صفحة الكاتب : د . رائد جبار كاظم

المدن الفاضلة مشاريع خيالية متمناة بعيدة عن الواقع
د . رائد جبار كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد دأب أكثر الفلاسفة والادباء والكتّاب المثاليين، الطوباويين الحالمين، الغارقين في الخيال، الى صناعة عالم فكري سحري جميل تسوده كل مبادىء الخير والحب والعدل والرحمة والانسانية، عالم بلا حرب ولا صراع ولا خلاف، عالم تختفي فيه كل مظاهر الخلافات والنزاعات والشر، وتنتشر فيه الفضيلة بأسمى صورها ومعانيها، وتنعدم كل صور الرذيلة والفساد فيه، عالم عنوانه السعادة والخير والصلاح، ولا معنى فيه للشقاء والبؤس والفقر أبداً، عالم يوضع فيه الشيء في موضعه، ولا يظلم فيه انسان أو مخلوق ما على سطح هذه الأرض.

لا شك أن هذا الحلم وهذه الامنيات جميلة جداً، ويتمنى كل انسان وكل جماعة مظلومة أو محرومة أن يتحقق وجود مثل هكذا مجتمع سعيد فاضل وصالح، يعُطى فيه كل ذي حق حقه، ولكنني أعتبر أن ذلك محال جداً، وأمر مثالي غير واقعي، هو من صنع أفراد حُرموا من كثير من الحقوق، وفقدوا الكثير من الملذات والشهوات، على أرض الواقع، فما كان منهم الا أن يؤسسوا لهم أماكن ومدناً كما يريدون، يسعون فيها لتحقيق رغباتهم وتعويض أنفسهم ومجتمعاتهم ومن ينتمي لهم للخسائر والحرمان الذي تعرضوا له في سالف أيامهم، ليقنعوا أنفسهم ومن يحبون بالمستقبل القادم، فهو الكفيل بتعويضهم عما فقدوه في حياتهم، أو في سنوات حرمانهم وفاقتهم، فهذا الحلم وتلك الأماني جرعات تعويضية مهدئة تطمأن الروح بأن هناك عالم جميل عادل في المستقبل، وسيتحول فيه كل بؤس وشقاء وألم الى راحة وسعادة ولذة، فمنطق الحياة وسنته لا تُبقي الأمور على أحوالها مهما كانت الأهوال، فلابد في يوم ما أن يتحقق العدل والمساواة والأمن والطمأنينة بين الناس، بعدما عانوا من الظلم والاضطهاد والعبودية، ولكن ذلك ـ في رأيي ـ لن يكون، وهو أضغاث أحلام، ليس من باب التشاؤم وغلق باب التفاؤل، بل أن منطق الحياة والوجود الانساني ينافي ذلك، فلا رحمة ولا عدالة ولا تسامح مطلق بين بني البشر، وكل فرد وكل جماعة تعيش على مصالح الآخرين، ولغة الغاب هي اللغة السائدة في المجتمع البشري، لغة الصراع والنزاع والغلبة، لغة التحايل والمكر والمصلحة الشخصية، وهذا مايدل عليه الواقع والتاريخ، ماضياً وحاضراً، من خلال قصصه وأحداثه ومروياته، بعيداً عن منطق العاطفة والخيال والسحر والبيان، فكل شيء في العالم، علمياً وتاريخياً ودينياً، يدل على أن لغة الصراع والخلاف هي اللغة السائدة بين بني البشر، ما دام الانسان يحمل بين جنبيه نفساً فيها الخير والشر، الحب والكراهية، الحق والباطل، فلن يغير من طبيعته تلك أبداً، الا اذا خلق الله الانسان بهيأة وكينونة ونفس أخرى غير التي هو عليها، فيتحول الى مجتمع ملائكي خالص، لا يعرف للعداء والكراهية والشر شيئاً، ومثل هذا المجتمع لن يكون على الأرض أبداً، فالواقع والحياة والتاريخ، كلها تشير الى عدوانية الانسان وهمجيته وغطرسته وأنانيته، وحبه للغلبة والتسلط وتقديم مصلحته الشخصية على أي مصلحة أخرى، ونفسه توسوس له في كل حين بأنه أفضل خلق الله، وأنه آية الله ويده ولسانه في هذا العالم، وعلى الناس أتباعه في كل صغيرة وكبيرة، وأنه أمين الله وخليفته في أرضه، واجب على الناس طاعته وأتباعه والسير على سيرته العطرة، فهو يهدي الناس الى كل هدى، ويبعدهم عن كل ضلال وردى، وواجب على الجميع الايمان بولايته، والدعوة له، فهو سر الله وخازن علمه ومستودع جواهره وحكمته.

لقد ترك بعض الفلاسفة والأدباء والمفكرين مؤلفات وكتابات كثيرة تبشر بعالم المدن الفاضلة والدول والحكومات العادلة والسعيدة، من جمهورية أفلاطون الى مدينة الله للقديس أوغسطين الى المدينة الفاضلة للفارابي الى مدينة الشمس لتوماس كامبينلا الى يوتوبيا توماس مور، الى الكثير من الكتابات السردية والخيال العلمي في هذا المجال، التي تم تناولها بالدراسة والنقد والتحليل من قبل الباحثين والدارسين، وما يهمنا منها هو معرفة الهدف من كتابة تلك المؤلفات السردية والفلسفية والأدبية، ومدى تحقق تلك الأحلام اليوتوبية من عدمها، وما تركته أحلام المدن الفاضلة من مشاعر وطمأنينة وخيال لدى الشعوب والأمم النائمة والحالمة.

