صفحة الكاتب : محمد المبارك

السيدة زينب (ع).. الشخصية والخصائص
محمد المبارك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جرى اسم زينب على الألسن واشتاقته الأرواح وعشقه المحبون وكل ذلك بعد أن تسمت به الطاهرة بنت الطاهرين والطيبة بنت الطيبين مولاتنا زينب بنت أمير المؤمنين ( عليها أفضل صلاة المصلين).  
ويكاد اسم زينب أن يتصدر الاسماء بعد اسم أمها (( فاطمة)) وألقابها ، مثل (( الزهراء)) و ( بتول) وما ذلك إلا تعلقا بحبها وتيمنا باسمها ( عليها السلام). 
وقبل الولوج في شخصيتها وفضلها ومقامها لابأس بالتعرف على المعنى اللغوي لاسمها وبعض ما تتصف به صاحبة هذا الاسم. 
قال صاحب لسان العرب ( قال ابن الاعرابي : الزينب شجر حسن المنظر طيب الرائحة وبه سميت المرأة وواحد الزينب وللشجر زينبة )(1). 
ومن صفات حاملة اسم زينب :- 
( معطاءة وتحب فعل الخير، جريئة في قول الحق ولا تخشى في الله لومة لائم ، وتحب بيتها وزوجها وتتفانى في خدمتهم )(2). 
هذا في مجمل من تسمى بزينب أما لو تكلمنا عن مميزات وصفات وخصائص مولاتنا زينب ( عليها السلام) فهي كثيرة ذكر جملة منها السيد نور الدين الجزائري في كتابه القيم ( الخصائص الزينبية) ، نذكر هنا جملة منها بشكل مختصر:- 
1-   (كونها صدّيقة      2- معصومة عصمة صغرى لأنها هذّبت نفسها وروضتها على العبادة والتقوى. 
3- أنها من الأولياء     4- أنها عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة.
5- كونها نائبة الزهراء ( عليها السلام). 
6- كونها شريكة الحسين ( عليه السلام). 
7- الفصيحة البليغة ، وقد ورثت البلاغة عن جدها وأبيها وأمها ( عليهم السلام). 
 8- أنها الكاملة الرشيدة.
9- أنها ممن نال مقام الرضا والتسليم.
10- أنها من المقربين )(3).
إلى غير ذلك من الصفات التي عدّها السيد حيث ذكر أكثر من أربعين خاصية من خصائصها ( سلام الله عليها).
وامرأة هذه خصائصها وصفاتها حقا لها أن تكون نعم الأخت للرجال الاوفياء وأي رجال ، الرجال الذين أختارهم الله لتأدية الرسالة والقيام بها والدفاع عنها كالإمام الحسين (عليه السلام) فقد كانت بينها وبينه علاقة لا يمكن وصفها أو الحديث عنها في وريقات أو بضعة أسطر ولكن نذكر اليسير منها من باب مالا يدرك كله لا يترك جله. 
فالعلاقة بين الامام الحسين والسيدة زينب (عليهما السلام) علاقة إمام معصوم بأخته الحانية الرحيمة والذي يعلم هو أنه سيقتل وهي ستكون المناصرة له ولثورته بكل المعطيات والامكانيات فإذا كانت تعلم هذا فكيف ستكون العلاقة بينهما منذ ذلك الحين وحتى قيام الثورة؟
يقول صاحب الخصائص الزينبية ( كانت المودة بينهما لم يأت أحد بمثلها بعد جدهما وأمهما وأبوهما حيث أن السيدة زينب (ع) منذ ولادتها وفي طوال أيام رضاعها كانت وبصورة محسوسة في المهد ساكنة هادئة مادام كان أخوها الإمام الحسين (ع) عندها فإذا غاب عنها صرخت وبكت )(4).
وتبقى هذه العلاقة بين الأخوين حتى مع الكبر لتتأصل وتبقى هذه السيدة الجليلة محل احترام أخيها المعصوم لتدخل عليه ذات مرة وهو يقرأ القرآن ليضعه جانبا ويقوم لها إجلالا (5). 
ونقف عند كربلاء وبالتحديد عند مصرع سيد الشهداء (ع) لنراها تنادي ( وأخاه وسيداه وأهل بيتاه ليت السماء انطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل ، ثم تنعطف نحو المعركة حتى إذا انتهت إلى جسده أخذت ترفع ذلك البدن الشريف بعد أن وضعت يديها تحته لتقول : اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان)(6).
لنعلم من النص مدى علاقتها بأخيها وكيف حبها لربها لتقدم أغلى محبوبا لأغلى معشوق. 
ولا يبقى لنا إلا أن نمر ولو على النزر اليسير من أقوال الأئمة والعلماء في هذه المرأة العظيمة:- 
فقد قال الإمام السجاد (عليه السلام) في حقها ( أنتِ بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة)(7)
وقال الشيخ الصدوق(رض)( كانت زينب لها نيابة خاصة عن الحسين (ع) وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى بريء زين العابدين)(8).
وقال خير الدين الزركلي ( كانت ثابتة الجنان ، رفيعة القدر ، خطيبة ، فصيحة ، لها أخبار)(9) 
ومثل هذه المرأة العملاقة العالمة المحدثة المفسرة الجليلة سليلة بيت النبوة والرسالة عجبا أن تكون خاتمتها بالحزن والسبي والاضطهاد من زمرة وطغمة فاسدة من شذاذ هذه الأمة حالها حال أمها بنت رسول الله ماتت مضطهدة مظلومة حتى اختلف في وفاتها زمانا ومكانا فقد رجّح البعض منهم بأنها دفنت في دمشق ورجّح البعض الآخر بأنها دفنت في القاهرة ، (أما من حيث الزمان فقد قيل بأنها توفيت في 15 رجب عام 62من الهجرة)(10).
وقال فريق آخر بأنها توفيت في 15 رجب عام 65من الهجرة(11). 
في نهاية المطاف نسأل المولى الكريم بأن يعيننا على استلهام العبر وأن تكون سيرتها نبراس لنا نستضيء به وأن تكون خير من توّج الحسنات والدرجات الصالحة لنا في مولدها المبارك. 
 
(1)- الافريقي ، ابن منظور – لسان العرب ج6 ص 88- دار إحياء التراث العربي – ط\ 3 – بيروت \ لبنان. 
(2)- موقع ثقف نفسك على شبكة الانترنت. 
(3)- السيد الجزائري ، نور الدين – الخصائص الزينبية ص 30- 81 (( بتصرف))- انتشارات الشريف الرضي – الجمهورية الاسلامية الايرانية. 
(4)- المصدر السابق : ص 239 – 240
(5)- دخيل ، محمد علي محمد – أعلام النساء ص 306 (نقلا عن تحفة العالم ج1 ص 231) – ط\ 1 ، 1422هـ - 2001م – دار الهادي – بيروت\ لبنان. 
(6)- المصدر السابق ص 284 ( نقلا عن زينب الكبرى ص 75). 
(7)- المصدر السابق ص 312 ( نقلا عن زينب الكبرى ص 34). 
(8)- أعلام النساء ص 313 ( نقلا عن زينب الكبرى ص 35). 
(9) الزركلي ، خير الدين – الأعلام ج 3 ص 66- 67 – دار العلم للملايين – ط\ 12 ، 1997م. 
(10) – زميزم ، سعيد رشيد – نساء حول الحسين (عليه السلام) ص 38 – ط\ 1، 1432هـ - 2011م – دار الجوادين (عليهما السلام). 
(11)- مغنية ، محمد جواد – مع بطلة كربلاء السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) ص 90 – دار التيار الجديد – ط\ 5 ، 1412- 1992م – بيروت \ لبنان. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد المبارك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/27



كتابة تعليق لموضوع : السيدة زينب (ع).. الشخصية والخصائص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net