صفحة الكاتب : نزار حيدر

عَلِيٌّ (ع)..مَنْهَجٌ* [١]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   *لا يكفي أَن نتغنَّى ببطولاتِ أَمير المؤمنين (ع)! ولا يكفي أَن نفتخر بسيفهِ ومواقفهِ! ولا يكفي أَن نعجبَ بعبادتهِ وأَخلاقهِ! فإلى جانبِ كلِّ هذا ينبغي أَن نفهم سيرتهُ ومسيرتهُ وأَن نستوعب علمهُ ونسعى لترجمتهِ سلوكاً في حياتِنا! وعلى مُختلفِ الأَصعِدةِ! فعَليٌّ (ع) منهجٌ وهو عِدلُ القرآن الكريم وهو القرآن النَّاطق!.

   *ينبغي علينا أَن نعيشَ نهجَ البلاغةِ دائماً! ولا يتحقَّق ذلك إِلّا بالتَّواصل معهُ بشَكلٍ مستمرٍّ! خاصَّةً الشَّباب في بلادِ المهجر! ينبغي تشجيعهُم وحثَّهم دائماً على إِقتناءِ نسخةٍ مِنْهُ ليتواصلوا معهُ فيغترفوا من علمهِ بدلاً من أَن يقضوا وقتهم عبثاً بوسائل التَّواصل الاجتماعي! فاذا علِم النَّاسُ ما في نهجِ البلاغة من علومٍ شتَّى لميَّزوا بين إِسلامَين! إِسلام مدرسة الخُلفاء التي أَنتجت الارهاب الذي يُهدِّد اليوم البشريَّة باسم الدِّين وباسم رَسُولِ الله (ص) والدِّين ورسولهُ منهم بُراء! وبين إِسلام أَهل البيت (ع) الذي يُقدِّم نموذجاً ملؤهُ الطُّهر والأَخلاق والإنسانيَّة!.

   إِنَّهم (عليهمُ السَّلام) منهج الانسان بلا تمييز ومنهج إِحترام الآخر بِلا تمييز بل إِنَّهم الاعتراف والقَبول بالآخر بِلا تمييز! فالنَّاسُ في هذا المنْهَجِ صنفان كما كتبَ أَميرُ المؤمنين (ع) في عهدهِ الى مالكِ الأَشتر النَّخعي عندما ولَّاه مِصر {إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ}.

   منهج السِّلم المُجتمعي والتَّعايش الأَهلي، لأَنّهم ضدَّ العُنف والتعنُّت والتزمُّت! فعندما سأَلَ أَحدٌ أَمير المؤمنين (ع) عن معضلةٍ علَّمهُ أَوَّلاً درساً في طريقة السُّؤال ليستوعب الجواب قائلاً {سَل تَفَقُّهاً وَلاَ تَسْأَلْ تَعَنُّتاً، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ الْمُتَعَنِّتِ} في إِشارةٍ مِنْهُ (ع) الى أَنَّ طريقة السُّؤَال والاستعداد للإصغاء للجواب هو الأَهمّ في عمليَّة التَّواصل بَيْنَ النَّاسِ!.   

   *لا ينبغي الاسترسال مع هذا الخَلط في المنْهَجِ! فإلى متى يظلُّ شيعةُ أَمير المؤمنين (ع) ضحيَّة منهج لم يعتقدِوا بهِ ولم يؤمِنوا بهِ طرفةَ عينٍ وأَقصد بهِ إِسلام مدرسة الخُلفاء؟! لماذا لا يميِّزون أَنفسهم بالاشهارِ عن منهجهِم الانساني الذي يجدُ المرء تفاصيلهُ في نهجِ البلاغةِ وعلى مُختلفِ الأَصعِدةِ؟!.

   يجب أَن يعرف العالَم أَنَّنا ضحيَّة منهج التَّكفير والارهاب قبل أَيِّ واحِدٍ آخر! ففي عاشُوراء عام (٦١) للهجرةِ قتَل [إِسلامهُم] إِسلامنا في كربلاء! وفِي ذلك اليوم شهِدت الأَرض على أَوَّل مقبرةٍ جماعيَّةٍ في الاسلامِ مكوِّناتها عددٌ من أَهلِ بيت النبوَّة والرِّسالة (ع) ومن الصَّحابة! وفيهم الشَّيخ الكبير والطِّفل الصَّغير!.

   في ذلك اليوم حزَّ إِسلامهُم [الطَّاغية يزيد بن مُعاوية] رأس إِسلامَنا [الامام الحُسين السِّبط (ع)] ورفعهُ على رؤوس الرِّماح ليطوفَ بهِ في البُلدانِ!.

   في ذلك اليوم ذبحَ إِسلامهُم حتَّى الطِّفل الرَّضيع الذي طلبَ إِسلامنا لَهُ شربةً من ماءٍ بعد أَن جفَّ اللبنُ في صدرِ أُمِّهِ!.

   ثمَّ سبى إِسلامهُم حرمَ إِسلامنا من النِّساء والأَطفال!.

   وإِنَّ القومَ أَبناءُ القومِ! فأَلا يحقُّ لنا أَن نُميِّز أَنفسَنا عنهُم؟!.

   *ملخص الكلمة التي ألقيتُها في احتفالية مولد الامام امير المؤمنين (ع) وذكرى سقوط الصّنم في بغداد والتي اقامها مركز الامام جعفر الصّادق (ع) في مدينة ديترويت بولاية ميشيغن.

   *يتبع

   ١٤ نيسان ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/15



كتابة تعليق لموضوع : عَلِيٌّ (ع)..مَنْهَجٌ* [١]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net