عنوان قصيدة شعرية حماسية جماهيرية غاضبة، للشاعر السيد محمد صالح بحر العلوم، التي تردد صداها منذ ايام على السن الجماهير وعلى اروقة صفحات التواصل الاجتماعي بعد ان انشد تقي الحسناوي مقتطفات منها، فان المُنشد قد اخذ منها مقاطع وحرك بها الشارع واخذ اناس يردد عنوانها على طول #اين_حقي!.
وهي قصيدة طويلة على شكل صرخة شعرية وتحفة فنية وأدبية وإنسانية سجلها الشاعر قبل سنوات، وقد اجاد في وصف واقعنا وما نمر به هذه الايام من ضياع وسلب للحقوق، رغم مرور نصف قرن على كتابتها، فهي تحاكي حالنا وما نعاني منه، وكأنها كُتبت في هذه الايام، فالكل يطلب حقه ممن اخذ على عاتقة رعايتنا وحمايتنا فلا يجده او فلا يعطى منه شيئاً، ونحن بدورنا اخذنا منها بعض المقتطفات وادرجناها هنا، ومنها:
ليتني أسطيع بعث الوعي في بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقي؟
يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
أتركيني أنا والدين فما أنتِ وديني
أمن الله قد استحصلت صكاً في شؤوني
وكتاب الله في الجامع يدعو: أين حقي؟
كيف تبقى الأكثريات ترى هذي المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقي؟
حرروا الأمة إن كنتم دعاة صادقينا
من قيود الجهل تحريراً يصد الطامعينا
وأقيموا الوزن في تأمين حق العاملينا
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوماً: أين حقي؟
كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصور
قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يعوي: أين حقي؟
وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
وإذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟
ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة
لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة
وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة
وإذا القاضي هو الجاني ويقضى: أين حقي؟
برياء ونفاق يخدعون الله جهرا
أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا
إن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمرا
وسيبقى الله مثلي مستغيثاً: أين حقي؟
ليس هذا الدين دين الله بل دين القضاة
لفقوه من أحاديث شياطين الرواة
وادعوا أم من الله نظام الطبقات
إن يكن حقا فقل لي يا إلهي: أين حقي؟
من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب
وهو لم يظفر بحق ويؤدي ألف واجب
فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب
أيسمى مجرماً إن صاح فيهم: أين حقي؟
لم يؤثر بيقيني ما أقاسي من شجون
فشجوني هي من أسباب تثبيت يقيني
ولتكن دنياي ما بين اعتقال وسجون
وليكن آخر أنفاسي منها: أين حقي؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat