من غير المعقول ان هذه الدول الاستعمارية التي لها خبرة في تفكيك قارات ودول ممكن ان تسمح بتقارب دولتين جارتين ترتبطان بعقيدة واحدة ومذهب واحد علاوة على العلاقات الاجتماعية والعشائرية كالعراق وايران.
ولا يقف الامر هنا فقط، بل بين العراق وسوريا البلد المشابه للعراق اكثر من ايران فعلاقته مقطوعة وممنوعة منذ عام ١٩٨٠تقريبا على الرغم من تغيير الانظمة السياسية فيهما، وكذلك بين مصر والسودان التي كانت دولة واحدة والباكستان والهند والتي كانت ايضا دولة واحدة ولم تمنح استقلالها عام ١٩٤٧ الا بشرط تقسيمها.
وما عليك الا ان تتصور ماهي القوة التي شكلها التعاون العراقي الايراني في الحرب ضد داعش والذي حقق نصرا كبيرا اختلطت فيه دماء الشهداء من كلا الشعبين، ناهيك عن حجم التسهيلات المتبادلة بين البلدين على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي وحجم تنقل المسافرين بين البلدين والذي وصل الى الغاء رسوم سمات الدخول على المسافرين سواءاً للعلاج او الزيارة او السياحة..
تصور ذلك
وللتذكير جرب الشعب العراقي القطيعة والحرب مع جيرانه مرة عام ١٩٨٠ مع ايران ومرة عام ١٩٩٠ مع الكويت وانظر ماذا كانت النتائج الكارثية على العراق وعلى كافة المستويات.
لكن تبقى ارادة الشعوب ووعيها وثقافتها وعمق رسالتها مانعا امام مثل هكذا مشاريع، على ان تتغافل عن الصغائر من الاخطاء والزلات والابتعاد عن ظاهرة الغرق في التفاصيل واصطياد الاخطاء والنظر لكل شاردة وواردة بعين الفحص والتدقيق، فأن البغضاء والشحن والكراهية والحقد سمه الفاشلين والعاجزين والذين سيعبرهم الزمن ويصبحون اثراً بعد عين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat