صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الشاعر رضا الخفاجي وسرديات الذاكرة
علي حسين الخباز


  الحديث عن التجربة هو غير الحديث عن الذات، وامكانية توظيف الحوار في لقاء صحفي أجرته ملاكات مجلة صدى الروضتين الصادرة من قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة مع الشاعر والكاتب المسرحي رضا الخفاجي لتسليط الضوء على كربلاء وجوهرها الإبداعي الثقافي والأدبي والفني، وهناك رأي نقدي مهم ملخصه إن سرديات الذاكرة جمعت بين تاريخ كربلاء أدبية التعبير عن فنونها الشعرية والمسرحية،

(أنا ابن كاظم البناء الخفاجي، كان أبي أحد قراء القرآن ومع الخطيب عبد الزهراء الكعبي وهما من تلامذة محمد ابو خمرة رحمه الله، وكان شاعرًا شعبيًا مبدعًا في الأطوار الحسينية وعارفًا في المقامات النغمية ، حتى إن أطواره  كانت تسرق من قبل الكثير من الملحنين.
ابتدأ الحوار بالدكتور (هاشم الصفار)، لدينا نصوص مسرحية متقدمة فنيًا ، نصوص مبدعة كثيرة ، مع قلة تنفيذها على خشبة المسرح، لماذا يكثر الإهتمام بكتابة النصوص وتقل العروض المسرحية؟
يعد الشاعر رضا الخفاجي من رواد المسرح الحسيني فهو يبعد النكوص عن المقدرة الفنية لكربلاء والكربلائيين ويشخص القصور الحقيقي في الحصار السياسي ومحاربة المسرح الحسيني من قبل الحكومة ففي سنه 1998م اجازت لجنة المسرح العراقي نص مسرحية صوت الحر الرياحي من إخراج عقيل أبو غريب وشارك في الإشراف والإخراج الدكتور علي الشيباني ففاز العمل بمرتبة الامتياز واستقطب جمهور كربلاء و المحافظات ، مع وجود الخوف من السلطة ومنعها لمثل هذه العروض وفعلًا تعرضنا إلى عمليات استفزازية كثيرة، مثل هذا المسرح محارب حتى بالعنوان،  ولهذا سعت العتبة العباسية المقدسة لتأسيس المسرح الحسيني كهوية معترف بها اكاديميًا ، واصرار سماحة متوليها الشرعي السيد أحمد الصافي بالثبات على هوية المسرح الحسيني الفنية والروحية، وقدمت في كتابي( مازلت أسعى) الجهود المبذولة لتأسيس مكتبة نصية ومنها كتاب نظرية المسرح الحسيني،
كانت لصدى الروضتين متابعة دقيقة للمنجز، ولسيرة المبدع (رضا الخفاجي) طابع كربلائي يتمثل باتساع الثقافة وتنوع المواهب وتعدد ميادين الإبداع والتمسك بالهوية الحسينية المباركة،  الإعلامي( محمد داود )يسأل عن أصداء المسرح الحسيني الكربلائي عالميًا؟  
:ــ نحن أصحاب قضية وجانب كبير من الوثيقة التاريخية ، العتبة العباسية قدمت أعمال مسرحية ضخمة  ، وفي مهرجان (تراتيل سجادية) قدمنا مسرحًا حسينيًا بالتقنيات الحديثة ، أشاد الوفد الفرنسي بإمكانيات العرض فنيًا ،هذا يعني أننا نمتلك المسرح الرسالي والمسرح التطهيري والمسرح التطويري ، مسرحية صوت الحر الرياحي كانت ردًا على قراءة جبرًا إبراهيم جبرًا شاعر وروائي له ثقله الإبداعي كتب عن مسرحية الحر الرياحي لعبد الرزاق عبد الواحد  (إن الحر الرياحي كان خارج الهوية والإنتماء الديني) بينما تاريخيًا يبقى صوته  لنصلي كلنا خلف ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ،
الكاتب (منتظر عبد الهادي ) يسئل عن النص الذي يعتبره الشاعر هوية مميزة  فأجاب أن من أهم سمات العمل المتميز هو روح التواصل مع الهوية الحسينية والثقة بالنفس والإلتزام،