وجهة نظر الكثير من الدارسين والباحثين أن كتابات ومؤلفات المدن الفاضلة والسعيدة انما هي مشاريع سردية خيالية حالمة لا أساس لها من الواقع. وقد عمل هؤلاء الكتّاب والأدباء والفلاسفة الى صناعة عالم يوتوبي جميل، لتشويق الناس للمستقبل وترغيبهم به، أملاً في الخلاص من الواقع الشقي المر المؤلم، ومحاولة لصنع بارقة أمل مستقبلية في حياة الانسان والمجتمع، ليوم موعود يتحقق فيه حلم الانسان ورغبته وطموحه، بعد عناء وشقاء طويل عاشه في تلك الحياة المؤلمة.

وأتفق تماماً مع وجهة النظرالنقدية تلك، التي تفكك وتشرّح الكتابات اليوتوبية بمبضع علمي، بعيداً عن الخيال وجمالياته الأدبية، فالكثير من تلك المشاريع والاحلام السعيدة لم تحقق على أرض الواقع، وكانت دعوات ومشاريع فكرية وأدبية تبث الحياة في قلب ميت، أو محاولة لنقد الواقع السياسي والديني والاجتماعي لمجتمع ما، أو ثورة سردية على نمط ثقافي أو أعتقادي أو فكري ما، ساد في مرحلة زمنية من مراحل التاريخ، بأسلوب أدبي رمزي شيق، يحمل صوراً من الخيال والجمال، والتشويق والأدب الرشيق، ما يستطيع أسعاد الانسان وطمأنته وخلق بصيص أمل في داخله يحاول من خلاله تعويضه عما فقده من أيامه، بعد عناء طويل مع الفقر والحرب والكراهية والعبودية التي مرّ بها. وهذا أمر لا بأس به، من تحقيق تلك المشاعر والأحاسيس النفسية الجميلة، لصناعة قيم انسانية نبيلة، ولكن الأمر المرفوض تماماً هو أن نبقى أسارى لذلك الشعور وتلك الكتابات والمشاريع الحالمة، وأن لا نحرك ساكن من أجل العمل والاصلاح والتغيير، أملاً في تحقيق دولة العدل والرفاهية في المستقبل، تاركين أمرالشعوب والأمم والمجتمعات بيد أناس ظالمين وفاسدين، يصولون ويجولون بهذا العالم، وينهبون خيراته وثرواته، ونحن نغرق بأفيون تلك الكتابات والمشاريع السعيدة الحالمة، التي لا أشك في أن أحدى أسباب تأليفها من قبل البعض هو تنويم هذه الشعوب وتخديرها تحت سطوة تلك الافكار المزيفة، ونشر مثل هكذا فلسفات عدمية تؤجل العمل والتغيير في هذه الحياة ليوم آخر يسعد فيه الانسان ويحيا بنعيم دائم، وهذا ما يجعل أهل الفساد في سعة وحبور وخير وسرور دائم، في هذه الدنيا، في ظل تلك الأفكار الجوفاء، والفلسفات العدمية السحرية الرنانة، أما عامة الناس وبسطائهم فهم يغرقون ببحر الظلم والأمل، وسحر اليوتوبيا وجور الحاكمين، وتحمل المزيد من البؤس والجور والكراهية، أملاً في النعيم المستقبلي القادم، الذي وُعدوا به من قبل قادتهم وحكّامهم ومراجعهم الكبار، ليزدادوا بؤساً الى بؤسهم، وفقراً الى فقرهم، وتعاسة الى تعاستهم، وعبودية الى عبوديتهم، تحت مظلة تلك الافكار والشعارات والمشاريع والفلسفات والخطابات السحرية الأدبية البيانية، التي تدغدغ مشاعر الجماهير وتخدعهم في دنياهم، أما سادتهم فهم في روض وريحان وجنة ونعيم في مخادعهم، لا يشبعون منها ابداً، ولا يخرجون منها حتى بشق الأنفس، فالقوى من يسيطر على تلك الجماهير بهذه الأفكار والفذلكات، ويستطيع غلبتهم بتلك الألعاب الفكرية واللغوية الناجحة التي تحقق المزيد من الهيمنة والسلطة لأصحابها، وتحقق التخلص من كل شخص ينازع هؤلاء على شهوة البقاء والحياة في هذا العالم.فالخلاص الحقيقي هو التخلص من تلك الأفكار والفلسفات والرؤى المثالية الحالمة، لتحقيق عالم عادل وسعيد على أرض الواقع، يعيش فيه الناس بأمن وأمان وطمأنينة تحت مظلة القانون وحقوق الانسان ومحاسبة الفاسدين والظالمين، وما أجمل قول الحكيم الذي رد على صديقه الحكيم الآخر بقوله : اذا رأيت عبداً نائماً فأيقظه وحدثه عن الحرية، بخلاف قول صديقه الذي قال : اذا رأيت عبداً نائماً فلا تيقظه لعله يحلم بالحرية. فما أحوجنا لدولة الخير والعدل والسعادة أن تتحقق على أرض الواقع، وأن نلمسها عياناً جهاراً، دون خطابات وشعارات بيانية ساحرة، تخلب اللب وتسر السامعين.                 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

د . رائد جبار كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/03



كتابة تعليق لموضوع : المدن الفاضلة مشاريع خيالية متمناة بعيدة عن الواقع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء ..

الكتّاب :

صفحة الكاتب : حسن عبد الغني الحمادي
صفحة الكاتب :
  حسن عبد الغني الحمادي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net