صفحة الكاتب : امل الياسري

أمريكا وخطة كراسوس
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمتلك عدة عربات لسقاية سكان الأحياء الفقيرة في روما, رجل كان الجميع يهرع اليه في حال العطش, أو في حالة حدوث الحرائق, ليساعدهم في إطفائها, ولكنه كان يشترط شراء المنازل المحترقة بثمن بخس, قبل الشروع بالإطفاء, وبهذه الطريقة الإنتهازية, إستولى على عشرات المنازل, وصار عنده فرقة لإطفاء الحرائق مكونة من (500) رجل بكامل تجهيزاتهم, وهذا الرجل أسمه لينوس كراسوس. 
إشعال فتيل أزمة في بلد ما, لا يحتاج من أمريكا سوى حرب أهلية صغيرة, يتصاعد دخانها شيئاً فشيئا,ً ومن ثم ستكون هذه الحرب, بداية لفقدان الإستقرار الأمني وهنا تبدأ شرعنة التدخل الأجنبي لتدارك الأزمات, والذرائع موجودة, وهي الحفاظ على الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب والتطرف, وهذا ما قامت به أمريكا, بعد أن غذت الصراع الطائفي والقومي بين مكونات العراق, والمحصلة السيطرة على منابع النفط بشتى الطرق, فهي تغذي حروباً مزاجية للحفاظ على مصالحها. 
إستمرار الصراعات بين الأطراف المتنازعة وبقائه على قيد الحياة, يؤدي الى الإقتتال والسيطرة على المناطق النفطية لشراء الأسلحة, فالحرب تستمر طالما يستمر تدفق النفط ,فكأن أمريكا تقدس النفط كإله, رغم أنها لا تعرف المقدسات, ولا تؤمن بالخالق. 
دعم وتمويل الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح من جهة, ومحاربة هذه الجماعات بالشعارات والتصدي لها من جهة أخرى, هي مسرحية هزيلة, حيث تتفاخر أمريكا بنموذجها الأقتصادي في العالم, والدليل أن التفاخر يسبق السقوط دائما, ولكن من ينصب نفسه قائداً على العالم, ويقلب الموازين ويكيل بمكيالين, لن يصمد في البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة, ولن يجد له ولياً ولا نصيراً.
كراسوس وأمريكا وجهان لعملة واحدة في التعاطي مع الأزمات, التي تعصف بالعراق فهي تشتري الذمم لمصلحتها, وتعطل المساعي الرامية, لتصحيح المسار السياسي والإقتصادي, لكي تطيل مدة تدخلها, وتمرر مخططها التآمري, وتستنزف موارد بلدنا تحت عناوين مكافحة الإرهاب والتكفير, وكأنها خفاش للصدى يهمس: مزيداً من الموت والدما, لتعيش نمواً ضخماً غير مبرر يملأ سقوف الكهوف, بحجة حماية الحضارة تحت الأرض, وتمارس لعبة العقل والنقل بين العملاء والعقلاء والرؤساء. 
سأقول ما أريد قوله بأقل عدد ممكن من الكلمات :العادات السبع لأكثر الناس غدراً وبغضاً: الخوف من التغيير, والتشكيك بالنوايا, والطمع والحسد والغيرة, والطائفية وإثارة الفوضى. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/10



كتابة تعليق لموضوع : أمريكا وخطة كراسوس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net