ومنجز خمسين عاما ويزيد لا يمكن أن يختصر في لقاء قصير ،عندي منجز ضخم مسرح وشعر ومستهلات الأطراف و مواكب الجامعات ، أبين لك الأقرب إلى الروح مجموعتي ( كربائيلو بيت الرب )هناك دراسة لبعثة يابانية وردت بالسبعينات من القرن الماضي وارسلت المكتشفات التي تؤكد أن منطقة الطار كلها كربلاء إلى الحدود السعودية، وهناك قول يستحضرني للمؤرخ الخالد حسين علي محفوظ (كان البابليون يحجون الى كربلاء، والاشوريون يحجون إلى كربلاء لذلك حملوا اسم نينوى وهو اسم كربلائي ليطلقوه على مدينتهم نينوى ،/ ومن أجل الإستفادة من تجارب استضافة رموز الإبداع تمتد روح الألفة عند الكاتب (منتظر العامري ) ليطلب وصايا للكتاب الشباب فكان الجواب حكيمًا
:ـ  أن الإبداع لا يحتاج إلى وصايا فهو الهام رباني وتوفيق من الله سبحانه، في مسرحية صوت الحر الرياحي وحين أعلن الحر التوبة والتحق بركب الحسين عليه السلام أستحضرني صوت العباس سلام الله عليه  وهو ينادي ( هل من عبد آخر يسلخ جلد العبد) أنا أرى في الواقعة تكمن الحداثة والإبداع المسرحي يكتب من السهل الممتنع ،ولهذا اطفئوا الكهرباء عند عرض مسرحية صوت الحر لأنهم اصطدموا بالمستويات الشمولية والنخبوية التي حضرت لمشاهدة مسرحية صوت الحر أعربت المسؤولين وهذه حقيقة 
ولأن صدى الروضتين تريد استثمار هذا الحوار، تبحث عن المعنى وعن وجهات النظر ،سؤال الكاتب (خالد الثرواني ) هل استفاد المسرح الحسيني من مسرح الشارع أم استفاد مسرح الشارع من المسرح الحسيني ؟ أجاب المبدع رضا الخفاجي
:ـ  إن مسرح الشارع الحسيني تأسس على يد المواكب الحسينية التي استطاعت أن تطور التشابيه إلى أعمال مسرحية  تقدم في المناسبات الدينية،  مسرح الشارع يكون التلاحم بين العرض والجمهور قويًا يمكن استثماره لتعمير الخطاب الحسيني مضمونًا أما إذا كان الحديث عن التقنية فهي ضمن شروط المسرحة البحث عن رؤية الكاتب ورؤية المخرج ومستوى الإبداع ،وروحية الإيمان،
وسؤال الكاتب علي طعمة بإعتبار أن الشاعر الخفاجي عاصر زمنين من المسرح الحسيني قبل وبعد 2003م لمن يرجح كفة المقارنة بين المسرحيين ؟ وهل ترك المسرح الحسيني تأثيرًا لدى المتلقي ؟
:ـ هذه التجربة علمتني حكمة كبيرة إن الشاعر الحقيقي والمسرحي الحقيقي  أكبر من السياسي لا يتأدلج  لأنه شاهد العصر، والإيمان بالعمل المسرحي هو تحدي بحد ذاته ، المقارنة صعبة بين زمنين فترة منع السلطة للمسرح هي فترة تحدي وكل شيء ممنوع متبوع . أما في زمن الحرية لا بد من ترك أثر فكري ومعنوي  المسرح العربي ولمدة ستين سنة لا يمتلك سوى عشر مسرحيات عن الحسين عليه السلام، أما اليوم في مسابقة النص المسرحي الذي أقامته العتبة العباسية المقدسة 
انجز ت مكتبة نصيىة كبيرة أكثر من ثلاثمائة نص مسرحي  وبمواصفات إبداعية عالية، ونحن هواة الهدف عندما نكتب نكتب باحترافية عالية لهذا كان التأثير واضحًا على الناس والإعلام حتى من كان يرفض المسرح الحسيني من المسرحيين الأكاديميين  انتمى إليه وبقوة ، انتهى اللقاء وأراهن انه سيبقى في الذاكرة مدى العمر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/03



كتابة تعليق لموضوع : الشاعر رضا الخفاجي وسرديات الذاكرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net