صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

" عساها ابختكم"
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنت اشاهد التلفاز وتحديدا اتابع قناة الحرة عراق منتظراً الساعة الثامنة لاتباع اخبار العراق اليوم الذي اعتدت اشاهده منذ انطلاقة هذه الفقرة لكونها تحمل ما يحدث في العراق كل يوم و ولكن هذه المرة ادرت القناة قبل موعد الاخبار فشاهدت برنامج تحقيق حول موضوع مهم ومنسي بنفس الوقت في العراق وهو موضوع " النباشة " والعتاكه ً .
النباشة لمن لا يعرفهم هو مصطلح اطلق على الذين ينبشون النفايات واكوام القمامة ويستخرجون علب العصائر والمشروبات الغازية وبعض المواد البلاستكية من اكياس وصناديق خضر وما الى ذلك , والعتاكه هو مصطلح يطلق على الذين يشتغلون في بيع وشراء العتيك والذين لهم نغمة خاصة دائما يرددونها " عتيك للبيع " .
التحقيق هذا او التقرير الذي شاهدته - رغم اني لَحِقتُ ان اشاهد نهايته والتي كانت لقاءات مع بعض العاملين في هذا المجال – اشار الى ان ما يقارب 50 الف عائلة تعتاش على هذه المهنة البائسة اي ما يقارب 300 الف نسمة من نسمات العراق تعمل في هذا المجال المذل .
لقد شاهدت الالم والمرارة على وجوه المتحدثين وفي عباراتهم فتحدث مجموعة من العاملين في معمل اهلي لتدوير او (ثرم) النفايات وكانوا من عدة محافظات واكثرهم بل كلهم من ابناء المحافظات الغنية والبائسة في غناها اعني محافظات الجنوب .
تلك المرارة اطلقها المتحدث الاخير وهو من اهالي محافظة ذي قار قضاء قلعة سكر ذلك القضاء الغني جدا بآثاره التاريخية وبنفطه وحقله الذي تعمل فيه الشركة الاستثمارية بتروناس الماليزية لقد قال هذا الشخص " أين النفط لقد حدثت عدة هزات ارضية في مدينة القلعة وكان السبب هو حركة النفط في هذه المنطقه " واضاف هذا العامل المسكين " الله شاهد لا يمكنني ان اشتري شبس او عصير بربع (250دينار عراقي) وكلما قدمت تعين في مدينتي لا يقبلون بي لأني ليس عندي شهادة وهناك تعيينات لابد ان تدفع رشوة مقابل الحصول عليها " نعم اوجز هذا المسكين الصورة المأساوية ومدى البؤس الذي تعيشه الطبقات المسحوقة في العراق دون ان تحرك الدولة ساكناً لإحداث قفزة نوعية في الرقي بالمستوى المعاشي لأبناء البلد علما ان نفس التقرير اشار الى ان نسبة الفقر في العراق تبلغ 59% وهي نسبة ثابتة منذ عام 2009 .
ومع استمراري بمتابعة البرنامج وتفاعلي مع ابن القلعة اندهشت واخذني الارتجاف حينما اختتم كلامة بكلمة تهز كيان الاحساس والمشاعر وتعكس مدى الحنق والسخط على الحكومة حيث اختتم كلامه بدعاء على الحكومة بقوله " عساها ابختكم " ولعمري ما فعلته هذه الكلمة بي وارسلت في نفسي الافكار والتفكير افكر بهؤلاء السياسيين الخائنين الذين اوصلوا الشعب الى هذه المرحلة وأتساءل في داخل نفسي ايها السياسيون كيف تلقون الله عز وجل وانتم ظالمون لهذا الشخص وامثاله , كيف تنامون الليل وفي بلدكم جياع , كيف تبتسمون وتضحكون وهناك ايتام لا عهد لهم بالابتسامة .
أَ تدرون ايها السياسيون ان دعاء هذا الشخص لا يرد فهو مظلوم ومحروم ومسكين , ودعاء المظلوم مستجاب حتما , انه يدعو عليكم وعلى بختكم واكثركم يعرف معنى هذه الدعوة .
هذه رسالة مفتوحة لكل من يملك زمام الامور من المسؤولين الحكوميين من رئيس الحكومة الى الوزراء ووكلائهم ان يتمعنوا في هذا الدعاء وكم من شخص يدعو عليكم ليلا وانتم نيام . فاحفظوا بختكم وانصفوا شعبكم .
16/7/2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/17



كتابة تعليق لموضوع : " عساها ابختكم"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net