صفحة الكاتب : واثق الجابري

إقتباس صناعة الأزمات
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد غياب غير مبرر، يتصدر المشهد بين الحين والآخر، بعض الأطاريح السياسية، التي لا تختلف أهدافها عن خلط الأوراق، وفقدان بوصلة العمل السياسي والبرلماني بالتحديد، وقلة نادرة أبرزت التجربة، وما فيها من سلبيات وإيجابيات، ودعت لإستخلاص الدروس والعبر وتلافي إقتباس الأزمات والتهويل، لما هو قادم محفوف بمخاطر التهويل نفسه، أو الإيهام بهول ما هو قادم.
تناولت معظم الأطروحات السياسية، تلك العناوين المثيرة، التي لم تستند الى وثائق، والوثائق العلمية التي تعطي الصدقية العلمية المطلوبة، وغلب الإنطباع على المشاهدة العيانية السطحية، على التحليل العلمي الموثوق، كما هيمن الخبر الصحافي ومنشورات التواصل الإجتماعي، على البحث الرصين.
لم تتقدم العناوين ذات الدلالة، على التركيز في النقاط السلبية، ولم ينقلنا اسفاف الحديث من الشروق الى السطوح، بل صور حاضرنا ومستقبلها في عتمة، وهرب معظم متناولي السياسة من الأدوار الماهرة الى الأحاديث الظاهرة، وهنا غاب التطلع للمستقبل وغاب التطلع للمستقبل، وأنتهى دور الاستفادة من الدروس، وأسرار نجاح نقاط وفشل آخرى، ومحاولات غرس الروح الوطنية، التي تحمس جيلاً واعياً للإنتماء والتضحية للوطن.
تساؤل منهجي لابد من الإجابة عليه؛ هل نجحنا في إرساء الديموقراطية، وهل إستفدنا من تجارب الدول الآخرى؟! وبتحليل معمق للإدارة وأهدافها الإستراتيجية، لابد للبحث عن عمق الإرتباط العضوي بين المؤسسات الإدارية والدولة، وعن متطلبات السياسة وبرامجها، وما موجود على أرض الواقع، ولكن الواضح لا تجانس بين خصائص العمل الديموقراطي وكيفية توجيهه لخدمة الدولة، ومن جهة آخرى تعامل الطبقة السياسية،بغياب رؤية أن ديمومة المؤسسة هي حياة الفرد العامل سواء كان سياسياً أو إدارياً، وبذلك لا يتجاوز التخطيط أبعد مما يحيط بالنظر من مكاسب آنية وأن إستدامت فهي شخصية وحزبية.
"الإدارة مرآة الشعوب"، كما يصفها عدد كبير من الباحثين، ولكن الإستفادة من الدروس وإجراء الدراسات المعمقة، لدور النخب الوطنية في صنع القرارات التنموية، وبتطبيق الفكر الإستراتيجي بعمق، لأجل إحداث التغيير المطلوب، ومن سوء العمل السياسي، هو تقمص الديمقراطية دون معرفة كاملة بمفاهيمها، وإعتبار الحرية إنطلاقاً الى فضاء بلا حدود.

لدينا رأس مال بشري يُساء توزيعه او تحريكه بعدالة ليكون منتجاً شاعراً بالمساواة، ولدينا كم هائل من المدخرات الصناعية التي صدئت ..والزراعية، التي تصحرت وهاجر أهلها، ونحتاج الى التشخيص والتأهيل والإنطلاق، ولن يستطيع البلد إنجاح المهام الكُبرى، مالم تك إرادة قيادة الدولة، بالإعتماد على الجهد المدني الإستثنائي، الذي يحترم العلم والكفاءة والنزاهة، ويرسخ سلوك المكاسب الآجلة والدائمة للوطن، وليس الغنائم العاجلة العابرة، ولذلك ساد منهج إقتباس الأزمات، على إستثمار الإمكانيات، وفقدت بوصلة العمل السياسي والإداري، وتركز الحديث عن السلبيات وتركت الإيجابيات، وكأن السلبياتِ عمقٌ، والإيجابياتِ سطحٌ.. والعكس هو الصحيح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/28



كتابة تعليق لموضوع : إقتباس صناعة الأزمات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net