صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

الدور الثالث سيسهم في تدمير التربية واسقاط التعليم العالي
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صدق من قال إن السياسة إذا دخلت إلى مكان وفي كل اختصاص دمرته وأفسدته، وهذا ما حصل لدينا بسبب صراعات الكتل السياسية ومن يمثلها من وزراء في تخصصات متعددة تجدها تتناحر بدلا من إن تتكامل وفي النهاية يدفع ضريبة هذه الخسارة الجسيمة الشعب العراقي من مستقبل أبنائه .

فما حدث مؤخرا وتحت شعارات الرأفة بالطلبة ومحاولة مساعدتهم من خلال ابتداع الدور الثالث للصفوف المنتهية في الاعداديات والذي كان يهدف إلى تخريج اكبر عدد من الطلبة في تاريخ العراق في محاولة من وزير التربية ،محمد تميم ، وكتلته العراقية الهادفة لإسقاط دولة القانون وإفشال وزيرها علي الأديب في التعليم العالي ، حيث ساهمت التربية هذا العام بتخريج أكثر من 38 ألف طالب في الدور الثالث تهيأت لهم أجواء الغش الامتحاني بكل أشكاله والدليل هو هذا الرقم الكبير من الخريجين والدرجات التي لا تتناسب مع مستواهم في الدورين الأول والثاني .

فقد اكتشفت وزارة التعليم العالي بأنها أمام مؤامرة حقيقية لإسقاطها واظهارها أمام عشرات الآلاف من الطلبة وأسرهم بأنها عاجزة عن استيعابهم في جامعاتها وكلياتها ومعاهدها ، وهذه اللعبة السياسية هي لعبة انتخابية بامتياز، ولذلك فإن رد فعل وزارة التعليم العالي، للتخلص من هذا الإحراج السياسي والإنساني، جعلها تفكر باتخاذ إجراءات لاستيعاب هؤلاء الطلبة من خلال التوسع في القبول عبر خطة طوارئ مع إيقاف إجراءاتها الهادفة إلى تحسين وضع التعليم العالي نوعيا وفق خطط تهدف إلى تقليص الدراسات الإنسانية غير الضرورية وإيقاف بعض التخصصات والدراسات المسائية التي أدت إلى انخفاض جودة التعليم العالي للسنوات السابقة .

وأدى تدفق هذه الأعداد الهائلة من الطلبة إلى حالة إرباك في كل الجامعات العراقية حيث ستظهر آثاره الخطيرة في الأيام والسنوات القادمة فليس من المعقول لأية وزارة تعليم عال في العالم إن تستوعب كل الطلبة وتتخلى عن المعايير ومواصفات الجودة والمفاضلة والصحيح أيضا بأنه ليس من المعقول إن تتساهل وزارة التعليم العالي إلى أقصى حد وتكون كريمة جدا بقبول أدنى المعدلات ومنحهم (5 ) خمسة درجات إضافية بدون استحقاقات. وليس من المعقول أيضا إن تكرم الوزارة الكسالى والفاشلين والمرقنة قيودهم لمرات عديدة بمن فيهم من ارتكب مخالفات متطرفة وصدرت بحقهم عقوبات انضباطية لسوء أخلاقهم وتصرفاتهم وآخرين جاهروا بالغش والتزوير، وهذه لعمري مكرمة غير مبررة بل هي عملية ستسهم بإسقاط هيبة التعليم العالي وستسخف كل الإجراءات الانضباطية والتربوية والعلمية التي تعتمدها الجامعات في تربية الجيل وترصين مستواه العلمي .

وأخيرا نقول لأصحاب الشأن فكروا بحلول عقلانية وعادلة لحل مشاكل الطلبة ليس بدوافع سياسية وردود فعل غير محسوبة وإنما بطرق علمية لا تسفر عن إيجاد مبررات لتكريم الفاشلين والمتخلفين دراسيا حيث سيؤدي هذا الأمر لإشاعة ثقافة البحث عن المكرمات والنجاح والتدرج بالاعتماد على الثمرات التي يقطفونها بدون جهد واجتهاد وإنما حصيلة للصراعات السياسية ومحاولة استغلال هذا الظرف للكسب الانتخابي على حساب العلم والتعليم في العراق الجديد .

واختم بملاحظة مهمة إلى كل الذين يعتقدون بان الذي طرحناه في هذا المقال مبالغ فيه فإننا ندعوهم لدعوة مؤسسة استطلاعات رأي عام أكاديمية ومستقلة لأخذ آراء المتخصصين في الجامعات والمؤسسات التربوية وآخرين لهم علاقة بهذا الأمر، حيث ستظهر النتيجة ان الأغلبية الساحقة ترى ان هذا الذي حدث هو جريمة بحق التربية والتعليم العالي وتعده من الكبائر ومن الإشارات الخطيرة التي ستحرق كل الآتي لتقاطعها مع مبادرات إصلاح المدارس والجامعات .

firashamdani@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/17



كتابة تعليق لموضوع : الدور الثالث سيسهم في تدمير التربية واسقاط التعليم العالي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net