صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

بغداد مدينة المتسولين ..!
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نجح عادل امام في تسويق فيلمه المتسول بشكل لافت في فترة ذهبية من تأريخ السينما المصرية ، وناقش قضية مهمة تتعلق ببنية الدولة والمجتمع ، حيث أخذت ظاهرة التسول تتحول إلى ثقافة ينزاح جهتها كثر من الناس ممن يستسهلون طلب المساعدة من الآخرين دون أن يكلفوا انفسهم جهدا ، ومنهم من يراها وسيلة للتربح دون عناء ، بينما أستغل البعض من ضعفاء النفوس وجود الأطفال الصغار وشكلوا منهم مجموعات تجوب الطرقات وتحتل الشوارع والتقاطعات ، والبعض منهم يحمل علبة ويرش الماء على زجاج السيارات ويطلب المال ، ومنهم من يذهب الى الأسواق والمراكز الدينية والتجمعات السياحية  ، عدا من يطرق أبواب البيوت وهناك من لم يجد عملا فيتخذ التسول مهنة بل إن الكثير من هؤلاء يمتلك عائلة ولديه أهل ولكنه يذهب هذا المذهب في طلب المال من الشارع .

 

أخذت هذه الظاهرة تتسع وتنتشر بسرعة البرق في العراق مع تزايد حالات الفقر والفوضى الأجتماعية ، وعدم وجود رؤية إقتصادية واعية لتخفيف العبء عن الفقراء والباحثين عن العمل وخاصة في السنوات الأخيرة التي تصاعد فيها رقم المتسولين بشكل مخيف ومقلق للغاية ، ولم تنجح أي ممارسة حكومية في تقليل عدد هؤلاء او الحد من وجودهم أو سجنهم أو توفير ملاذات لهم خاصة ، وإن ظاهرة العنف الأسري والارهاب والفساد كانت عوامل أساسية في شيوع الظاهرة ومع انتشار الأمية والفقر والبطالة وغياب القانون وزيادة أعداد الأيتام والأرامل والمطلقات ، فأن من الصعب التأكد من نجاح أي حل في هذا الأتجاه .

 

قائد شرطة قام بجمع بعض من المتسولين  في أحد شوارع بغداد  ، وكانت النتيجة صادمة فبعد أن قدم عناصر الشرطة الطعام والشراب لمجموعة كبيرة ضمت نساء وأطفال طرح المسؤولين عليهم العديد من الأسئلة وكان أحدهم يمتلك عائلة ووالده يعمل في في أحدى دوائر الدولة ويحصل على مرتب جيد بينما تم إستدعاء والد إحدى المتسولات وكانت شابة وظهر أنه رجل في كامل الأهلية والصحة ولديه أسرة وقد سأله الضابط عن سبب قيام إبنته بالتسول وهي شابة خاصة وإنها معرضة للأنحراف والأغتصاب فكان التهرب جوابه مثل آخرين معه حضروا ليتسلموا أبناءهم المتسولين ، وهناك المئات من المتسولات وبالذات من دولة مجاورة ، ويتحدث لنا أغلب أصحاب مكاتب الصرفة بأن ظاهرة التسول أصبحت مهنة تجارية مربحة جدا ، والدليل مجيء أغلب المتسولين والمتسولات الى مكاتبنا لغرض إحالة أموالهم التي جنوها من التسول من العملة العراقية الى الدولار أو تحويلها من فئات صغيرة من عملتنا الى فئة ال 25 ألف وبأرقام صادمة وبشكل يومي  . 

 

في ظل غياب الرؤية وإنعدام الحلول وإنتشار مظاهر سلبية صادمة يصعب التكهن بإمكانية قيام السلطات بحل مشكلة التسول والفساد وهي تعاني من مشاكل كبرى حيث تظهر الحكومة وكأنها رجل يتلقى الصفعات من كل جانب ومن أكف لا تحصى ولا تعد ، لكن ليس لنا سوى أن نخاطب تلك السلطات لتفعل شيئا قبل أن تتحول بغداد الى مدينة للمتسولين بعد أن أصبح العراق دولة للفاسدين  .

 

 Firashamdani57@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/17



كتابة تعليق لموضوع : بغداد مدينة المتسولين ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net