صفحة الكاتب : سيف علي اللامي

وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم
سيف علي اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز، وفي ظل مماطلة السياسيين في تحقيق المطالب المشروعة للشعب، لم ولن نجد مَن وقف مع المتظاهرين السلميين على نحو الدعم والمساندة الحقيقية الصادقة بلا زيف أو مواربة, إلا واحد. ذلك الذي سكن في زقاق ضيق وهو السيد المعظم علي السيستاني.
رغم وقوفه مع المتظاهرين ودعمه لهم تخرج علينا بين الحين والاخر أصوات النشاز ممن يطالبون بأمور هو أعرف بعواقبها وطالما نصح بها وحذر منها وارشد بها.
أحد تلك الأصوات النشاز يقول:
لماذا المرجعية الدينية لم تقف مع المتظاهرين وتدعمهم للتظاهر ضد الفساد؟!!!
لكن لو رجعنا إلى خطب الجمع السابقة لوجدنا أن المرجعية الدينية كانت قد حددت موقفها مع من تقف وبشكل واضح لا لبس فيه. وقد ذكرت في بيانها يوم ٢٠١٩/١٠/١١
(إنّ المرجعية الدينية العليا ليس لها مصلحة أو علاقة خاصة مع أيّ طرفٍ في السلطة، ولا تنحاز إلاّ الى الشعب ولا تدافع إلاّ عن مصالحه، وتؤكّد ما صرّحت به في نيسان عام 2006 عند تشكيل الحكومة عقيب اول انتخابات مجلس النواب من أنها (لم ولن تداهن احداً او جهة فيما يمس المصالح العامة للشعب العراقي، وهي تراقب الأداء الحكومي وتشير الى مكامن الخلل فيه متى اقتضت الضرورة ذلك، وسيبقى صوتها مع اصوات المظلومين والمحرومين من ابناء هذا الشعب اينما كانوا بلا تفريق بين انتماءاتهم وطوائفهم واعراقهم).
نعم .. الجميع على دراية كاملة العدو قبل الصديق, بأن المرجعية الدينية العليا هي الأب الروحي وصمام الأمان لجميع العراقيين بكافة اديانهم وطوائفهم.

وهناك من نجده يطالب المرجعية الدينية العليا بمطلب مثير للضحك ألا وهو تحريم قتل المتظاهرين.
لا أعرف إن كان هذا الشخص الذي يطالب هكذا طلب, كان قد قرء القرآن أم لا ؟. فمن المسلمات أن قتل المسلم حرام, وهذا ما تضمنه أحكام القرآن الكريم الواضحة للعيان, ومع ذلك طالبت المرجعية الدينية العليا مشددة على حرمة الدم العراقي من خلال بيانها في يوم ٢٠١٩/١١/٢٢ حيق قالت:
(إنّ المرجعيّةَ الدينيّة قد أوضحت موقفَها من الاحتجاجات السلميّة المُطالِبة بالإصلاح في خطبة الجمعة الماضية من خلال عدّة نقاط، تضمّنت التأكيدَ على سلميّتها وخلوّها من العنف والتخريب، والتشديد على حُرمة الدم العراقيّ، وضرورة استجابة القوى السياسيّة للمطالِب المُحقّة للمحتجّين، والمرجعيّةُ إذ تؤكّد على ما سبق منها، تُشدّد على ضرورة الإسراع في إنجاز قانون الانتخابات وقانون مفوّضيّتها، بالوصف الذي تقدّم في تلك الخطبة، لأنّهما يُمهدّان لتجاوز الأزمة الكبيرة التي يمرّ بها البلد).
وكذلك نجد هناك ممن يقول لماذا المرجعية الدينية ساكتة؟. مع أن المرجعية الدينية لم ولن تكن ساكتة يوما فهي الناطقة، والمطالبة بالإصلاح، والداعمة الوحيدة خلال ال١٦ سنة التي مضت لقضايا للعراقيين المصيرية وهي لم تزل تتألم لألمهم وتفرح لفرحهم.
كما ونجد من يطالبها بانقلاب عسكري ضد الحكومة الفاسدة والطبقة السياسية الفاسدة. وهذا جهل مركب واضح للأسف كونهم لا يدركون أو يعلمون طبيعة عملها الذي هو النصح والإرشاد لما فيه خير وصلاح الأمة في الدنيا والآخرة, كما هي ليست جهة رسمية (حكومية) أو جهة عسكرية أو امنية, أو جهة سياسية تمتلك صلاحيات تنفيذية. وإدراك هذا المطلب نعمة وتوفيق بحد ذاته (وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف علي اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/29



كتابة تعليق لموضوع : وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net