صفحة الكاتب : عماد الاخرس

استثناء الكفاءات من الاجتثاث
عماد الاخرس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     أمر عجيب وغريب أن تصحو حكومة العراق الجديد وتباشر بتنفيذ قانون المساءلة والعدالة على عدد من الكفاءات في الجامعات العراقية وتقرر اجتثاثهم من وظائفهم بعد تسعة أعوام من سقوط صدام !
     والأمر الأكثر عجباً وغرابه هو أن يدعى وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد ( على الأديب )  بان الذين تم اجتثاثهم هم من الذين كانوا يعذبون العراقيين سابقاً و يفخخون عقول  الطلبة الآن !
     وأسئلتي له إن صح ادعائه ابدأها فيما يخص الادعاء الأول .. حسب معرفتي العامة إن اقل كفاءة في الجامعات العراقية يحمل شهادة ماجستير أو دكتوراه فهل كان المشرفون على التعذيب أيام صدام هم من الكفاءات حملة الشهادات العليا ؟.. وإذا كانت هذه أعمالهم في العهد البائد.. أين كانت أعين الحكومة عندما تم إعادة تعيين هؤلاء كتدريسيين في الجامعات ؟ .. هل هناك شكاوى من قبل المُعَذَبين ضدهم ؟ .. و إن وجدت هذه الشكاوى لماذا لا يتم إحالتهم للمحاكم المختصة لإثبات الجرم ضدهم طيلة الأعوام التسع الماضية ؟
     أما عن أسئلتي التي تتعلق بالادعاء الثاني .. أبداها .. هل تم ضبط احد من هؤلاء الكفاءات الذين تم اجتثاثهم في ممارسة أي نشاط يتعلق بتنظيم ممنوع دستورياً أو تشويش أفكار الطلبة ضد العملية السياسية ؟ .. هل تعتقد  بان طلبه هذا الجيل بحاجه إلى استماع آراء ووجهات نظر الأساتذة في عصر الصحافة الحرة والانترنيت  والفيسبوك ؟
     وتبقى الأسئلة المحيرة .. لماذا يتذكرون اجتثاث الكفاءات هذه الأيام تحديداً ؟ ..ألا تكفى تِسْعُ أعوام عمل لهم في الجامعات وغيرها لإثبات حسن النية والسلوك ؟ !
     لقد مضى على عمل هؤلاء الكفاءات ما يقارب العقد من الزمان لذا فليس من المعقول أن يتم شمولهم بالاجتثاث أو إحالتهم على التقاعد أو اتخاذ أي إجراء سلبي ضدهم بالاعتماد على سوابقهم قبل التغيير الذي جرى في عام 2003 فقط والصحيح هو أن يتم التعامل معهم على أساس سيرتهم وسلوكهم بعده .
   إن الاجتثاث التاريخي وأعنى به المستند على السيرة التاريخية فقط هو نصر كبير للإرهاب لأنه سيهيأ مجاميع جديدة من الحاقدين يمكن احتضانها بسهوله من قبل الإرهابيين .
     و بصراحة لا اعلم السر الذي يقف وراء الصحوة المتأخرة لهذا الاجتثاث و الذي يتزامن مع الانسحاب الأميركي من العراق والحاجة الماسة إلى تعزيز المصالحة الوطنية والتي قد تساعد في سد البعض من الثغرات المفتوحة أمام القوى الإرهابية المسلحة لتنفيذ عملياتها .
     لقد فتح السيد ( الأديب ) أبواق المشاركين في العملية السياسية قبل أعدائها لاستغلال هذه الفرصة أفضل استغلال وإعلان غضبهم على الحكومة واتهامها بشتى الأشكال بقصد المزيد من التحريض الجماهيري ضدها.
    وللأسف يلجا هؤلاء إلى الإعلام واستخدام لغة التهديد والوعيد التي لا تجدي نفعاً وبما يزيد الأمر تعقيداً على الحكومة و المشمولين بالاجتثاث  وكان الأجدر بهم نقاش هذا الموضوع مع السيد ( الأديب ) وفى حالة عدم التوصل إلى نتيجة في إقناعه بالتراجع عن قراره اللجوء إلى السيد رئيس الوزراء للمساعدة في حل هذه القضية.
      إن المواطن يطمح إلى عودة الأمن والاستقرار وإزالة كل مخلفات  الماضي ولملمة الجراح بعيداً عن إثارة القضايا النائمة التي يمكن أن تذوب مع الزمن وتنتهي سلمياً بلا نتائج كوارثيه .
     أخيرا أقولها إن هذا الإجراء وأمثاله يضيف مشاكل جديدة ونقمه على الحكومة التي يرأسها السيد ( المالكي ) وقد يؤدى إلى إضعافها لذا نطالبه بضرورة التدخل لدى السيد وزير التعليم العالي الذي ينتمي إلى نفس حزبه من اجل إلغاء هذه القرارات المتأخرة واستثناء الكفاءات منها والتي لا يحصد العراق الجديد منها سوى المزيد من الأحقاد والكراهية والعنف.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الاخرس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/25



كتابة تعليق لموضوع : استثناء الكفاءات من الاجتثاث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو احمدالعكيلي ، في 2011/10/25 .

متى يتخلص الشعب العراقي من هذا الحقد الذي جاءة به هذه الاحزاب الحاكمة على ابناء الشعب العراقي . ومتى يتعلمون السياسة التي تنفع ابناء بلدهم .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net