صفحة الكاتب : خيري القروي

فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي
خيري القروي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قضية عدد الشهداء في المقتل الحسيني مؤذية جدا بالنسبة لي، والسبب أني أعرف أن منظومة الأعداد وضعت تحت التأثير السياسي لإعلام السلطة الأموية والعباسية، خاصة في قضية عدد أنصار الحسين عليه السلام، فالعدد غير مقنع تماما، ومصدر العدد يعتمد على الطبري، تعمد تقليل عدد الأنصار لينقل لنا رسالة مقننة إلى أن الشيعة خذلوا الحسين عليه السلام، وحاشا للشيعة أن تخذل الحسين سلام الله عليه.
الأمر الثاني يعمل الطبري على أن يعبر للناس أن الحسين عليه السلام لا أنصار لديه، لكن القضية أختصرها لنا عمر بن سعد لعنة الله عليه حين كان يخشى عامل الوقت، فهو يعرف أن الشيعة قادمون، والعدد ليس العدد المعروض في الكتب وإنما عدد الأنصار كبير.
وجريمة قتل الحسين عليه السلام، وقتل من كان معه من أولاده وإخوته وبني عمومته من آل أبي طالب الذي هم أقرب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، وجودهم بقاء للنبي صلى الله عليه وآله، فيهم من يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حين برز علي بن الحسين الأكبر عليه السلام قال الإمام الحسين عليه السلام (اللهم اشهد أنه برز إليهم أشبه الناس خلقا، وخلقا، ومنطقا، برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه)
كتب أحد كتابهم 
ـ لماذا أنتم تكررون في مقالاتكم وكتاباتكم نفس الأحداث ونفس العبارات التي قالها الأئمة وكأن لا شيء جديد يصلح؟
أرى أن مثل هذا السؤال المرعوب لأننا نتمثل بالأقوال، لأنها رأس مال الفكر الحسيني، وهذه التكرارات لأجل ترسيخ مفاهيم الطف، لا نتعامل مع الواقعة كواقعة تاريخية، حدث مضى وأنتهي، نحن اليوم مع هذا الذي نقدمه وأقوام لكم تعد العشرة من محرم عيدا.
الخطأ التاريخي الذي وقع فيه علماء الجمهور أنهم تطاولوا على المقامات الربانية التي امتلكت الرفعة والدين، والخلق السياسي والشرف، مثل هذه المقامات كيف تقارن بمن رفع الأجرام راية لخدمه السلطة والسلطان وقتل آل المصطفى دعما لعرش يزيد.
عندما تريد أن تصف شهداء أهل البيت في كربلاء ترجع إلى وصف العقيلة زينب عليها السلام في مجلس يزيد.
(وما إراقتك لدماء ذرية آل محمد صلى الله عليه وسلم ونجوم الأرض من عبد المطلب)
لو تقرأ وصف ابن عباس في كتابه إلى يزيد (الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى ونجوم الهدى وأعلام الثقة)
ما الذي يكون أكثر حداثة، من هذا الوصف وما هو الجديد الذي تطالبني به، والسؤال الذي ما طلوا به طوال تواريخهم هو كم كان عدد الشهداء من انصار الحسين عليه السلام؟
يقول الحسن البصري: قتل مع الحسين بن علي عليه السلام ستة عشر من أهل البيت ما كان لهم على وجه الأرض شبيه.
 ويقول محمد بن الحنفية عليه السلام قتلوا سبعة عشر شابا، والإمام الرضا عليه السلام يقول: قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه، لنقطف بعض الحوارات التي تكشف لنا من هم أهل البيت، يقول علي الأكبر عليه السلام (يا أبتي إذا لا نبالي أن نموت محقين، فقال له جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده) وهناك ثمره أخرى من أولاد أم البنين عليهم السلام، قالوا للشمر لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمنا وابن رسول الله بلا أمان، تأمرنا أن نترك سيدنا وأخانا وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعنا؟!
أما صفة الشهداء الأنصار فهم من القراء والمعروفين بالدين والتورع وفيهم الصحابة، قال الإمام الحسين عليه السلام أما بعد فأني لا أعلم أصحابا أوفى من أصحابي ولا أخير من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي.
وقف عمر بن الحجاج في المعركة وهو من قادة ابن سعد يعرّف الجند بأصحاب الحسين تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين.
أراد كعب بن جابر الأزدي أن يحمل على برير، قال له ابن زهير بن أبي الأخنس رادعا له، إنّ هذا برير بن حضير القارئ الذي كان يقرِئنا القرآن في المسجد، وفي صفحة أخرى من صفحات واقعة الطف عندما صاح القوم قتلنا مسلم بن عوسجة، قال شبث بن ربعي ثكلتكم أمهاتكم، تفرحون أن يقتل مسلم بن عوسجة أما والذي أسلمت له لرب موقف قد رأيته في المسلمين كريم، يوم سلق أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تنام خيول المسلمين.
المواقف كثيرة، وما عاد أحد يقدر أن يخادع التاريخ ووعي الأمة قد أزهر في محبة الحسين عليه السلام، قتل الأطفال جريمة لا تغتفر في كل العصور، قتلوا عبد الله بن الحسن وهو غلام قطعوا يده ثم رماه حرمله بن كاهل بسهم، وكان أبني مسلم بن عقيل لجآ عند امرأة عبد الله بن قطبة الطائي، فذبحوهما طمعا بالجائزة.
أحزن كثيرا حين أقرأ في الكثير من الكتب التي تصور مشهد الحسين عليه السلام وهو يطلب لرضيعه الماء من جند ابن سعد ومنهم من يوافق ومنهم من يرفض فانبرى حرملة ليحل نزاع القوم فرماه بسهم.
هذا الحدث مصور بصورة غير حقيقية، الحقيقة حسب قول ابن طاووس: ـ قال الحسين عليه السلام لزينب ناوليني ولدي الصغير حتى أودعه أخذه ومال إليه ليقبله فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم وقع في نحره فذبحه، قال لزينب عليها السلام خذيه، ثم تلقى الدم بكفيه فلما امتلأتا رمى بالدم نحو السماء، قال هون ما نزل بي إنه بعين الله، قال الإمام الباقر سلام الله عليه فلم تسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض وهذا ما ورد في كتاب الملهوف في قتل الطفوف وعدة مقاتل أخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خيري القروي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/26



كتابة تعليق لموضوع : فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net