صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

الشعب يريد العنب !
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد أثبتت تجارب الشعوب وفي مختلف ميادين التحرر وعلى مر العصور وبما لا يدع مجال للشك أنه وحين تثور مطالبة بحقوقها فلا رياح عاتية او قوى غاشمة تستطع أيقافها او تحول دون أنتصارها وتحقيق اهدافها ولو بعد حين …..
فثورات الشعوب لم تقم يوماً من باب النزهة او الترف السياسي بل والجميع صغيراً كان أو كبير ، متعلم أو مثقفً أو جاهل ، يدرك أن الثورات هي طموح عظيم وأصرار شعبي على تحقيق أهداف نبيلة نحو الاستقلال والكرامة والحرية ….
واذا كانت الثورات الشعبية قد قامت في كثير من البلدان لتحقيق اهداف منطقية كما أسلفنا الذكر،ولنيل حقوق منتهكة سواء كانت مسلوبة عبر المحتل او من خلال سلطة فاسدة ، فالامر لم يكن وليد صدفةً أو لمرة واحدة ، بل احتاج ولاشك لفترة زمنية ،تراكمت فيها الخبرات والخطوات العملية وأستحضرت فيها الهمم وتوافرت لها الشروط الموضوعية والذاتية بشكل كفل لها النجاح والديمومة …..
واذا اعترفنا بهذا النهج المنطقي المطلوب لنجاح أي ثورة، فيحق لنا القول أن ثورة الشباب الفلسطيني في عموم الوطن جعلتنا امام معضلة تحليلية كبرى استحى كثيرين في تحديد أسباب فشلها !
فالثورة الشبابية بقطاع غزة وليسمح لي القارئ ان أعتبرها شكل من أشكال الانتفاضات الضعيفة الواهنة،حيث لم تستمر الا لساعات معدودات وقد فشلت مع الاسف الشديد ليس لقوة البطش الذي جوبهت به وحسب وأنما ايضاً لضعف مقوماتها وسوء ادارتها ، ناهيك على عبث التنظيمات والاحزاب الفلسطينية على منابرها ومحاولتها وأظنها نجحت في تبوء صدارة الموقف واستلام زمام الامور  !
فهذه التنظيمات سرعان ما خرجت بعباءة أن الحل قادم وأن إنهاء الانقسام قد بات قاب قوسين او ادني وأن الرسالة قد وصلت وأخذت تمطر الشباب الغزي بالخطابات الرنانة وبدأت في توجيه دعوات الزفاف لحضور حفل الوحدة الوطنية من فوق منبر ساحة الجندي المجهول لايهام الجميع أنها جادة وأن الاهداف واحدة وأن أختلفت الرايات !!
أننا نقدر ونثمن عالياً خطوة شباب 15 آذار ونعلم جيداً ،أنهم لهذه الاسباب أو تلك قد أستكانوا أو أحبطت معنوياتهم بعد أن تعرضوا للعذاب والقمع و القرف مما سمعوه من الوعود الكاذبة والكثيرة ،و أن تركهم الساحة للتنظيمات لترقص على لحن وايقاع منفرد سيمفونية النفاق السياسي لهو ذكاء فطري  !
ولكننا من حقنا أن نطرح السؤال….. هل هذا هو ختام الحفل أيها الشباب الوحدوي المنتفض أم أنها الخطوة الاولى ؟!
لقد نجحتم في زراعة العنب على تراب ساحة الكتيبة فهل تتركوا عناقيده لتزبل أو تصبح حباته بطعم الحصرم ؟!
ختاماً …… لقد آن الاوان وبعيداً عن النفاق الاعلامي والمصالح الحزبية والفئوية الضيقة ،أن تفتح غزة ذراعيها بكل الحب والجدية للقائد والرجل الحكيم الرئيس أبومازن ،ومبادرته الوحدوية الخلاقة نحو لم الشمل ،ولثبت بعدها صناديق الاقتراع أننا قوم يحترمون الديمقراطية ولا يهوى بعضنا مقاتلة الناطور ، وأن فينا من يستحق حمل الامانة وبجدارة لتحقيق حلم هذا الشعب ….


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/26



كتابة تعليق لموضوع : الشعب يريد العنب !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net