على ضوء ورشة أو مؤتمر المنامة
شاكر فريد حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شاكر فريد حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انتهت ورشة المنامة الاقتصادية ، التي فشلت في تجنيد وحشد حضور دولي قوي لها ، واهم حدث هوغياب الطرف الفلسطيني ، صاحب الحق الشرعي ، الذي يدور الحديث عنه.
وتركزت الورشة على بحث الجانب الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي ، في حين تجاهلت كليًا الحل العادل لقضية شعبنا وفق قرارات الشرعية الدولية بالاستقلال الوطني ، وحق تقرير المصير ، وحق العودة ، ما يعني تحويل القضية الفلسطينية لمشروع اقتصادي اقليمي وإنساني يخلو من بعده الوطني والقومي .
لقد أظهرت ورشة البحرين مدى انخراط دول الخليج العربي في عمق المشاريع الامبريالية والصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية ، وان قادة هذه الدول وزعاماتها لا يخجلون ولا يستحون بمواقفهم وسلوكهم ونهجهم الاستسلامي الانهزامي بالهرولة والتهافت واجراء التطبيع مع اسرائيل ، ودعمهم وانسياقهم خلف سياسة الولايات المتحدة وطروحات ترامب ، الرامية إلى شطب الوجود العربي الفلسطيني حتى على الخريطة السياسية الدولية .
مؤتمر أو ورشة او مجمع البحرين ، لا ولم ولن يثمر شيئًا ايجابيًا للفلسطينيين وللعرب ، ما داموا طرفًا ضعيفًا وهامشيًا في المعادلة ، وما دام القائمون على المؤتمر منحازين لدولة الاحتلال ويعتبرون القدس عاصمة للمؤسسة الصهيونية الحاكمة مثلما يعتبرون السيادة على الجولان السوري هو لها ايضًا .
إن ورشة البحرين ليست بداية لمشروع سلام اسرائيلي فلسطيني فحسب ، وإنما هو تمهيد لفرض صفعة العصر ، وإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية واسرائيل بما يخدم مشروع الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة .
إننا أمام سياسة جديدة ومشروع تصفوي جديد واضح المعالم ، تحت مسمى " صفقة القرن " ، التي طال الحديث عنها ، وتم تأجيل طرحها ، وتستهدف دفن وقبر الحق الفلسطيني ، وشطب حق العودة ، وضم القدس للاحتلال الاسرائيلي ، وترسيخ وتثبيت واقع الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية ، وضرب ومحاصرة فكر وثقافة المقاومة وعوامل الصمود الفلسطيني بالمزيد من الحصار والتجويع والافقار ، فضلًا عن تفكيك مكونات الشعب الفلسطيني وعناصر وحدته الوطنية ، لتمرير المخططات التآمرية المشبوهة ، والحفاظ على المصالح الأمريكية والاسرائيلية في المنطقة .
الأوطان لا تباع ولا تشترى بالأموال والدولارات ، وخطة ترامب هي بمثابة لعنة القرن وجريمة تاريخية كبرى بحق شعبنا الفلسطيني ، الذي يناضل بلا هوادة ودون كلل من اجل حريته واستقلاله ، وهي بلا أساس سياسي ، ويجب التصدي لها بكل قوة وقذفها لمزابل التاريخ .
ومهما خططوا وتآمروا فالوجود الفلسطيني واقع موضوعي لن تستطيع أية قوة مهما كانت ، إلغاء الواقع الانساني التاريخي ، ودفن الحق الفلسطيني ، ومنع إقامة دولته الحرة المستقلة فوق ترابه الوطني ، والعيش كباقي شعوب الدنيا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat