صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الارهاب صنعته دول وتتهم اخرين به
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما من شك ان الانتصارات العراقية على داعش سوف تمثل طفرة نوعية وخطوة عظيمة ،و التصدي للجماعات الإرهابية سيكون عنصراً رئيسياً مكملاً للحل السياسي الشامل الذي يراد أن يتحقق في المنطقة ولاكنها لا تضع نهايةً لتهديدات الإرهابيين، والتي تقلق العالم أجمع . فنحن في حاجة إلى القوة الذكية لهزيمة الإرهاب، القوة الذكية هي القادرة على جمع القوة المسلحة في الجذب والإقناع. كما هناك حاجة إلى القوة الصلبة لقتل أو اعتقال الإرهابيين المتشددين، لأن عددا قليلا منهم فقط قابل للجذب أو الإقناع. وفي الوقت نفسه، هناك حاجة إلى القوة الناعمة لتحصين من يحاول المتشددون تجنيدهم. الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب الى اراضيه كما شاهدنا بعض تلك الممارسات في بلجكا وفرنسا والمانيا وانكلترا ، والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراماتيكية بملف مكافحة الإرهاب غربياً، ولكن هذه المهمة ليست سهلة وستكون لها نتائج دموية وآثاراً سلبية كبرى على تلك المجتمعات بعمومها، و تتحمّل للاسف اليوم نتائج دعم ساستها وحكوماتها للإرهاب في المنطقة العربية، ومع كلّ هذه التطورات سننتظر المرحلة المقبلة، لأنها ستحمل الكثير من المفاجآت الكبرى بملف مكافحة الإرهاب غربياً ويبقى الخطاب السياسي العربي المتصاعد عن وجوب ” مكافحة الإرهاب ” ضد هذه الجماعات أحيانا ليس إلا وهم ولم تمارسه على الإطلاق وهي خطابات ذات اهداف سياسية يقصد بها تعزيز أحادية الممارسة و التخلص من المعارضة. و يجدر أن تذهب إلى أعمق من ذلك و تتسائل عن ماهية هذا الإرهاب المقصود ، لان فهم معنى الإرهاب يرسم معالم محددة لكيفية مكافحته ، ولان خلف هذا الإرهاب دول وأجهزة مخابرات. وقد أشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون هما من صنع "داعش"، حيث كانت الصورة واضحة أن السياسة الأميركية تميل إلى "تشجيع" هذا التنظيم. بالتالي، فإن الفاعل هو أميركا، فقد عملت على بناء مجموعاتٍ أصولية إسلامية خلال الحرب الباردة كأداة بيدها ضد السوفييت. وهذا ما أنجزته في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي، فدرّبت وطوّرت قدرات آلاف "الجهاديين". مستفيدة من الوهابية التي كانت تتعمم منذ سبعينات القرن الماضي، لمواجهة التيارات التحررية والثورية .على الرغم من أن ترامب يتهم دول اخرى متهمة بالعمالة ويدعمهم ويعاقب شعوب بريئة لا تمت لها بصلة ويستغلّ ما صنعته أميركا من أجل تعميم العنصرية، والأحقاد ضد شعوب الشرق الاوسط بالذات والتركيز على ذلك لنهب الخيرات الكثيرة فيها. وهنا العقدة التي تظهر واضحة، حيث إن الإرهاب صناعة أميركية أولاً، استغلت دول اخرى لصناعتها ،

العراق كأنه كان مكلف للقيام بالمهمة الجليلة للقضاء على الإرهاب وأهله وأشياعه والقوات المساحة العراقية بمختلف الصنوف قامت بالواجب وهي تقوم اليوم بتحقيق انتصارات رائعة على جماعات الإرهاب والتطرف والتكفيريين الذين لا يعرفون دينًا لان الغلو في امر الدين انما ينشأ لعوامل كثيرة منها الجهل المتغالي بأمور الدين وعدم المعرفة الصحيحة بالتعاليم الاسلامية، وكذلك عدم الفهم للنصوص الشرعية فهماً صحيحاً يتفق ومقاصد الشريعة السمحة مما يترتب عليه تحميل النصوص الشرعية فوق ما تحتمل من معان واحكام وذلك لاقتصاره على نص يوهم ظاهره حكماً ولا ملة على مراحل دقيقة وفنية لتقليل الخسائر. ولأنهم ينتشرون بين الناس ومما يسبب صعوبة لاصطيادهم والحاجة إلى حرفية كبيرة .ولولا خوف هذه القوات من إصابة الضرر بالمواطنين الأبرياء بأذى أو سوء، لتم الانتهاء من هؤلاء الخونة فى الاشهر الاولى لتواجدهم ، ويؤثر الإرهاب بشكل سلبيّ على الحريات الفردية والديمقراطية في الدول التي تتعرض أو يهددها الإرهاب، مشكلاً "دائرة مغلقة"؛ بمعنى أن مكافحة أو مقاومة الإرهاب تستدعي التنازل عن بعض الحريات الفردية، وعن الكثير من مظاهر الديمقراطية التي تعدّ أساس العولمة في الغرب . ان الإشكال الأخلاقي في تعريف الإرهاب:يمكن اعتباره العائق الأهم ربما لإيجاد مفهوم محدد للإرهاب حيث الموقف الأخلاقي منه يحدد الوصف للفعل السياسي العنفي. و قد يبرر البعض بأن الممارسة العنفية مبررة أحيانا و بعضها غير مبررة لذلك تجد أن إطلاق وصف ” إرهابي ” سهل نوعا ما بسبب أنه يمثل موقفاً أخلاقياً تجاه قضية أو موقفاً أيدولوجياً بين الحق و الباطل . إن للإرهاب تاريخاً طويلاً، لكن دراسته وتحليله لا يتمتعان بالأمر ذاته. وهو كحقل دراسي مهم انتشر كالفطر خلال العقود الثلاثة الماضية، لكن رغم ذلك فإن هناك استحالة في إيجاد تعريف واحد متفق عليه، كما أن الروابط والتشابك بين الأسباب الاقتصادية والاجتماعية، كأسباب رئيسة في انتشار الإرهاب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/16



كتابة تعليق لموضوع : الارهاب صنعته دول وتتهم اخرين به
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net