنع الأصنام وهنيئاً لنا بالخجل الذي يعترينا ونحن نرى رؤساؤنا أسوُدٌ من ورق وليست من ذهب او فضة, أسوُدٌ كم أرعبتنا قوتها الوهمية الزائفة .
وأخيراً سأظل أبحث علني أستدلُّ لأعرف من هو الصنم هل الحكّام, أم نحن اصنام لاتحل ولاتربط؟ ــــــــــــــــــــــــــ 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


دلال محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/27



كتابة تعليق لموضوع : هل الحكّام العرب أصنامٌ؟ أم الشعوب العربية هي الأصنام؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : خالد محمد الجنابي من : العراق ، بعنوان : رأي في 2011/08/27 .

السلام عليكم
السيدة الفاضلة دلال محمود
سيدتي الفاضلة ، في البداية لك وقفة احترام وتقدير على هذا المقال الرائع ، بل انه رائع جدا .
سيدتي الفاضلة ، لاتجهدي نفسك في البحث عن من هو الصنم أو من هم ألأصنام ، بكل تأكيد فأن الشعوب العربية هي الاصنام ، والا كيف يتمكن شخص ما من البقاء في كرسي الحكم لعقود طويلة من الزمن .
المواطن العربي تعوّد الذل ، تعوّد الاستكانة ، تعوّد أن يرمي كل شيء في ملعب القدر ، وحين يكون الكلام عن جور الحكام ، فأن المواطن العربي يقول : انها ارادة الله ، أو ان المؤمن مبتلى ، وحاشا لله ان يريد بعباده سوءا .
سيدتي الفاضلة ، تألمت كثيرا حين قرأت مقالك هذا ، علاوة على اني احتقرت نفسي ، حين تذكرت كيف جثم صدام حسين على صدورنا فترة طويلة جدا دون ان نفعل شيء ودون ان نفكر بطريقة للخلاص منه ، ألامر الذي أعطى الفرصة لأميركا بالتدخل واحتلال العراق بحجة تحريرنا ، وبالاحرى اذلالنا .
المواطن العربي اعتاد على حالة الجبن المطلق ، وحتى مايجري الان من ثورات في بعض الدول العربية فأن هناك من قوى الغرب من يدعمها بشكل مباشر او غير مباشر .
المواطن العربي اعتاد ان يكابر على لاشيء ، اعتاد ان يقول دون ان يفعل .
المواطن العربي يعيش عالة على الغرب في كل شيء ، لكن حين يتحدث فأنه يشتم الغرب ويصفهم بالاوغاد الذين لايملكون الشرف والغيرة ، الى ماغير ذلك من الاوصاف البذيئة ، لكنه يستورد مايستر عورته منهم !
سيدتي الفاضلة ، تحياتي وتقديري
اخوك
خالد محمد الجنابي






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net