صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

زبيبة والملك رواية لكاتبها!!
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المعروف ان جرائم ومغامرات النظام السابق لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن للمرء ان يوجزها بسهولة، نتيجة السياسات المتخبطة التي كانت تمثل النهج السائد لهذا النظام.
وقد خلفت هذه السياسة الرعناء تركة ثقيلة ما زال يعاني منها العراقيون الى اليوم، تمثلت هذه التركة بقرارات دولية وعقوبات قاسية فرضت على العراق طيلة عقدين من الزمن.
ولعل بقاء العراق تحت طائلة الفصل السابع خير شاهد على استمرار معاناة هذا الشعب ودفع تعويضات مالية كبيرة نتيجة غزو صدام للكويت.
لكن المُضحك المُبكي في نفس الوقت الخبر الذي اعلنته وزارة الثقافة قبل ايام والذي تمثل بدفع العراق تعويضات وغرامة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لفنان فرنسي مغمور كان قد رفع دعوة قضائية على الوزراة لا ثباته استخدام لوحته الفنية في غلاف رواية (زبيبة والملك)!!.
هذه الرواية التي اثارت الكثير من التساؤلات وقتها، بعد ان نُشرت تحت اسم مستعار هو (بقلم كاتبها) فقد كان من المعروف أنها من تأليف مجموعة من الكتاب كانت تعمل تحت إشراف صدام حسين.
حيث يجمع الكثير ان صدام التقى حينها بكُتاب الروايه في العراق اثناء فترة الحصار الاقتصادي وحثهم علي كتابة روايات تعبر عن وضع العراق المنتصر‏,‏ لانه كان يريد روايه مطابقه لارائه في حواره مع الكتاب‏,‏ مما دعا البعض حينها ان يوكد ان صدام حسين نفسه هو الذي كتبها‏ رغم أن وكالة المخابرات المركزية الاميركية توصلت في حينها الى أن الذي انجزها في نهاية المطاف (كاتب شبح) كان صدام يملي عليه، ويراجع ما يكتبه.
المهم لست بموقف المدافع عن وزارة الثقافة على اعتبار ان الواجب يحتم عليها الالتزام الكامل بقوانين الملكية الفكرية خصوصا بعد ان اثبت هذا الفنان الفرنسي ملكيته لهذا المنجز بعد ان قدم مستمسكات اثبتت امتلاكه للاصول الفكرية لهذا العمل الفني، وقد دفعت الوزارة هذا المبلغ للفنان المغمور عن طريق السفارة العراقية في باريس.
ولا اعرف هل اندب الحظ ام هو قدرنا نحن العراقيين ان ندفع هكذا مبلغ نتيجة أخذ صدام حسين للوحة فنية ووضعها على غلاف روايته دون الرجوع الى الفنان الذي رسمها، فجاءت التعويضات هذه المرة على غير العادة، تعويضات نتيجة مغامرة ادبية لصدام بعد ان كنا ندفع التعويضات نتيجه مغامراته الحربية والعسكرية.
زبيبة والملك لم تكن الرواية الوحيدة التي نسبت الى صدام بل كانت هنالك رواية اخرى اسمها (اخرج منها يا ملعون)، وبصراحه لم اشاهد غلاف هذه الرواية واتمنى ان لا يكون لوحه فنية لانها قد تكون مسروقة ايضا من فنان هندي او صيني!. و(تعال هم عوض من جديد) او كما يقول المثل الشعبي (على هالرنة طحينج ناعم).
خوفي ان تطالبنا هوليود بدفع تكاليف انتاج فلم (الدكتاتور) المأخوذ عن رواية زبيبة والملك!.والذي من المؤمل ان يعرض في ايار من العام المقبل.
ولو عاد بنا الزمن لطلبت من الفقراء والايتام والمساكين ان يعيدوا المال الذي اُعطي لهم من مبيعات هذه الرواية لتسديد مبلغ التعويضات للفنان الفرنسي، لكون ان كاتبها اشار في مستهل روايته ان ريعها سيذهب الى الفقراء والمساكين! رغم اني اشك ان نسخة واحدة من هذه الرواية لم تباع في المكتبات!!.
 
alikhassaf_2006@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/14



كتابة تعليق لموضوع : زبيبة والملك رواية لكاتبها!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net