صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

محامي الوزارة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعض مؤسسات الدولة نتنة بالفعل، وفي المثل: السمكة (خايسة) من رأسها، فلانفع منها، ويرد المتشائمون أكثر بالقول: إن السمكة (خايسة) من ذيلها!

ويقترب معنى (الخياس) أو (الخيسة) من النتانة والجيفة، ويقولون: رجل (خايس) وإمرأة (خايسة) ويذهب المعنى الى الإنحراف والفساد والسقوط.

وماأكثر (الخايسين والخايسات) الذين باعوا شرفهم وضمائرهم من أجل السحت الحرام، ونهبوا ماإستطاعوا من المال العام بذرائع قبيحة كقبح وجوههم ونفوسهم التي ستحرقها نار جهنم في الدار الآخرة، بينما سيكون المرض والإنهيار الأخلاقي وتأنيب الضمير أشد مايعانونه في الحياة، ولن ينفعهم ذلك، فقد تمتع نساؤهم وأولادهم بهذا الحرام، ولم يعد ممكنا التوبة، فالفقراء والمرضى والمحرومين لن يسامحوهم.

وكما وصفهم الرب، فلهم الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة، ولك أن تعود الى التاريخ البعيد، وترى كيف إن الله أخزى الظالمين بفضحهم أمام الملأ، وأضحك منهم العوام، ثم قبضهم إليه ليذيقهم ماعملوا وهم لايرحمون.

الفساد في العراق صار مذهبا من مذاهب الناس، يتعبد به الملايين مثلما يتعبدون بالصوم والصلاة والحج والأفكار، وصار الناس لايستحون منه، ولايأنفون، ويعدونه نوعا من الشطارة.

مسؤول رفيع في وزارة يقول لطالبة منعها مرض والدتها من السفر لأيام إنك (كذابة) ويرفض قبول توسلاتها، بينما يدخل عليه جماعة من حزب إسلامي يمضي لهم معاملتهم دون سؤال، وهي تبكي، وتخرج مكسورة من مكتبه الذي جاء إليه بالصدفة، وحين تخرج يقول لها صاحب مكتبة: راجعي محامي الوزارة، والدفع مقدما، بالطبع فالقانون لايجيز لمسؤول وصم مواطن بالكذب لأن مسؤوليته التحقيق في إدعائه وسؤاله، ثم الموافقة، أو الرفض، وليس الشتم، والإتهام بالكذب.

مع هيمنة قوى تدعي إحترام الشريعة الإسلامية تراجعت قيم الشرف والغيرة والإنسانية، وإنتشرت المخدرات والخمور وبيوت الدعارة والزنا بالمحارم، وعم الفقر وتسبب بظهور جماعات الجريمة المنظمة ولم يعد الناس يشعرون بالسعادة ولايعرفون ماهيتها، ولاكيف الوصول إليها، فثقافة الحزن هي السائدة في الحكم والسياسة والدين والأدب والغناء والتعبد. ممنوع الفرح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/06



كتابة تعليق لموضوع : محامي الوزارة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net