صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

بدر وأصالة الموقف
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المبادئ والأهداف والثوابت الإسلامية والوطنية التي يحملها الخطاب السياسي لمنظمة بدر استقطبت حولها الكثير من أبناء الشعب العراقي حيث إن الشعارات التي رفعتها مستوحاة من ضمير الأمة ضمن البرنامج الفكري والسياسي والأخلاقي لمنظمة بدر قادة وأعضاء على الساحة العراقية فلا للمحاصصة ولا للطائفية
ولا للإقصاء والتهميش وترهيب الخصوم السياسيين ولا للاحتلال ولا للتدخل الخارجي لدول الجوار ولا للاقتتال على الهوية بل نعم للمشاركة الحقيقية لكل أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه من اجل بناء عراق حر ديمقراطي ينعم جميع أبنائه بالأمن والسلام .فاننا لم نجد حزبا أو تكتلا سياسيا أنجز واجبه الشرعي والوطني والأخلاقي مثلما فعلت منظمة بدر فهي العين الساهرة على مصالح أبناء الشعب منذ اللحظة الأولى والى ساعتنا هذه في هذه الأيام التي يعيشها أبناء شعبنا حيث رصدت أين تكمن مصلحة وأسباب رخاء هذا الشعب فكانت سباقتا وحريصة على المطالبة بحقوق أبناء الشعب العراقي بينما كانت الأحزاب والهيئات والحركات السياسية تحاول طرح نفسها إنها البديل للنظام المقبور
فكانت منظمة بدر الرائد في المطالبة بالانتخابات ومنح هذا الشعب المظلوم حقه في اختيار من يحكمه وعندما دارت عجلة العملية السياسية كانت حاضرة في التوجيه وكبح جماح التيارات والمخاطر التي حاولت ان تعصف بالعملية السياسية أكثر من مرة .لقدظل دور منظمة بدر دوما سباقا وساندا بل ومدافعا عن العملية السياسية ودعوة جميع طوائف وقوميات الشعب العراقي للانخراط فيها وتضمين حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية في روح ألدستوركما لعبت دورا هاما في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وتأمينه من خطر الانزلاق في الحرب الأهلية التي كانت زمر القاعدة وأيتام النظام البائد يخططون لها.

ان الموقف الذي اتخذته منظمة بدر بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي والمطالبة بحقوقه السياسية العادلة التي ظل محروما منها طيلة عقود من الزمن يؤكدا لانتماء الأصيل والالتصاق ألصميمي بتربة هذا الوطن ومساندة أبناء شعبها ونهوضا حقيقيا بالمسؤولية التاريخية التي تحمل أعباءها وتشعر بأنها ملزمة بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي.فقد أثبتت الأيام والوقائع بروز دور منظمة بدر في العملية السياسية حيث كان دورها السند القوي للشعب العراقي بمحنته وهمومه.ان مافعلته منظمة بدر وخاضت في أثره غمارا لنضال والكفاح المسلح ضد اعتي سلطة بوليسية حكمت العراق من اجل سلطة القانون وبناء دولة المؤوسسات واحترام إرادة أبناء الشعب العراقي نالت بعدها الفوز الكبير بحب ابناء الشعب لها وقدا صبحت اليوم معادلة صعبة في الشارع السياسي لايمكن تجاوزها تحت أي ظرف كان .ان تحقق الشروط الموضوعية في الخطاب السياسي وفلسفته ونهجه العام جعل منها قوة مؤثرة داخل البيت العراقي فلمنظمة بدرا لتاريخ الجهادي والتضحيات الجسام على درب الحرية وتحرير الإنسان العراقي من كل القيود ولهذا صار لزاما علينا جميعا أن نفخر بما حققته وما تنوي ترجمته من طموحات مستقبلية لكي تصل بالشعب الصابر إلى الأمن والاستقرار وتحقيق المنجزات في أعمار العراق وتوفير كل ما من شانه التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي ومواصلة البناء حتى تصل بالمواطن إلى مبتغاه الحضاري أسوة بباقي الشعوب.
لم يكن وجود بدر إلا استجابة لحاجة الأمة في مواجهتها لاعتى طاغوت عرفه ألتاريخ, ولم تكن حركة بدر على أرض الواقع إلا تعبيرا عما لدى الأمة من مقاومة ورفض ورؤية لإدارة دفة الصراع ضد ذروة الإقصاء والتهميش والسحق على أيدي زمر البعث ألصدامي التي لايعني بقاءها في مواقع الحكم والتسلط ألا ديمومة الدم ومزيدا من الإبادة والمقابر الجماعية، ولم يكن في أدبيات منظمة بدر ألسيطرة على الحكم بل إزالة نظام البعث من العراق ليكون الخيار بيد الشعب العراقي الذي يحدد نوع وطبيعة الحكم بما يخدم كل العراقيين بتنوع أطيافهم أوثنياتهم ويعطي بذلك أبلغ رسالة لكل حركة تنشأ في العالم تدعي التحرر,لقد حدد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) الأهداف الأساسية من قيام تشكيل بدر المبارك وأحد أهم ألأهداف أن يكون جهاده في سبيل الشعب العراقي وهذا المعيار ساهم إلى حد كبير في انضواء مختلف الطوائف من العراقيين تحت راية بدر وتحت قيادة شهيد المحراب ,الأمر الذي أكد مصداقية بدر في العمل والتوجه والغاية ,وفي كل مناسبة يدعى إليها شهيد المحراب وفي كل لقاء صحفي يجري معه كان يشدد على ضرورة جعل قرار اختيار الحكم بيد الشعب فهو صاحب الكلمة الأولى وهو من له الحق في تقرير مصيره , هذه التوجهات النبيلة هي اكبر ضمان لنجاح كل حركة تقود التغيير في بلادها ولا نبالغ ان قلنا ان الهدف الذي ناضل من أجله تشكيل بدر المبارك والذي قدم في سبيله التضحيات الجسام تحقق, ان أروع صورة تعبر عن نكران ألذات والسمو والارتقاء جسدها تشكيل بدر المبارك عندما جعل نصب عينيه إنقاذ الشعب العراقي من حكم الديكتاتورية دون ان يكون في فقهه مقابل وهو الاستئثار بالحكم , وما تحوله إلى العمل السياسي بعد ان تحقق الهدف من حمل السلاح إلا دليل واضح على سلامة مسيرته الجهادية , فلم يزايد أحدا عند اشتراكه في العملية السياسية بل كان كأحدهم على عكس ما يحدث في الكثير من الدول التي تتواجد على أراضيها أكثر من معارضة مسلحة فهي في حال تحقيق أهدافها تتجه إلى تصفية الحسابات وتمارس عملية الإقصاء ليبقى الحكم للأقوى وهذا مايسمى عمليا استبدال الأقنعة والأصل ثابت وهو مارفضه بدر الثوار ليتجه نحو بناء دولة المؤسسات الدستورية ودولة القانون والانتخابات حيث لامؤامرات ولا انقلابات , ان ابرز سمات تشكيل بدر المبارك هو إتباعه للمرجعية في ما تقرره وماتمليه عليه وهذا هو أهم جانب في شرعية العمل الذي أعتبر المقياس الحقيقي في التوجه الجهادي سواء قبل سقوط النظام أو بعده,فعندما دخلت طلائع بدر إلى العراق أعلنت ولائها المطلق للمرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله الشريف)الذي دعا إلى بناء دولة العراق وفق إلية الانتخابات, وهذا ما أكد التوجه الذي انطلق نحوه تشكيل بدر المبارك ومنذ اللحظات الأولى عند تأسيسه والمتمثل في إسقاط الديكتاتورية ذات النظام الشمولي والحزب الواحد ومنح الشعب العراقي حرية الاختيار في انتخابه نوع النظام السياسي بما يخدم جميع شرائحه المتعددة,وهذا هو توفيق دماء شهداء بدر التي سالت غزيرة معطاءة لم تهن ولم تضعف وحسبها في ذلك طلب الإصلاح الذي سبقهم إليه بالدم والتضحية سيد الشهداء أبو الأحرار الإمام الحسين(عليه السلام) فكان النداء لتلك الدماء ,يبقى تشكيل بدر مثلا حيا على مايجب ان تكون عليه حركات التحرر في العالم فالهدف أسمى من إسقاط الأنظمة الديكتاتورية فحسب بل الهدف يكمن في كيفية بناء دولة يسودها العدل والقانون فهما الكفيلان ببناء شخصية الإنسان الذي يكون المسؤول المباشر عن التقدم والأعمار ليبني بلدا مزدهرا ذا خير وعافية.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/01



كتابة تعليق لموضوع : بدر وأصالة الموقف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net