صفحة الكاتب : نزار حيدر

عَنِ المَرْأَةِ وَيَوْمِهَا
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   هل تابعتُم مظاهر يوم المرأة العالمي حولَ العالم وتحديداً في بلادِ الغربِ [أُوروبا والولايات المتَّحدة]؟!.

   هل تابعتُم أَخبار المسيرات النِّسويَّة المليونيَّة التي جابت شوارع كُبرى عواصم الغرب المتمدِّن، في يَوْمِ المرأَة الأَغَرّ؟!.

   هل أَثارت عندكُم التَّقارير المصوَّرة التي نشرتها القنوات الفضائيَّة العالميَّة والمحليَّة ووسائل التَّواصل الاجتماعي أَيَّة مُلاحظة؟!.

   كلُّ المسيراتِ النسويَّة كانت إِحتجاجيَّة! فلم يشهد العالَم أَيَّة مظاهر فرح أَو إِفتخار واعتزاز بالمُنجَز الذي تحقَّق لصالحِ المرأَة!.

   فماذا يعني ذَلِكَ؟!.

   ماذا يعني أَن يشهد العالَم وخاصَّةً بلاد الغرب، المتمدِّن، مسيرات نسويَّة إِحتجاجيَّة فقط! خلت من مظاهرِ الاحتفاء والفرح بإنجازٍ ما لصالحِ المرأَة؟!.

   ماذا يعني أَنَّ العالَم وتحديداً الغرب شهِد مسيراتِ إِحتجاجٍ وغضبٍ عبَّرت بها المرأَة عن الظُّلم الذي تتعرَّض لَهُ؟!.

   فأَين هي إِذن إِنجازات الغرب لصالحِ المرأَةِ؟! والتي يُبشِّرنا بها ويعدُنا بتصديرِها الى الشَّرق [المُتخلِّف].

   أَين الشِّعارات البرَّاقة التي تتحدَّث عنها الحضارة الغربيَّة التي تقول أَنَّها حقَّقتها لصالح المرأَة؟!.

   لقد إِكتشفت المرأَة في الغربِ وفي يومِها العالمي أَنَّ كلَّ هذه الشِّعارات هي ليست أَكثر من أَكاذيب وخِداع لاستدراجِها الى السّقوط والحضيض!.

   لقد إِنتبهت المرأَة في يومِها العالمي الى أَنَّها سلعةً رخيصةً على قارعةِ الطَّريق، تتعرَّض كرامتها للاهانةِ وعَفافها للانتهاك وحريَّتها للعبوديَّة! وكلُّ ذلك بشعاراتٍ برَّاقةٍ كالمساواة بين الرجل والمرأَة!.

   لقد اكتشفت أَنَّها تتعرَّض للعُنفِ والتَّمييز والقهر سواء على صعيد فُرص العمل أَو الأُجور أَو العِنايَة الصِّحيَّة!.

   أَمّا العُنف الجسدي والجنسي! فتكفي زيارةٌ واحدةٌ للمحاكِم للاطّلاع على حجمِ هذا النّوع من العُنف!. 

   فالمرأَةُ في الولايات المتَّحدة مثلاً تتعرَّض للعُنف والاعتداء الجنسي في كلِّ مراحلَ حياتِها إِبتداءً من المرحلة المتوسِّطة وهي طالبة! بنسبةٍ مرعبةٍ جدّاً!.

   ولا تُستثنى في ذلك على يدِ المحارم والأَقرباء!. 

   فأَين إِذن إِنجازات الحضارة الغربيَّة لصالحِ المرأَة؟!.

   لو كانت قد حمَت حقوقها لكانَ إِحتفاؤُها بيومِها العالمي قد أَخذَ طابعاً آخر مختلفاً تماماً، طابع الفرح والفخر والكِبرياء! وليس طابع الاحتجاج والغضب والتمرُّد.

