صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

سوق مفتوحة
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

( الفاتحة على روح الزراعة العراقية ) ..عبارة حملتها لافتة في تظاهرة لمزارعين عراقيين طالبوا الحكومة قبل سنوات بالاهتمام بهم وبالزراعة العراقية التي بدأت تنحدر وقد تنقرض اذا تواصل اهمالها ...ربما وجدت لها صدى في القنوات الفضائية التي التقطت الحدث ونقلته لتحصل على مادة دسمة لكنها لم تسهم في تغيير حال الزراعة العراقية أو استمرار انحدارها فلازالت الفواكه والخضر المستوردة تملأ الأسواق العراقية بعد أن تعددت أسباب اهمال الزراعة العراقية مابين سوء توزيع المياه أو شحتها أصلا ، وتعرض مساحات زراعية واسعة في عموم البلد الى التجريف أو الاستيلاء عليها من قبل متنفذين في الدولة وتحويلها الى اراض سكنية ، والحال ذاته ينطبق على النخيل الذي كان العراق يفخر بغزارة انتاج التمر منه وجودته لدرجة تسويقه الى الخارج بكميات كبيرة ، لكن أسواقنا اليوم تمتليء بالتمور المستوردة ومعها انواع مختلفة من الفواكه والخضر الشبيهة ب( الاسفنج) او ( الخشب) كما يصفها بعض كبار السن فهي لاتحمل طعم المحصول العراقي المميز ..

يرى بعض المتخصصين في المجال الاقتصادي ان مايحدث ليس من باب المصادفة أو الاضطرار بل هو خطة مدروسة يتم تطبيقها بدقة للعمل على افشال القطاع الزراعي والصناعي في البلد ثم فتح الابواب على مصراعيها لدول الجوار لتستخدم العراق كسوق مضمونة لتسويق محاصيلها الزراعية ومنتوجاتها الصناعية وهو مايحصل فعلا وتستفيد منه احزاب ومسؤولون كبار لهم علاقات تجارية ومصالح مشتركة مع تلك الدول فمايهم بالتالي مايعانيه المزارع العراقي الذي اضطر غالبا الى هجرة ارضه بسبب كل المعوقات التي اعترضت طريقه والاهمال المتعمد من الدولة ومايعانيه المستهلك وهو يضطر الى شراء محاصيل ومنتوجات لايعرف مدى صلاحيتها للاستهلاك البشري خاصة بعد ان كشفت اكثر من صفقة فساد وجود بضائع ومواد غذائية تدخل الى البلد دون فحص ورقابة وتتسبب بالاصابة بالعديد من الأمراض ..

مع اقتراب الانتخابات ، يتبارى المرشحون لرفع شعاراتهم المستهلكة حول محاربة الفساد والنهوض بالواقع الخدمي في العراق مع وعود ملونة وزاهية عن مستقبل زاهر للمواطن العراقي بينما ندرك جيدا ان لاشيء تحقق او سيتحقق من تلك الوعود ، فلن تجد الزراعة او الصناعة من يعيد اليهما الحياة ولن تفتح ابواب المعامل والمصانع العراقية المغلقة منذ سنوات لتنتج بضائعا عراقية وسننسى بالتدريج كيف كنا ننتج الزيوت والمعلبات والمنظفات والمنسوجات الصوفية والقطنية والسجاد وغير ذلك فهنالك من يتطوع لارسالها لنا لينتعش اقتصاده الوطني ويتراجع اقتصادنا وينهار دينارنا العراقي ويواصل أولادنا رحلة البطالة والهجرة واليأس من التغيير ويقع بعضهم ضحايا في هوة الجريمة والادمان ، وهنالك من يصدر لهم ( المخدرات ) ايضا كما يصدرلهم منتوجاته الأخرى لأن العراق الآن سوق مفتوحة للجميع وقد يكون المحصول الزراعي الوحيد الذي لم يتم استيراده حتى الآن هو (الخضرة )أي (الكرفس والريحان والمعدنوس والرشاد و.....) ليس لأنها متوفرة ومدعومة ولكن لأنها ستصل ذابلة حتما فيما لو تم استيرادها !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/08



كتابة تعليق لموضوع : سوق مفتوحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net