صفحة الكاتب : نزار حيدر

لِقَانُونِ إِنْتِخَابَاتٍ أَكْثَرَ فَاعِلِيَّةٍ [١]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لا يخفى على أَحدٍ أَنَّ تغيير قانون الانتخابات باتَ الآن مطلباً وطنيّاً يتطلَّع الى تحقيقهِ الجميع.
   فبعد تجربةٍ دامت أَكثر من عقدٍ من الزَّمن مع القانون الحالي ثبُت لكلِّ ذي عينٍ بصيرةٍ أَنُّهُ فَشَلَ في إِنتاجِ برلمانٍ قويٍّ في كلِّ مرّةٍ، وهو يستنسِخ نَفْسِ القِوى السِّياسيَّة والوجوه الكالِحةِ التي لم تجلِب الخيرَ للعراقِ، على حدِّ وصف الخِطابِ المرجعي!.
   وعلى الرَّغمِ من أَهمِّيَّةً قرار إِقالة مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من قِبَل مجلس النُّواب! إِلّا انّ ذلك لا يكفي لتحسين اداءِ النّاخب لإنتاج برلمان قويّ اذا لم يتم تغيير قانون الانتخابات!.
   من جانبٍ آخر ينبغي الانتباه الى حقيقةٍ في غايةِ الأَهميَّة أَلا وهي أَنَّ تغيير المفوضيَّة لتكون مستقلَّة وتغيير قانون الانتخابات هو ليس كلِّ الحلِّ لمشكلة العمليَّة السِّياسية برمَّتها أَبداً وإِنَّما يشكِّل ذلك جزءً من الحلِّ إِلّا أَنَّهُ الجزء الأَهمّ، على اعتبار أَنَّ المفوضيَّة والقانون جِناحا العمليَّة الانتخابيَّة التي تطير بهِما! من دونِ أَن يعني ذلك أَنَّهما كلَّ شيءٍ! ولذلك ينبغي أَن لا نتوقَّع المعجزة بعد التَّغيير فيما لو حصل! فأَمامنا مشوارٌ طويل. 
   وإِنَّ تبنِّي تغيير القانون يأتي من الحرصِ على سلامةِ العمليَّة الانتخابيَّة في إِجراءٍ أَكثرُ عدالةً يهيِّء لتغييرٍ وإِصلاحٍ حقيقيٍّ يبدأ من مجلس النُّوَّاب باعتبار أَنَّ نظامنا السِّياسي هو نِظامٌ برلمانيٌّ تتأَسس الدَّولة تحت قُبَّة مجلس النوَّاب بعد كل دورةٍ إِنتخابيَّةٍ دستوريَّةٍ.
   بناءً عليه فانَّني أَضع بين أَيدي النّاخب الكريم المُقترح التَّالي، كجوهرٍ لأَي تغييرٍ مُرتقبٍ لقانونِ الانتخابات؛
   أَوَّلاً؛ أَن يتحقَّق مبدأ [صوتٌ واحِدٌ لمواطنٍ واحِدٍ] أَي أَنَّ الفائز في كلِّ دائرةٍ إِنتخابيَّةٍ هو الحائز على أَكثر الأصواتِ من بين كلِّ المرشَّحين.
   وبذلك سيفوز المرشَّح بأَصوات النَّاخبين حصراً وليس بأَصوات قائمتهِ أَو زعيمها، إِذ أَنَّ القاعدة تحولُ دونَ نقلِ وانتقالِ الأَصواتِ بين المرشَّحين، كما أَنَّها تُلغي مبدأ القاسِم الانتخابي أَو العتبة الانتخابيَّة التي تُحاصر عادةً القوائم الجديدة والمرشَّحين المستقلِّين.
   فضلاً عن ذلك فانَّ القاعدة ترفع الى مجلس النُّوَّاب المرشَّح الذي يحصد أَصوات النَّاخبين برصيدهِ الشَّخصي [النَّزاهة والكفاءة والعِلم والمعرِفة والخِبرة والبرنامج الانتخابي والنَّجاحات التي حقَّقها في حياتهِ المهنيَّة والعِلميَّة والعَمليَّة والهويَّة والولاء الوطني] الأَمرُ الذي يُنتج في نهاية المطاف مجلساً بنوَّابٍ أَقوياء بشخصيَّتهم وليس بالقائمة وزعيمها، وبالتَّالي سيظلّ النَّائب مديناً بمقعدهِ للنَّاخب الذي سيبذل كلَّ جهدهِ من أَجل خدمتهِ وتحقيقِ رغباتهِ وأَهدافهِ وتطلُّعاتهِ.
   *يتبع
   ٢٨ نيسان ٢٠١٧


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/24



كتابة تعليق لموضوع : لِقَانُونِ إِنْتِخَابَاتٍ أَكْثَرَ فَاعِلِيَّةٍ [١]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net