صفحة الكاتب : طيب العراقي

كاتيوشا..فلم سيء الإخراج رديء التصوير..!
طيب العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أغلب صراعات البشرية تحدث بين ظالم ومظلوم، أوحق وباطل، على عكس من صراعات أخرى بين جبابرة الأرض وعتاتها، والتي تقوم على أساس المنافسة في فرض السيطرة والهيمنة على مقدرات الدول الضعيفة، ومصائر الشعوب المستضعفة.
كانت دول الإستكبار العالمي وبعد كل حرب عالمية، تضع في الأساس ضمان أمنها القومي، وبعد ذلك تتقاسم مناطق النفوذ فيما بينها، والتي تشمل كل ماخلق الله من حجر ومدر، وخيرات وبشر، ممن يقعون خارج حدود دوله،م التي لابد من ضمان أمنها القومي، بأي وسيلة كانت.
سايكس بيكو خير شاهد على ذلك، فكانت البلدان الضعيفة تساق كالأغنام إلى مصير مجهول، وتحدد أطرافها بزيادة أو نقيصة، حسب رغبة ورؤية الدول العظمى، ولم يكُ لدول العالم الثالث، الحق في رفض تلك المقررات الدولية المجحفة.
لضمان عدم وقوف الشعوب الحرة؛ بوجه هذه الإرادة الإستكبارية؛ كانت هذه الدول تحرص على فرض حكومات عميلة، لتقوم بإمصاص نقمة الشعوب بإطلاق الخطابات الرنانة، وإفتعال المواقف المتشنجة، وإنهاك شعوبهم وترويضها على الإستكانة، بالتبرير والتخويف والتطبيع.
دول المنطقة العربية عموماً، ودول الخليج على وجه الخصوص، كانت الأطوع للإرادة الإستكبارية، ومن المفارقات العجيبة في سلوك الحكام العرب؛ هي خضوعهم وولائهم التام لشاه إيران، وهو الشيعي الفارسي، حتى وصل بهم الأمر إلى تقبيل الأيادي، وتقديم الهدايا والرقص بين يديه، بينما هم من ألد أعداء إيران اليوم، لأنها عدوةً لأمريكا وإسرائيل.
في الوقت الذي يتهم فيه هؤلاء الحكام؛ الشعب الإيراني بالتعصب للقومية الفارسية، نجد إن هذا الشعب –"الفارسي" يتشرف بقيادة "عربية"، هم السادة العلماء من أبناء رسول الله(ص)، على العكس من بطون العرب، التي كرهت على الرغمن من تنصيب الله وتبليغ النبي، أن تجتمع النبوة والإمامة في بني هاشم، وإستمر هذا الكره وإستطال، حتى بلغ الأمر بهم إلى إطلاق صفة الكفر، على من يوالي محمد وآل محمد (ص).
هنا لابد من دراسة المعطيات والأسباب والدلالات؛ لمعرفة ماهية الصراع القائم في منطقة الخليج، الذي يهدد بقيام حرب كبرى، لن يكون لأحد منها مفر، كونها ستتخذ من مناطق النفوذ أهدافاً مهمة لها.
إيران دولة مستقلة، إتصفت دائماً بسياسة معتدلة، وحضور دولي متميز، تمكنت من تطوير إمكاناتها الصناعية في مجالاتٍ عدة..منها الصعيد العسكري، كمنظومة الدفاع الجوي، ومنظمومة القوة الصاروخية الرادعة، لضمان حقها في الدفاع عن وجودها، وعلى الصعيد المدني، بممارسة حقها في إمتلاك التقنية النووية، للأغراض السلمية والتنموبة.
أمريكا المستبدة، لم يكن لها عهد مطلقاً بإحترام المواثيق الدولية، تعتاش بالأزمات وتأجيج الصراعات، حشرت أنفها في شؤون إيران الداخلية، معتقدةً بأن إيران كباقي دول المنطقة؛ سترضخ للتهديد والضغوطات، وتدمر صواريخها، وتلغي برنامجها النووي متخلية عن مصالحها وحضورها الدولي!
 لتكون بعدها في حماية أمريكا، كما السعودية التي تُمتهن سيادتها، ويُهان ملكها، برغم مئات المليارت وثمين العطايا والهبات؛ وهاكه تصريحات ترامب ولمرات عدة، بأنه لو لا حماية أمريكا لهم؛ لما إستطاعوا البقاء على عروشهم لإسبوعين فقط.
إيران بسياستها المعتدلة، وموقفها السياسي القوي، أحرجت  أمريكا بمواجهة تجربة لم تكُ إعتادت مثلها، إتسمت هذه المواجهة بخطىً إيرانية واثقة، وأهداف واضحة ثابتة معلنة، قبالة تخبط أمريكي في السلوك؛ تجاه التعاطي مع المواقف الإيرانية.
نتذكر أن أمريكا أججت الفتنة الطائفية، بمحاولة يائسة للنيل من الموقف الإيراني الصلب، وكان العراق ساحة الصراع وتراشق السهام، فإجتاحت بداعش الذي صنعته ثلث أرضه، ودمرت ممتلكاته!
وما هي إلا سويعات إلا وتنطلق فتوى سيستانية عظيمة، بمجاهدة صنيعة الإستكبار، ودسيسة آل سعود وبطون الخليج، ومعها يهب ليوث خراسان، لتنجلي الغبرة عن نصر عظيم، وتحالف عراقي إيراني صميم، فتنكفيء أمريكا وصنيعتها الداعشية وأذنابها، ويعود العراق حراً، وتبقى إيران صامدة.
اليوم تحاول أمريكا تعاود خُبثها على الأرض العراقية، ولذلك أنتجت فلما باهتا رديء التصوير، هو فلم صاروخ الكاتيوشا الذي أطلقه عملائها، ليسقط على أرض خلاء قرب سفارتها في بغداد..!
.............


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طيب العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/21



كتابة تعليق لموضوع : كاتيوشا..فلم سيء الإخراج رديء التصوير..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net