كلمة وزير التخطيط الدكتور سلمان الجميلي بمناسبة تحرير الموصل واعلان النصر الكبير
اعلام وزارة التخطيط
اعلام وزارة التخطيط
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
الحمد لله على نصره المبين .. وشكرا لأبناء الشعب العراقي على موقفهم المشّرف المساند لقواتنا الامنية .. شكرا لقواتنا الامنية البطلة بجميع صنوفها وتشكيلاتها ومسمياتها ، في الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي والعشائري .. شكرا للإعلام الوطني الحر الذي كان حريصا على نقل الحقيقة من جبهات القتال .. شكرا لجميع المواقف المشرفة التي وقفت معنا على مستوى الوطن والأشقاء العرب والأصدقاء في كل بقاع الارض .. شكرا للجميع .. نحيي ونقدر جميع المواقف البطولية المشرفة التي اوصلتنا إلى بر النصر المؤزر بهزيمة قوى الظلام والشر التي ارادت ببلادنا وشعبنا السوء والدمار .. الحمد لله الذي مكننا من عدونا وعدو الانسانية ، فمنّ علينا بنصره الكبير .. وهاهي الموصل العزيزة وكل ارضنا التي دنسها الارهاب حينا من الدهر تعود حرة ابية إلى حضن الوطن لنمسح عن جبينها الجراحات التي تعرضت لها بسبب هذا الاحتلال ، لتعود اليها البسمة والحرية والمحبة .. نعم .. لقد انتصرنا بفضل الله وهمة الغيارى من ابناء العراق الذين جسدوا موقفا وحدويا بطوليا كشف عن معدنهم الاصيل ،.. ولم يكن تحقيق النصر سهلا على الاطلاق لأننا كان نقاتل عدوا لا يعرف اي معنى للإنسانية فهو لا يعترف بمبدأ ولا يقر بدين .. دينه القتل والدمار ، فيما كان ابناؤنا الابطال حريصين كل الحرص على حماية الانسان فهو زرع الله في ارض الله ، لذلك فقد كان ثمن النصر باهظا وكبيرا .. فأريقت الكثير من الدماء الزكية الطاهرة ، وفقدنا ابناء اعزاء قدموا ارواحهم فداء للوطن ، كما ان عدونا الغاشم وحين ايقن انه زائل لامحالة بفضل بطولة ابناء العراق فقد لجأ إلى الفتك بكل شيء تطاله يده المجرمة ، قتل الابرياء وانتهك الحرمات وعاث في الارض فسادا ودمارا غير مسبوق .. حتى بيوت الله والآثار لم تنجو من بربريته وهمجيته بعد ان عمد إلى نسف مقام النبي يونس عليه السلام وآثار الموصل ليختمها بنسف منارة الحدباء وغيرها من الاثار والمعالم المهمة ليس في نينوى وحسب انما في جميع المناطق التي وطأتها اقدامه القذرة . ايتها الاخوات .. ايها الاخوة .. ونحن اذ نحتفي ونحتفل بنصرنا الكبير على عدونا ، وذا نبتهل إلى الله العلي القدير ان يديم نصره ويعز العراق ، فإننا درك ان الذي تحقق لم يكن هينا ، ولم يكن ثمنه قليلا ، لذلك فان المهمة المقبلة لنا جميعا لن تكون اسهل من مهمة تحقيق النصر والقضاء على فلول داعش الارهابي ، ان لم تكن اصعب منها ، فالمهمة – ايها الاحبة – هي كيف لنا ان نحافظ على هذا النصر ؟ .. وكيف سيكون بإمكاننا ان نعيد بناء مدننا التي خربها الاشرار لنمسح عنها تلك الاثار المقيتة التي سببها لها الارهاب ؟ .. من المؤكد ان المهمة ليست سهلة على الاطلاق ، ولكن بإيمان كبير وبقناعة راسخة ، اقول ان العراقيين الذين حققوا النصر بمعناه الحقيقي قادرون على المضي قدما في ترسيخ هذا النصر والشروع بعملية اعادة الاعمار والبناء . وعندما نتحدث عن اعادة الاعمار والبناء ، فإننا ندرك تماما حقيقة مفادها ان العراق من اقصاه إلى اقصاه قد تأثر بشظايا الارهاب وبدرجات متفاوتة ، فان كانت محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وبعض الاجزاء من محافظات ديالى وكركوك وبغداد وبابل قد تعرضت للاحتلال المباشر من قبل فلول داعش ، فان محافظاتنا الاخرى لم تكن بمنآى عن العمليات الارهابية التي طالت جميع محافظاتنا ، فكان من نتائج تلك العمليات ان بلغ حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية ومؤسسات الدولة نحو 42 تريليون دينار ، ناهيكم عن الاضرار الجسيمة التي تعرض لها المواطنون بنحو مباشر وهي اضعاف مضاعفة لما تعرضت له المؤسسات الحكومية .. وبسبب حجم الدمار الكبير الذي تعرض له العراق لاسيما المحافظات التي احتلها داعش ، فقد حرصنا على وضع خطة وطنية لإعادة الاعمار ، وقبلها خطة اعادة الاستقرار التي تضمنت عمليات الاغاثة والإيواء العاجل والمؤقت للنازحين ، ثم مرحلة اعادة العوائل التي تتضمن توفير المستلزمات الاساسية للحياة (الغذاء – الماء – الكهرباء – فتح الطرق – ازالة المخلفات) ، وقد نجحت الحكومة إلى حد كبير في تنفيذ هذه الخطة بلحاظ العودة الكبيرة للنازحين في اغلب المناطق التي تم تحريرها . وحين نتحدث عن خطة اعادة الاعمار فمن الاهمية ان نشير إلى انها تعد واحدة من الخطط الواقعية والتي اعدت على مستوى عال من المهنية والواقعية وبالتعاون مع منظمات الامم المتحدة ، فوضعت خطة متكاملة امدها عشرة اعوام تقوم على اساس جملة من المبادئ الاساسية لضمان تحقيق افضل النتائج ،منها ، اننا اعطينا في هذه الخطة الاولوية لتعافي المواطنين من سكان المحافظات المتضررة ، نفسيا وصحيا واجتماعيا ، كما حرصنا على ربط خطة اعادة الاعمار بخطط التنمية الوطنية الخمسية (خطة 2018-2022 وخطة 2023-2027) ، مع وجوب ان تقوم الحكومة بقيادة عملية اعادة الاعمار ولكن بمشاركة واسعة النطاق محلية وخارجية ، وأعطينا الاسبقية في الخطة إلى الفئات الاكثر تضررا وهشاشة والتي هي بحاجة ماسة إلى الرعاية مثل النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة .. كما تركز الخطة ضمن مبادئها التوجيهية على ضمان الحلول المستدامة للنازحين داخليا او المهاجرين من خلال العمل على توفير متطلبات العودة الطوعية والاندماج المحلي ،.. فضلا عن العمل على تعزيز قدرات الشباب الاساسية بما يمكن هذه الشريحة من تحقيق اقصى امكاناتها وتوفير نطاق الفرص المتاحة لتحقيق الذات اجتماعيا واقتصاديا .. وعملنا ايضا في اطار خطة اعادة الاعمار على اعتماد مبدأ توظيف الازمات واستثمارها كفرص تنموية وتوجيهها لأفضل التغييرات والنتائج . ولاشك ان خطة بهذا الطموح تحتاج إلى تمويل من اجل تنفيذ ما تضمنته من برامج ومشاريع ، والجميع يعلم ان العراق يواجه ومنذ عام 2014 ازمة مالية ليست سهلة وبالتالي فإننا نعول كثيرا على الدعم الدولي في هذا المجال ولدينا الكثير من المواقف الدولية الداعمة ومن المؤمل ان تشهد الفترة المقبلة اقامة مؤتمر للمانحين ننتظر منه موقفا دوليا داعما لجهود اعادة الاعمار بقوة ، فضلا عما يمكن تخصيصه من اموال بما تجود به الموازنة العامة للدولة ايتها الاخوات .. ايها الاخوة نبارك لشعبنا وقواتنا الامنية الانتصار العظيم الذي تحقق .. سائلين الله العلي القدير ان يتغمد جميع شهدائنا من القوات الامنية والمواطنين والصحافة والإعلام بواسع رحمته ويمن على جرحانا بالشفاء العاجل ويحفظ العراق وأهله من كل سوء .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat