صفحة الكاتب : نزار حيدر

في مَفهُومِ المُواطَنَةِ! [القِسمُ الثَّالث وَالأَخير]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ٢/ إلغاء التمييز بكلِّ أَشكالهِ! إِلَّا على أَساس القُدرة والطَّاقة والإِمكانيَّات والإِستعدادات والمهارات والرَّصيد الشَّخصي!.
   ٣/ ومن مظاهرِ العدلِ في الحقُوق هو أَن المُرتَّب الشَّهري يعتمد على طبيعةِ الإِنجاز وحجمِ العطاء ونوعيَّة الإِنتاج، وليس على أَساس المَوقع والمنصب! فلا معنى لأَن يكون راتب رئيس الجمهوريَّة أَو رئيس الحكومةِ أَو النائب في البرلمان الأَعلى من بينِ كلِّ الرَّواتب! ولا معنى لأَن يكونَ المُتقاعد من هَذِهِ المناصب أَعلى من تقاعُد الآخرين لمجرَّد طبيعة المَوقع أَو المَنصب!. 
   رابعاً؛ طبيعة التَّنافس وقِيَم التَّفاضُل؛
   ١/ ما إِذا كانت حقيقيَّة وهي القيَم التي يكسبها المرءُ بعرقِ جبينهِ وبجهدهِ وتعَبهِ وما يبذل من مُحاولات كالعلمِ والمعرِفة والخِبرةِ والنَّزاهة والإِختصاص والتميُّز، وغيرها، والتي يجب أَن تكونَ متاحةٌ أَمام الجميع! كما في قولِ الله تعالى {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} بِلا احتكارٍ أَو إِستئثارٍ! أَم أَنَّها قِيمٌ زائفةٌ ومزيَّفةٌ لا علاقةَ للإِنسانِ بتحديدِها أَو اكتسابها أَو تطويرها أَو رُبما حتَّى تغييرها، كالدِّين والقوميَّةِ والمذهبِ والعشيرةِ والمنطقةِ وغيرِها.
   ٢/ ما إِذا كانَ النَّجاحُ والإِنجازُ السَّليمُ والعلمُ والمعرفةُ بالشَّيء من أَهمِّ قيَم التَّفاضل في المُجتمع!.
   فَلَو أَنَّ الملكَ سأَل نبيَّ الله يُوسف (ع) عن دينهِ وأَصلهِ وعشيرتهِ وخلفيَّتهِ لما قَالَ بمجرَّد أَن تيقَّنَ من براءتهِ من التُّهم المنسوبةِ إِليهِ ونزاهتهِ {ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} فَلَو سأَلهُ عمَّا ليسَ لَهُ خَيارٌ بهِ لاكتشفَ في هَذِهِ الحالةِ أَنَّهُ عبدٌ ضائعٌ مرميُّ في البئرِ أَنقذهُ الرُّعاة واشترتهُ السيَّارة {بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} وهو مُهاجرٌ وليسَ من أَهْلِ مِصر الأَصليِّين! فكيفَ يُمكنُهُ أَن يسلِّمَ مِثْلَ هذا الإِنسان مقاليدَ وزارةٍ هي واحدةٌ من أَهمِّ وِزارات الدَّولة؟! إِنَّها وزارةٌ سياديَّةٌ!.
   بل كيفَ يمكنُهُ منحهُ حريَّة إِختيار الوزارة والمَوقع الذي يطلبهُ؟! عندما قال لَهُ {اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ}.
   خامساً؛ المُساءلة والمُحاسبة؛
   ١/ هل هي من أُسس الدَّولة ونظامها؟!.
   ٢/ وإِذا كانت موجودةٌ فهل يترتَّب عليها أَثرٌ؟! كأَن يُثاب النَّاجح ويُعاقب الفاشل؟! يُسجنُ اللصُّ ويُكافأ النَّزيه؟!.
   يَقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {وَلاَ يَكُونَنَّ الْـمُحْسِنُ وَالْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَة سَوَاء، فَإِنَّ فِي ذلِكَ تَزْهِيداً لاَِهْلِ الاِْحْسَانِ فِي الاِْحْسَانِ، وتَدْرِيباً لاَِهْلِ الاِْسَاءَةِ عَلَى الاِْسَاءَةِ، وَأَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ}.
   سادساً؛ الإِنصافُ ويتجلَّى في طريقةِ تقييمِ أَداء المسؤُول، فإِذا وجَّهَ المُواطن [الكُردي] مثلاً نقدهُ للمسؤُول [الشِّيعي] فقط وغضَّ النَّظر عن المسؤُول [الكردي] فهذا يعني أَنَّهُ مُشبعٌ بالعنصريَّة والعكس هو الصَّحيح!.
   كما أَنَّ السِّياسي الذي يبدأ نقدهُ بالأَحزاب الأُخرى ولا يقترب من حزبهِ لأَنَّهُ [خطٌّ أَحمر]  فهوَ الآخر مُتخم بالحزبيَّة على حسابِ الوطنيَّة!.
   إِنَّ الإِنتماء الوطني الحقيقي يظهرُ حتَّى في طريقةِ النَّقدِ والمُحاسبةِ والمُراقبةِ!.
   لقد ابتُلينا بالمُحاصصةِ حتى في النَّقدِ والمُحاسبةِ! ولذلك شُلَّ مجلس النُّوَّاب عن أَداءِ مهامِّهِ الدُّستوريَّة في الرَّقابة والمُحاسبةِ والمُساءلةِ!.
   ففشلَ!.
   ٢٢ تشرِينُ الثَّاني ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/23



كتابة تعليق لموضوع : في مَفهُومِ المُواطَنَةِ! [القِسمُ الثَّالث وَالأَخير]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net