صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

الفساد أخطر من الإرهاب
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
      لم يتعرض بلد, في أصقاع الأرض, لمثل ما تعرض له العراق, من هجمة إرهابية, هي الأعنف في التاريخ الحديث, مع طول مدتها, التي استمرت, لأكثر من أربعة عشر عاما, وشراسة عدو, لا يفرق بين طفل أو عجوز, بين أعزل خرج لطلب الرزق, أو امرأة ذهبت للتسوق .
     خلال هذه الفترة الطويلة, تطور الإرهاب نتيجة للدعم الخارجي, وسوء الإدارة والفساد المستشري, في المنظومتين الأمنية والسياسية, فلم يشعر العراقيون, إلا والإرهاب قد اجتاح, مساحات واسعة من العراق, وصار يحيط ببغداد, فهبت جموع المتطوعين, الملبين لفتوى المرجعية وقواتنا الأمنية, ليقاتلوا هذا العدو, الذي أهلك الحرث والنسل, حتى بتنا اليوم, على أعتاب النصر النهائي .
     تزامنت مع موجة الإرهاب, موجة أخرى, ربما أشد منه فتكا وتأثيرا, هي موجة الفساد المالي والإداري, الذي ضرب أركان الدولة العراقية, من رأسها حتى أخمص قدمها, فعاث فيها فسادا, ونهبا وسرقة, وغسيلا للأموال ومنحا لإغراض انتخابية, ومئات المشاريع الوهمية, حتى أمسى العراق, صاحب الموازنات الانفجارية, يستدين رواتب موظفيه, وتوقفت مشاريعه العمرانية, وإنهارت بناه التحتية, وجيرت موازناته لمحاربة الإرهاب, الذي كان من أهم أسبابه, الفساد المالي والإداري.
   ومثلما كان الإرهاب مدعوما داخليا وإقليميا ودوليا كذلك فإن الفساد مدعوما من جهات متنفذة في الداخل والخارج توفر له الغطاء الشرعي والقانوني وشريكة له في ما يستحوذ على أموال العراق وإفراغ خزينته وسلب قوت العراقيين الذين حرموا حتى من توفير حصتهم التموينية لعجز الحكومة عن توفير الأموال اللازمة لها وحجم الفساد المستشري فيها فكان أن اتفق الإرهاب والفساد على قتل وتجويع الشعب العراقي .
     ولأن الفساد عدو داخلي متخفي, اخذ ينخر في جسد الدولة وينهكها, فقد وقف الجميع, عاجزا عن محاربته, فلم نر الدوائر التي أسست لذلك, من هيئة نزاهة, أو دوائر التفتيش, والادعاء العام والقضاء, قد وضع حدا لما يحصل, وأوقف التجاوزات على المال العام, أو عاقب من سرق, أو أهدر أموال العراقيين, أو تسبب بذلك, بل إن منظومة الفساد, تسرح وتمرح, وتفعل ما يحلو لها, والعراقيون ينظرون, لا حول ولا قوة .
     لذلك؛ فان المعركة مع الفساد, لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب, وعلى العراقيين أن يدركوا, أنه لا إنتصار على الإرهاب, بدون الإنتصار على الفساد, والضرب بيد من حديد, على المفسدين وإسقاط عروشهم, وإيصال البلد الى شاطئ الأمان . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/05



كتابة تعليق لموضوع : الفساد أخطر من الإرهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net