كنت في جلسة قبل عدة سنوات مع مجموعة من الإخوة من المشايخ ، فقال أحد الإخوة إن فلان «المتمرجع» يقول بأنه الإمام المعصوم لا يعلم الغيب.
فتعجبت من كلامه ورددت : غير معقول أن يتكلم هكذا !
وتعجب بعض الإخوة الجالسين فكأن الأخ تصور نحن نكذب كلامه ، فقال : الآن اتصل عليه وتسمعوا بانفسكم الجواب.
بالفعل أتصل على فلان «المتمرجع» ووضع الهاتف على السبيكر وسأله السؤال فأجاب المتمرجع : إن الإمام لا يعلم الغيب.
• أقول : إذا كان هذا المتمرجع ينكر التأييد الإلهي للإمام بالعلم وتسديده له فلا عجب أن يأتي اليوم ويقول بأنه لا يجوز الاستغاثة بالإمام ويعد هذا الفعل شركا .
• أما مسألة إثبات علم الغيب إلى الإمام المعصوم فقد صرحت بذلك الآيات والروايات الكثيرة ، نعم هناك روايات ظاهرها إن الإمام لا يعلم الغيب ولكن بالتأمل وعند الجمع بين الأخبار فإن علم الغيب يثبت لهم عليهم السلام .
« وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ»[١].
« عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ¤ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ »[٢].
قال العلامة النمازي الشاهرودي المتوفى «١٤٠٥ هـ» بعد آية سورة الجن السابقة معلقا :
« ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله هو المجتبى والمرتضى من الرسل ، لأنه أفضل الرسل ، بالضرورة من المسلمين .
وسائر الآيات الدالة على إثبات علم الغيب له ولأوصيائه المعصومين عليهم السلام قريبة إلى الثلاثين »[٣].
وقال العلامة المجلسي المتبحر بالأخبار في تحقيق هذه المسألة :
« قد عرفت مراراً أن نفي علم الغيب عنهم [عن المعصومين] معناه أنهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام ، وإلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء والأوصياء عليهم السلام من هذا القبيل ، وأحد وجوه إعجاز القرآن أيضا اشتماله على الاخبار بالمغيبات »[٤].
____________________________
[١] آل عمران ١٧٩ .
[٢] الجن ٢٦ ، ٢٧ .
[٣] مستدرك سفينة البحار ج٨ ص ٣٩ ، ط: مؤسسة النشر الاسلامي -قم ١٤٢٧ هـ .
[٤] بحار الأنوار ج٢٦ ص١٠٣ ، ط: مؤسسة الوفاء ١٩٨٣ م .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat