صفحة الكاتب : الشيخ ليث الكربلائي

قيمة السؤال.. عندما يكون أداة لـ ’الهدم’ و ’التدليس’!
الشيخ ليث الكربلائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "العلم خزائن ومفاتحه السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر [فيه] أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم". بحار الأنوار: 10/368

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لا يمكن لأيّ علمٍ أن يتقدم ما لم تكن هناك أسئلة حائرة تطلب الجواب طلباً حثيثاً، لذا من الخطأ التعامل مع الأسئلة والإشكالات على أنّها حالة سلبية بل هي إيجابية ضمن شروط ومحددات معيّنة، وفي صفحات التاريخ تجارب كثيرة تشهد على صحة هذه الدعوى منها مثلاً انتعاش الفلسفة في ضوء إشكالات وأسئلة الفخر الرازي التي يبدو أنّها كانت تستهدف هدم البنية الفلسفية القائمة آنذاك غير أنّ النتيجة جاءت مقلوبة تماماً حيث حفّزت تلك الأسئلة عقول الفلاسفة ليضعوا بين أيدينا نتاجا فلسفيا أكثر تطوراً ورصانة.

وأيضاً الإنسان الذي يستنكف السؤال لا ينفكّ غارقاً في بئر الجهل المركب شاء ذلك أم أبى.

ولكن مشكلة السؤال نفسه أنّه كما يمكن أن يكون أداة للتقدّم يمكنه أن يصبح معولاً للهدم في حالات كثيرة منها مثلاً:

1- كثرة الأسئلة المبنية على مقدمات خاطئة يمكنها صناعة أجواء تأخذ تلك المقدمات على أنّها مفروغ منها، لذا أحيانا قبل الإجابة على السؤال ينبغي مناقشة أصل المقدمات التي نتج عنها فربما يكون سؤالا مغلوطاً في نفسه.

2- التدليس في السؤال هو الآخر يصنع ضبابية عند المتلقي يكون مردودها السلبي يفوق المردود الإيجابي، مثلاً قبل أيام رأيت مقالاً لأحدهم يسأل فيه أصدقاءه عن الدليل الذي يستند إليه السيّد السيستاني (حفظه الله) في فتواه بتجويز سرقة أموال الدولة وتخميسها؟ وأنا أعلم أنه في الواقع لا يسأل عن الدليل وإنما كلّ هدفه تمرير هذه الكذبة وتحويلها الى مسلَّمة بديهية ثمّ يسأل عن دليلها ليُشغل القارىء بالبحث عن الدليل بدلاً من مواجهته بتكذيب أصل وجود مثل هذه الفتوى.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث الكربلائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/06



كتابة تعليق لموضوع : قيمة السؤال.. عندما يكون أداة لـ ’الهدم’ و ’التدليس’!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net