صفحة الكاتب : فلاح المشعل

العراق ومسؤولية الحرب أو السلام .
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جميع الدول المعنية بأحداث حرب غزة كانت لها موقف محدد من هذه الحرب ، تذهب بعضها مع حماس والبعض ضدها لكنها تتوارى خلف بيانات سياسية تقليدية، بإستثناء العراق إذ تتوزع المواقف الى ثلاث إتجاهات أو أكثر وبعضها متقاطعة ومتنافرة مما يشكل تشتت بالقرار السياسي وسيولته .

      الحكومة تبنت صراحة موقف الشجب والإدانة للكيان الصهيوني وتقديم مابوسعها للشعب الفلسطيني وصموده ، أحزاب الاطار التي يقود الحكومة نصفه مع موقف الحكومة والنصف الآخر يدعو للتصعيد ، حركات المقاومة القريبة من الإطار أعلنت الحرب وقامت بضرب التواجد الامريكي ، بينما البرلمان العراقي معطل وصامت ولم يعقد جلسة فاعلة بهذا الشأن، كما يقتضي الدستور العراقي الذي أناط قرار اختيار الحرب بالتصويت البرلماني الذي يمثل قرار الشعب .

 الأحزاب السنية والكردية لم تتبن رسميا أي موقف واضح ومحدد سوى التعاطف الإنساني مع الضحايا في احاديث السياسيين، حركات المقاومة الشيعية انقسمت فيما بينها بين قرار الحرب أو انتظار مايؤول اليه الوضع ، ضغط امريكي على الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات رادعة للجهات التي تمارس التهديد واعلان مسؤوليتها عن قصف تواجد الخبراء والمستشارين الامريكيين ، التيار الصدري طالب الحكومة والبرلمان بغلق السفارة الامريكية وبطرق سلمية ، يقابله من طالب باستخدام القوة في غلق السفارة وطرد الامريكان وحتى من يحمل الجنسية الامريكية ، جميع تلك الفعاليات والدعوات كانت تضع الحكومة العراقية بحرج شديد أمام الشريك الامريكي الداعم للحكومة !؟ 

   يتضاعف الحرج الحكومي خصوصا مع غياب الرمز السياسي أو الديني الذي يمكن الركون اليه في إتخاذ القرار النهائي كما هو الحال في ايران حيث يكون قرار المرشد الأعلى هو القرار النهائي الذي يُلزم الجميع ، كذلك السيد حسن نصر الله في لبنان .

    أزمة العراق تكمن في تعدد المرجعيات السياسية والدينية والفصائلية وعقائدها، وبين عصف هذا التعدد يضيع إتجاه البوصلة بالقرار السياسي .!؟

الظاهرة متعاظمة وكشفت عن ابعادها أثناء حرب غزة، وقد التزمت الصمت أزاءها القيادات السياسية الشيعية والسنية والكردية كافة ، وإذ يعتبرها البعض من الولائيين لايران بأنها مصدر قوة لإضفاء تبرير سياسي على منهجها ، بينما تؤشر القراءات للمشهد السياسي على نحو أوسع الى حقيقة أن هذا التعدد وعدم ضبط إيقاع الموقف العراقي سياسيا وعسكريا سيدفع به لمخاطر لن يحسبوا نتائجها ، لعل أيسرها إعادة العراق للحصار الإقتصادي وتفاقم الخطر الأمني الداخلي وغيرها من مخاطر .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/09



كتابة تعليق لموضوع : العراق ومسؤولية الحرب أو السلام .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net