توتر العلاقات بين امريكا واوكرانيا قد يقود الى حرب عالمية رابعة
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

ان تدير امريكا ظهرها لأوكرانيا هذا أمر متوقع وغير مستغرب من امريكا بشكل عام كون امريكا دولة رأسمالية ومنظومة الفكر الرأسمالي بمختلف اتجاهاتها تقوم على تعظيم الربح المتأتي غالبا من فائض القيمة الصناعية والزراعية وهناك علاقة جدلية بين هذا الفائض والفكر الاستعماري وتوجهاته وانشطته المختلفة ففائض القيمة في سبيل ان يتحول الى ربح كبير يحتاج الى ركيزيتن وهما توفر المواد الخام اللازمة للتصنيع والانتاج باثمان رخيصة وكذلك توفر اسواق واسعة تفتقر الى السلع والبضائع وبعيدة كل البعد عن التنافس0
لذلك كانت المحصلة النهائية لفلسفة الربح استدعت من الدول الصناعية وخاصة الكبرى منها مثل امريكا الى البحث عن اراضي لإستعمارها تكون شعوبها في حالة افتقار صناعي وزراعي ومتخلفة بشكل عميق عن الركب النهضوي العالمي لجعلها اسواقا لتصريف البضائع الصناعية والمحاصيل الزراعية الأمريكيا فيها فضلا عن بيع السلاح عليها 0
وفي هذا السياق تكون او تشكل اوكرانية عبئا مرهقا للإقتصاد الأمريكي يتعارض ويتناقض تماما مع شعار الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب (امريكا اولا) فهذا الشعار لتاجر بنيات ومطور عقارات وراغب في التجارة بكل شيء ثمين ومربح يخضع كل سياق او نسق ضمن اطار فلسفة السياسة الخارجية الأمريكية الى مسألة الربح والخسارة وفي الحسابات التجارية والتي من المعروف عنها انها تقوم على تعظيم الربح تكون معطيات الدور الأوكراني في الحرب الروسية الأوكرانية صفقة خاسرة بالنسبة لدونالد ترامب 0
فهو في شعاره امريكا اولا يريد ان ارباحي انا اولاً وتعزيز الاقتصاد الأمريكي بعوامل وعناصر القوة والتنمية حتى التنمية الإجتماعية التي هي من صميم سياسة الإستعمار لأنها توفر الرفاهية والعيش الرغيد للشعب الأمريكي وعليه فإن هذا الشعار يستدعي من الرئيس الأمريكي ترامب على اقل تقدير تقليص المساعدات الأمريكية الى أوكرانية إن لم نقل يقوم بقطعها بشكل نهائي 0
ويظهر لي من مسار احداث العلاقات الثنائية الأمريكية -- الأوكرانية ان هناك مقترحات إن لم نقل إملاءات امريكية -- ترامبية على الرئيس الأوكراني زيلينسكي الإستجابة لها تتضمن منه اعتماد تنازلات من قبله تتمحور حول التنازل لروسيا عن الأراضي التي احتلتها روسيا قبل غزو أوكرانية مثل شبه جزيرة القرم والأراضي التي استولت عليها روسيا بعد الغزو من ألأراضي الأوكرانية لضمان تسوية للحرب بين روسيا واوكرانية باشراف ووساطة امريكية ويظهر أن الر ئيس الأوكراني رافض ذلك 0
اضافة الى رفضه خطة الرئيس ترامب في وجوب وضع المعادن الثمينة في اوكرانية تحت تصرفه بشكل خاصي فترامب ليس تاجر عقارات بل في كل شيء ثمين يدرُّ ارباحا فهو رجل اعمال متعدد المواهب والإتجاهات والإهتممات لذلك يضغط على زيلينسكي من اجل استحواذه على ثروات اوكرانيا الثمينة 0
غير أن الرئيس الأوكراني رفض قبول المقترح الترامبي كما رفض تسليم خيرات بلاده الى ترامب للتحكم فيها امريكا وقد ادى ذلك الى اثارة غضب وامتعاض ترامب منه بشكل خاص مما نتج عنه الى إزدراء ترامب لزيلينسكي وبدأ باطلاق تهديداته البهلوانية ضده من أنه لا يستحق ان يكون رئيس دولة ولا بد من تغييره والأسوأ من هذا صرح ترامب بأن أوكرانيا ليست دولة ولا توجد هناك دولة اسمها أوكرانية 0
وزبدة مخض القول ان هذا التصريح يثير فيه ترامب رغبته الى انه سيبتلع اوكرانية او انه سيتعامل بشأنها أثناء المفاوضات مع روسيا حول امكانية إيقاف الحرب التي لا وجود فيها لوفد اوكراني برإسة زيلينسكي اوأي مسؤول أوكراني آخر وهذا تنفيذ ترامب لموقفه من اوكرانيا بأنها ليست دولة وقد يجعلها الولاية الأمريكية الــ 52 بعد كندا 0
هكذا ستكون صورة العلاقات المستقبلية بين أمريكا مع أوكرانيا وفق المنهجية السياسية واساليبه الدبلوماسية تجاه دول العالم الأخرى والتي تنذر بأنَّ العالم مقبل على حرب رابعة لأنني اعتقد ان حرب بين غزة بين الفلسطينيين واسرائيل هي الحرب العالمية الثالتة فقد شاركت فيها من جهة اسناد ودعم اسرائيل امريكا والدول الأوربية ومجهة دهم واسناد المقومة الفلسطينية شارك فصال المقومة العراقية وايران واليمن ولبنان ممثلا بحزب الله 0
فعدد كبير من دول العالم وشعوب الأرض وأممها يرفض الوصاية الأمريكية عليها ويتقاطع بشدة مع الإملاءات الترامبية الفوقية المزدرية للآخرالتي ستؤدي في المستقبل القريب الى حرب بين الدول الاوربية وامريكا ثم الى الحرب العالمية الرابعة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat