صفحة الكاتب : قيس النجم

الإصلاح الحقيقي يبدأ بتهديم الدولة العميقة!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يرى الطغاة، أن صنع سجن كبير للشعب أمر سهل، معتقدين أنه المكان الوحيد لضمان جبروتهم، غير مدركين لحقيقة كبرى وهي طاقة السجين الحر التي لا تنضب أبداً، وتمثل سر خلوده في الحياة والممات، على أنه مجاهد من الدرجة الأولى، ويكتسب الدرجة القطعية في الولاء والعقيدة، خصوصاً مع تناغمها لمبادئ القضية الإنسانية العظيمة، في الحرية والكرامة،  فالأمر بغاية الروعة، وهذا ما يراه الأحرار في البحث عن حريتهم الحمراء، رغم وجود مَنْ يبرر للطغاة جبروتهم، وسطوتهم، وقمعهم بحجج واهية.

 ليس كل ما تراه أنت، يكون بالضرورة مقبولاً عند الآخرين، وهذا أمر طبيعي، لكن هل سينطبق الأمر نفسه على البرلمان العراقي؟ وهو يعيش فوضى سياسية، لم تحدث في برلمانات العالم، فهم ممثلون عن الشعب دون شك، ومع ذلك لا يحق لهم التصرف باسمه! فالشعب يطالب بالأمن والخدمات، وهم يعتصمون بغية إقالة الرئاسات الثلاث، وما ظهر جلياً وواضحاً للعيان، أن البرلمانيين في واد، والشعب في واد آخر.

البرلمان العراقي ليس منطقة حرة مفتوحة للنزاعات، بل هو مدينة حية تنبض بالقوانين والتشريعات، التي من المفترض أنها تصب، في صالح مَنْ يعيش على أرض العراق، وتحت سمائه، ولكن ما شاهده العراقيون على شاشات التلفاز، أمر مثير للإشمئزاز، فظهرت علامات واضحة على الخراب والفوضى داخل قبة البرلمان، التي يجب إحترامها، لكونها رمز لشعب العراق العريق، وليس للساسة.

إن أذكياء الساسة، تجاهلوا أمر الفوضويين من النواب، وسامحوا وطالبوا بعقد جلسة شاملة، للمضي بالإصلاح والتغيير الوزاري، وتحت ضغط الجماهير المنتفضة، لكنهم واجهوهم بالرفض، لأسباب لا تخدم المواطن البسيط، الذي خرج ثائراً من أجل العيش الكريم، وذلك لأن الساسة الممثلون عن الشعب، يبصرون تحت أقدامهم فقط، ولا ينظرون لوضع العراق الجريح، عن يمينه، وشماله، وتحته، وفوقه.

أما بالنسبة للمنطقة العربية، فأنها ترى التجربة البرلمانية العراقية،  تجربة واعدة، ومن أهم التجارب السياسية في المنطقة، حيث الدستور والقانون، والنظام والحوار، والتوافق والشراكة، وغيرها من مصطلحات عالم السياسة الممكن تحقيقها، لمصلحة الوطن أرضاً وشعباً، ولكن ألا ينظر البرلمانيون ما فعلوه طيلة الأسبوعين المنصرمين، من مسرحية بائسة، تزعمها فاسدون فاشلون وبإمتياز؟ دون أن يتفقوا على ماهية الإصلاح، وما هو مطلوب منهم، في هذه الفترة الحرجة، التي يمر بها البلد؟

ختاماً: الإصلاح الحقيقي قلناه، ونعيده ألف مرة عسى أن يفهموا معناه، وهو التغيير الجذري للوجوه الفاسدة، ومحاسبتها، وتهديم الدولة العميقة التي أسسوها، من قبل زمرة من الفاسدين، حين تسنموا مناصب، بدءاً من مدير عام، وهيئات مستقلة، الى وكيل وزير، فصنعوا عصابات منظمة وحيتان، لسرقة أموال الشعب، وأصبحوا بنياناً مرصوصاً أسه المال الحرام، أحدهم يحمي الآخر ويتستر عليه، فعند محاسبتهم سيتهدم بنيانهم، وتُقص أجنحة الأحزاب، والوزراء الفاسدين، وستكون الوزارة نقمة عليهم، وليس نعمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/02



كتابة تعليق لموضوع : الإصلاح الحقيقي يبدأ بتهديم الدولة العميقة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net