   لقد خدعوها المسكينة بشعاراتِ المُساواة والحُقوق ليستدرجوها للتحلُّل والتفسُّخ والسُّقوط الأَخلاقي!.

   لم تعُد المرأَة في الغرب تشعُر بأُنوثتِها الحقيقيَّة ولا بعواطفِها الحقيقيَّة كأُم! فقد باتت تحلم بتأسيسِ الأُسرة بعد أَن فرَّقَ العُنف شملها! إِنَّها اليوم فقط سلعةٌ رخيصةٌ للمُتعةِ ولاستدراجِ الزَّبائِن للشَّركات العِملاقة! وإِنَّ كلَّ ما فيها ماركة تجاريَّة مسجَّلة!.

   فالحضارةُ الغربيَّةُ لا تريدُ من المرأَة أَكثر من ساقِها لتضع صورتهُ على منتجها التِّجاري!.

   تُريد منها جسدَها العاري لتعرضهُ في الشّاشاتِ العِملاقة على طول الطُّرق السَّريعة لخداع الزَّبائن بمنتجها التِّجاري!.

   أَيُّها المخدوعونَ بالحضارةِ الغربيَّة! أَيُّها المبهورون بإنجازاتِها العملاقة لصالحِ المرأَة! تابعوا أَخبار الأُنثى في بلادِ الغربِ فستبصُقوا على المُنجز الغربي العظيم بَعْدَ أَن تُبدوا أَعمق مشاعر الأَسى والأَسف تجاه حال المرأَة المُزري!.

   وإِنَّ من أَسوأَهُ أَن يمرَّ يومَها العالمي هذا العام وفِي البيتِ الابيضِ واحِدٌ من أَكثر الرِّجال العنصريِّين في العالم الذين يزدرُون المرأَة ويحتقرونها!.

   إِنَّهُ خُلاصة نضال المرأَة لنيلِ حقوقِها على مدار عقودٍ من الزَّمن!.

   وهل هنالكَ أَكثر وأَكبر من هذا الانجاز لتحتفي وتفتخر بهِ المرأَة في يومِها العالمي الأَغَرّ؟!.

   حقّاً إِنَّها الضَّحية الأَكبر للتَّفسُّخ الخُلقي للحضارةِ الغربيَّة!.

   وإِنَّ من أَكثر التَّوصيفات المُعبِّرة التي سمعتها من إِمرأَة مُشاركة في تظاهرةٍ إِحتجاجيَّةٍ في نيويورك وهي تتحدَّث عن يومِها العالمي لإحدى القنوات الاميركيَّة قولها [إِنَّهُ يومٌ حزين، لأَنَّهُ يُنبِّهُنا الى حالِنا المُزري والتَّعيس]!.

   والآن؛ الا يحقُّ لمنظّماتِ حقوقِ المرأَة في الشَّرق أَن تدافعَ عن حقوقِ المرأَةِ في الغربِ؟!. 

   ١٠ آذار ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/11



كتابة تعليق لموضوع : عَنِ المَرْأَةِ وَيَوْمِهَا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سيف الدين ، في 2017/03/12 .

بالله عليك احد ضربك على ايدك وكالك اذهب وعيش في بلاد الغرب "الكافر، الاستكبار العالمي" والان انت كاعد عندهم (في امريكا) وتكتب عنهم وسيائتهم؟

نعم من قال هناك في الكون امة خالية من السيئات؟
ولكن عندما تعم السيئات على الحسنات فتلك هي الطامة الكبرى وهنا هي المصيبة كما يحدث في بلدك العراق.

اخونا لماذا انت وغيرك الغرب ويتمتع بكل ما هو توفر له هناك المعونة الاجتماعية الى المدارس الجيدة والامن والامان الى الاحترام وغيره في بلاد الاستكبار العالمي ولكن لسانه يطول ويجول بما يسيء لهم؟

هل انك اجبرت للذهاب الى بلاد الاستكبار؟





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net