رسالةٌ عاجلةٌ من زيد بن صوحان العبدي الى علي بن أبي طالب..
ما زالَ كأسُ الظامئينَ مُعبّأً
بالقادمينَ مِنَ الفَراغِ النائي
لا تكشفُ الأنهارُ عن أخطائِها
ما دامتِ الأخطاءُ دونَ غِطاءِ
منذُ ابتكارِ الغيمِ كانتْ فكرةُ الـ
مطرِ الغزيرِ تموتُ باستحياءِ
فتعطلتْ لغةُ النوافذِ واحتسى
صبحُ المدينةِ خمرةَ الصحراءِ
كفراً بضحكاتِ العرائسِ عرَّشتْ
بينَ المراثي نبتةُ الحنّاءِ
ما كانَ ذنبَ الماءِ موتُ فراشةٍ
لكنّهُ ذنب اعتكارِ الماءِ
قُلْ (للغديرِ) بأنْ يُلقِّنَ ماءَهُ
كيفيةَ التفكيرِ بالأحياءِ
علّمه أنْ الارضَ عَطشى والنّدى
مُتسممٌ بتفسخِ الآراءِ
في (النهروان) وأنتَ سيدُ مائِها
روّيتَ نُبلاً لهفةَ الأعداءِ
اسحل بكفكَ للعطاشى (زَمزمـ)ـاً
يا منْ تأكدَ نقطةً للباءِ
فهُنا ببصرتكَ العتيقةِ يا أخي
في الماءِ تكمنُ لعنةُ الإرواءِ
يتماوتُ البرحيُّ ملءَ عذوقهِ
عتبٌ على شطٍّ وغيثِ سماءِ
هذي المدينةُ ثاكلٌ منكوبةٌ
لكنّها مكتضةٌ بولاءِ
لحديثكَ المائيِّ حينَ دخلتَها
تُخفي بجيبكَ كسرةً لدعاءِ
(زيدُ بن صوحان) المُفوَّهُ ظاميءٌ
عُدْ يا علي لساعةِ استسقاءِ
تشتاقكَ الارضُ العليلةُ عُد لها
واقرأ عليها (مصحفَ الزهراءِ)
.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat